نظّم مركز “عصام فارس للشؤون اللبنانية” في حزيران/يونيو 2007 مؤتمر “صانعو رؤساء لبنان” تحدث فيه سياسيون وأكاديميون وصحافيون، من بينهم النائب السابق فريد الياس الخازن والمفكران الراحلان رغيد الصلح وسليمان تقي الدين، ونشر المركز أعمال المؤتمر في كتاب صدر عام 2011.
في مقدمة الكتاب يلاحظ رغيد الصلح “أن من بين 19 رئيسا للجمهورية اللبنانية ابتداء من شارل دباس عام 1926 حتى ميشال سليمان عام 2008 تم انتخاب أربعة منهم فقط، كميل شمعون وشارل حلو وسليمان فرنجية وميشال سليمان (خمسة مع ميشال عون) من دون أن تكون هناك قوات أجنبية على الأراضي اللبنانية، والتدخل العسكري المباشر لم يكن وحده أداة التأثيرعلى الإنتخابات الرئاسية، ذلك أنه برغم وجود القوات الأميركية في لبنان عام 1958، فإن واشنطن لم تتمكن من اختيار رئيس للبنان، لقد اكتفت الإدارة الأميركية بدور القابلة التي سهّلت ولادة الرئيس الجديد، أما ترشيح اللواء فؤاد شهاب فجاء من قبل ـ الرئيس كميل ـ شمعون ولقي هذا الترشيح ترحيبا بل حماسا من الرئيس المصري ـ جمال ـ عبد الناصر”.
سليمان تقي الدين: الرئيس فؤاد شهاب “الذي يُحكى كثيرا أنه نتيجة اتفاق أميركي ـ مصري، كان في عام 1952 مرشحا جديا ثم في عام 1958 كان رئيسا غير مُعلن للحزب الأساسي في البرلمان الذي هو حزب الجيش، وبروزه على الساحة السياسية لم يكن مفاجئا كي نقول إن الخارج يصنع الرؤساء”
النائب السابق فريد الياس الخازن لا يلغي التأثيرات الخارجية قي عملية إنتاج الرئيس اللبناني إلا أنه يخفض منسوبها إلى حد كبير ويقول:
“درج الكلام في السنوات الأخيرة حول مقولة أن الإنتخابات الرئاسية في لبنان مسألة تقررها جهات خارجية، هذا الكلام يستند إلى تجربة الحكم في لبنان في مرحلة ما بعد الحرب، إلا أن هذا الواقع لا ينطبق إطلاقا على مرحلة ما قبل الحرب منذ الإستقلال 1943 حتى اندلاع الحرب في منتصف السبعينيات. إن رؤساء الجمهورية في مرحلة ما قبل الحرب كانوا بالدرجة الأولى صناعة محلية دخلت عليها تأثيرات خارجية محدودة بسبب طبيعة النظام السياسي في بيئة سياسية تعكس التنوع السياسي والإجتماعي للمجتمع اللبناني”.
ووفق هذه الرؤية يستعرض سليمان تقي الدين مقدمات الإستحقاقات الرئاسية ونتائجها في مرحلة ما قبل عام 1975 فيطل عليها من هذا المنظور:
“الرئيس بشارة الخوري لم يأت به الإنكليز أو ـ رئيس الوزراء المصري ـ مصطفى باشا النحاس كما يعتقد البعض أو الكتلة الوطنية في سوريا، لقد اجتمعت هذه العناصر لتساعد الحركة الإستقلالية اللبنانية التي كان من زعمائها البارزين بشارة الخوري، وانتُخب على أساس أنه يخوض تلك المعركة الإستقلالية وضد “الكتلة الوطنية” والأخيرة كان يتزعمها إميل إده الذي كان يطالب بإبقاء لبنان تحت الحماية الفرنسية”.
وأما الرئيس كميل شمعون، كما يقول تقي الدين، فقد “انتُخب من كتلة المعارضة التي استطاعت إنهاء التجديد للرئيس بشارة الخوري وغلب على طابع انتخاب شمعون المعركة الداخلية حول الإصلاح والفساد” والرئيس فؤاد شهاب “الذي يُحكى كثيرا أنه نتيجة اتفاق أميركي ـ مصري، كان في عام 1952 مرشحا جديا ثم في عام 1958 كان رئيسا غير مُعلن للحزب الأساسي في البرلمان الذي هو حزب الجيش، وبروزه على الساحة السياسية لم يكن مفاجئا كي نقول إن الخارج يصنع الرؤساء”.
