“في جهاز الأمن قلقون جداً من منظومة العلاقات الباردة بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية عشية استئناف محتمل للمفاوضات على اتفاق نووي، ويقدرون بأن القدرة الإسرائيلية على التأثير متدنية جداً.
في القيادة السياسية في إسرائيل مقتنعون بأنه من خلف الكواليس يتحقق اتفاق مرحلي في مسألة النووي بين ايران والولايات المتحدة. والخطاب، وفقا لمصادر رسمية في إسرائيل، يوجد في مرحلة متقدمة نسبياً، وهو يتم من خلال دولتين عربيتين في المنطقة.
لم يضع الأميركيون إسرائيل في صورة المفاوضات الجارية في هذه المسألة وفي صورة التطورات الأخيرة، ونتيجة لذلك فان التقدير هو أن قدرة إسرائيل على التأثير على بنود الاتفاق المتحقق تكاد لا تكون موجودة، والاتفاق – اذا ما تحقق كاتفاق مرحلي الى أن يتحقق اتفاق آخر – سيشطب عن جدول الأعمال بشكل نظري أيضاً التهديد العسكري الأميركي تجاه الإيرانيين.
في أوساط كبار رجالات شعبة الاستخبارات “أمان” هناك من يعتقد بأنه من بين الخيارات القائمة اليوم، فإن التوقيع على اتفاق مرحلي، حتى وان كان محدوداً جداً في بنوده، افضل من الوضع القائم الذي تواصل فيه ايران التقدم في البرنامج النووي دون عراقيل
في القيادة السياسية في إسرائيل على أعلى المستويات، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالنت، يعارضون بشكل قاطع اتفاقاً مرحلياً من هذا النوع، والتقديرات هي أنه في إطار مثل هذا الاتفاق، والذي من المتوقع فيه أن تجمد ايران على الأقل تخصيب اليورانيوم الى المستويات العليا، ستحظى بمقابل فوري يتمثل بتحرير أموال وممتلكات مجمدة لها في الخارج بمبالغ تزيد على 20 مليار دولار.
بقدر ما هو معروف، فان رئيس “الموساد”، دادي برنياع، يؤيد موقف رئيس الوزراء ووزير الدفاع، مثلما عارض في الماضي ايضا التوقيع على اتفاق بين ايران والولايات المتحدة بعد أن كان يبدو أن الطرفين قريبان من التوافق، لكن في نهاية الامر جعل نشوب الحرب في أوروبا بين روسيا وأوكرانيا الوصول الى تفاهمات صعباً على الطرفين.
في كل ما يتعلق بالجيش فان الموقف اكثر تعقيداً: ففي أوساط كبار رجالات شعبة الاستخبارات “أمان” هناك من يعتقد بأنه من بين الخيارات القائمة اليوم، فإن التوقيع على اتفاق مرحلي، حتى وان كان محدوداً جداً في بنوده، افضل من الوضع القائم الذي تواصل فيه ايران التقدم في البرنامج النووي دون عراقيل.
في الأسابيع القريبة القادمة ستجرى مداولات عديدة في إسرائيل في هذا الموضوع، بما في ذلك بلورة طرق العمل المحتملة وبلورة الموقف الرسمي لإسرائيل في الحوار داخل جهاز الامن وبين القيادة السياسية والأمنية.
في جهاز الأمن قلقون من الوضع، ولهذا فإن الاستنتاج الواجب في هذه المسألة، والذي يؤكده أيضاً مصادر مطلعة على التفاصيل بان قدرة تأثير إسرائيل على الاتفاقات المتحققة متدنية على نحو خاص، اكثر مما كان في الماضي. إضافة الى ذلك تجدر الإشارة الى ان الأحاديث الكثيرة عن إمكانية هجوم إسرائيلي على منشآت النووي في إيران مضخمة ومبالغ فيها، وبقدر ما هو معروف في هذه المسألة حتى عندما يعنون بها على المستوى التخطيطي لا توجد على جدول الأعمال في مدى الزمن المنظور للعيان. في مسائل أخرى ترتبط بالمعركة الجارية منذ اليوم بين إسرائيل وإيران، من غير المستبعد ان تؤدي التطورات الأخيرة الى ارتفاع درجة في الأعمال الإسرائيلية ضد إيران، لكن هذا كما أسلفنا دون صلة بمسألة النووي”. (المصدر: صحيفة “الأيام” الفلسطينية).