أما شارل حلو، فقد جاء إنتخابه “نتيجة المعركة بين القوى التي كانت تريد التجديد للرئيس فؤاد شهاب والقوى المنتفضة عليه” فيما سليمان فرنجية انتُخب في ظل بروز قوى لبنانية كان هدفها تصفية التركة الشهابية في امتدادها العربي وعودة الرئيس صائب سلام على رأس كتلة سياسية تنافس الكتلة الشهابية والرئيس رشيد كرامي”.
في كتاب لعبد الرحمن محمود الحص صادر في عام 1953 بعنوان “لبنان في عهد الرئيس شمعون”، يعرض المؤلف مشهد تشكيل الحكومات وسقوطها السريع في الأيام التي سبقت استقالة بشارة الخوري من منصب الرئاسة عام 1952 فـ”خلال الأزمة اللبنانية التي أطاحت برئيس الجمهورية تألفت أربع وزارات في 3 أيام، وزارة ثلاثية عاشت نصف يوم برئاسة ناظم العكاري، وزارة ثلاثية برئاسة صائب سلام وعاشت يومين ونصف يوم، وزارة سداسية برئاسة حسين العويني عاشت ساعة ونصف ساعة، الوزارة الرابعة هي وزارة اللواء فؤاد شهاب وهي التي تولت مهام رئاسة الجمهورية وعاشت 18 يوماً”، وهي المرحلة الإنتقالية الفاصلة بين استقالة بشارة الخوري وانتخاب كميل شمعون.
هذا المشهد يوجز واقع الإحتقان السياسي الداخلي الذي عاشه لبنان في النصف الثاني من الولاية الثانية لبشارة الخوري وحيث اجتمع المعارضون له من كل حدب سياسي وصوب طائفي، وفي “دفاتر الرؤساء” يقول ريمون إده “تعاونا من أجل إسقاط بشارة الخوري في إطار الجبهة الإشتراكية الوطنية التي جمعت كميل شمعون وكمال جنبلاط وأنا ثم انضم إلينا عبد الحميد كرامي”. وأظهرت صحيفة “الحياة” في التاسع عشر من أيلول/سبتمبر 1952، أي في اليوم التالي على استقالة بشارة الخوري حجم التعقيدات الداخلية التي انتصبت في وجهه وحالت دون استمراره رئيسا. تقول “الحياة”:
“كان رأي الرئيس صائب سلام أن يرتكز الحل على أساس مطالب النواب المعارضين وليس بالموافقة على مقترحات النواب الموالين، وردّ فريق من النواب أنهم لا يؤيدون رأي الرئيس سلام واقترحوا أن تواجه الوزارة الموقف بشدة وحزم، وإزاء هذا الإصرار قدّم سلام استقالته”.
بعد استقالة صائب سلام واستنادا إلى “الحياة” أيضاً “أعلن الحاج حسين العويني أنه مستعد أن يوافق على تأليف الوزارة لقاء شروط عرضها على رئيس الجمهورية وبقيت سرا، وفي الواحدة والنصف صباحا بدأ النواب يغادرون القصر وقال بعضهم إن الوزارة أوشكت على الإنتهاء، وفي الحقيقة أن تأليف الوزارة كان يسير نحو الفشل، وفي الساعة الثانية تماما استدعى رئيس الجمهورية الرئيس الأسعد والسيد صبري حمادة والأمير مجيد إرسلان والأستاذ فيليب تقلا، وبعد ربع ساعة جاء رسول يقول للنواب الحاضرين إن الرئيس مستعد أن يستقبل من يرغب الإجتماع به، وتوجه فريق من النواب إلى الطابق العلوي وأبلغوا المفاجأة.. مفاجأة تقديم فخامة رئيس الجمهورية استقالته وأن اللواء فؤاد شهاب تسلم الحُكم في البلاد بوصفه رئيسا للدولة بصورة مؤقتة”.
غادر بشارة الخوري وجاء كميل شمعون.
حسنا.. كيف؟
ورد في الخامس والعشرين من نيسان/أبريل 1970 ومن ضمن سلسلة “ملفات النهار” التي كانت تصدرها صحيفة “النهار” هذا الحوار المقتضب بين الياس الديري وكمال جنبلاط:
ـ الياس الديري: “من يأتي بالرئيس وكيف وعلى أي أساس؟ ومن يُفسد أحلام الذين ينامون رؤساء ولماذا”؟
ـ كمال جنبلاط: “نحن الذين يصنعون الرؤساء ونحن الذين يسقطونهم، وقد أسقطنا أكثر من رئيس وجئنا بمن نريد”.
لا تخلو إجابة جنبلاط من “فورة اعتزاز ونشوة” كما يعلق الياس الديري، وربما هذه “النشوة” مرجعها إلى “الإمتحان” الذي أجراه جنبلاط لكميل شمعون عشية الإنتخابات الرئاسية عام 1952، وسيجريه لاحقا قبيل انتخابات الرئاسة عام 1970 لسليمان فرنجية، وفي وقائع “الإمتحانات” هذه الشهادات:
ـ النموذج الأول؛ كميل شمعون:
يروي كمال جنبلاط في كتابه “حقيقة الثورة اللبنانية” الذي أصدرته “دار النشر العربية” عام 1959 تفاصيل “الإمتحان الخطي” الذي “خضع” له كميل شمعون قبل إيصاله إلى الرئاسة الأولى عام 1952 فيقول:
“فوجئنا بإستقالة بشارة الخوري، حاولنا عبثا أن ندفع باللواء فؤاد شهاب إلى ترشيح نفسه ـ وـ بالتعاون مع هنري فرعون وتقي الدين الصلح وعلي بزي وحميد فرنجية والشيخ بشارة ذاته، ولما يئسنا من إقناع شهاب حاولنا تركيز الترشيح على ألفرد نقاش وسواه، وبعد محاولة التحكيم الخطي التي تقدم بها حميد فرنجية وأوكلنا شخصيا بأمر إجرائها بينه وبين كميل شمعون، وبعد أن قبل شمعون بالتحكيم عاد وتنكّر، وكانت الأكثرية الإسلامية النيابية قد ركزت اختيارها على شمعون، فأخذنا من شمعون المواثيق الخطية كجبهة وكحزب حول سياسته العربية والوطنية وحول نهج الإصلاح ومبادئه، وأقسم بشرفه ومعتقده بأنه سيسعى لتحقيقها، ثم انتقلنا إلى غرفة قيادة اللواء شهاب، لكي يتعهد مجددا أمام اللواء بما قام بها إزائنا خطيا ومعنويا وكي يكون قائد الجيش ضامنا وكفيلا لهذه التعهدات”.
في “أحداث وذكريات” يتحدث الرئيس صائب سلام عن الأسباب التي دفعت الأكثرية النيابية الإسلامية لإنتخاب كميل شمعون “انحصرت المعركة بين شمعون وحميد فرنجية، ورغم الصداقة المتينة والقديمة التي تربطني بفرنجية أيّدت كميل شمعون الذي سبق أن اشترك في المؤتمر الإسلامي الذي انعقد في القدس برئاسة الحاج أمين الحسيني وحضره شيخ العروبة أحمد زكي باشا، وكنتُ أحتفظ لـشمعون بصورة له مع المجتمعين في القدس، وهو يعتمر الطربوش إغراقا في إثبات انتمائه العربي، أما معارضتي لـحميد فرنجية فقامت أساسا لقناعتي بأن انتخابه يعني عودة آل الصلح بالشخص المقرّب منه كاظم الصلح”.
وهل من “وحي خارجي” أفضى إلى ترئيس شمعون؟ يجيب صائب سلام:
“إن مسألة آل الصلح وما كان من تذمّر شعبي بسبب تصرّفات ـ رئيس الحكومة ـ سامي الصلح هي أيضا دفعت أحمد الأسعد وكتلته إلى معارضة فرنجية كما أن كتلة نوّاب بيروت ولا سيّما حبيب أبو شهلا عارضته للسبب نفسه ولأسباب أخرى، وقد حاول هنري فرعون خلال اجتماع عقدناه في منزل أمين بيهم أن يقنعنا، أنا ونوّاب بيروت بتعديل موقفنا وانتخاب فرنجية فلم يوفّق في مهمّته، وقد جرى يومها صدام بين فرعون وحبيب أبو شهلا وقد قيل يومها إنّ وحيا أجنبيا أملى علينا بواسطة أبو شهلا الموقف المعارض، وهذا غير صحيح في ما يخصّني”.
في الثالث والعشرين من أيلول/سبتمبر 1952 صدرت صحيفة “الحياة” بهذا العنوان “أصبح شمعون رئيسا” وفي صفحتها الأولى نشرت مقتطفات من خطاب ألقاه شمعون في مجلس النواب بُعيد انتخابه، شدد فيه على رؤيته الإصلاحية وسياسته العربية إلتزاما منه على ما يُفهم من مقتطفات الخطاب بـ”التعهدات” التي كان قطعها للمعارضة، إذ “وعد بتحقيق مطالب الشعب في الإصلاح، ثم أشاد بالعلاقات مع البلاد العربية ولا سيما سوريا التي يريد معها تعاونا وثيقا، ونادى بإصلاح الجامعة العربية لتفعل لفلسطين ما لم تفعله حتى الآن”.
ـ النموذج الثاني؛ سليمان فرنجية:
في الثامن عشر من آب/اغسطس 1970 صدرت صحيفة “الأنوار” بعنوان عريض هو “مبروك فوز سليمان فرنجية بالرئاسة” وفي صفحتها السادسة تناولت نشاط الكُتل النيابية والمرشحين قبل ساعات من جلسة مجلس النواب المخصصة لإنتخاب رئيس الجمهورية، وقالت إن فرنجية “لم ينم ليل الأحد ـ الإثنين ـ 16 ـ 8 ـ 1970 وعقد عدة اجتماعات كان أهمها الإجتماع في مركز الحزب التقدمي الإشتراكي بحضور ممثلي الأحزاب والهيئات التقدمية حيث جرى حوار حول الوجود الفدائي في لبنان وحرية العمل الحزبي، وخلال هذا الإجتماع طرح ممثلو الأحزاب على فرنجية سؤالين:
ـ ممثلو الأحزاب: “ما رأيك بالوجود الفدائي في لبنان”؟
ـ فرنجية: “إن السياسة التي اتبعها الأستاذ كمال جنبلاط هي سياسة حكيمة ورصينة ولا يمكن لأي رئيس جمهورية إلا أن يؤيد هذه السياسة”.
ـ ممثلو الأحزاب: “ما رأيك بخطوة الأستاذ كمال جنبلاط بإطلاق حرية العمل الحزبي في لبنان”؟.
ـ فرنجية: “الدستور اللبناني يكفل الحرية لجميع اللبنانيين، ونحن نعيش في نظام ديموقراطي يسمح لكل مواطن بأن ينتمي إلى أي حزب يتلاءم مع أفكاره”.
وعن “إمتحان” المرشحين للإنتخابات الرئاسية عام 1970 يقول رئيس “الشعبة الثانية” غابي لحود في “ذاكرة الإستخبارات”: “شاعت في تلك الأيام مسألة الإمتحان، أي الأسئلة التي وجهها جنبلاط لسركيس حول عدد من المسائل، وقيل بعدها إن سركيس سقط في الإمتحان”، وفي شهادة القيادي الشيوعي كريم مروة في “كريم مروة يتذكر”:
“تقدم، في الفترة الاولى من المعركة الانتخابية، الشيخ ميشال خوري كمرشح شهابي للرئاسة وساعده في مهمته رشيد كرامي وميشال اده وآخرون، وأجرينا معه لقاءات عدة في مكتب ميشال اده شارك فيها خليل الدبس وجورج حاوي وأنا، ولكنه لم يلق الترحيب من القوى السياسية الأخرى، فانسحب من المعركة، وبعد مداولات، هنا وهناك في نادي المرشحين للرئاسة، استقر الإتفاق العام على مرشحين، شهابي هو الياس سركيس ومعاد للشهابية هو سليمان فرنجية”.
توفيق سلطان: “مثَل الياس سركيس أمام هيئة تحكيمية تمثل اليسار اللبناني، يتقدمها كمال جنبلاط، طُرحت أسئلة كثيرة على سركيس، عن نظرته الى اتفاق القاهرة، موقفه من العمل الفدائي الفلسطيني، العلاقة مع سوريا، صيغة الحُكم، ارتبك سركيس أمام الأسئلة والسائلين، انتهى الإمتحان، وفي صباح اليوم التالي، نشرت الصحف اللبنانية أن الياس سركيس سقط في الإمتحان
ماذا حصل بعد ذلك؟ يقول كريم مروة:
“دعت جبهة الأحزاب المرشحين المذكورين الى اجتماع مع اركانها برئاسة كمال جنبلاط، وكان المتقدم الأول للإمتحان الياس سركيس الذي لم يقدم جوابا واضحا عن اي من الأسئلة التي وجهت اليه في ثلاثة امور: الموقف من الحريات العامة والموقف من المقاومة الفلسطينية ودور لبنان في المواجهة مع اسرائيل، وكنتُ مع جورج حاوي نمثل الحزب الشيوعي في الإجتماع الذي عُقد في منزل كمال جنبلاط، ويومها خرج جورج حاوي من القاعة معلناً للصحافيين سقوط الياس سركيس في الإمتحان”.
ثمة شهادة يسارية أخرى قطبها توفيق سلطان منشورة في صحيفة “السفير” اللبنانية في الخامس عشر من تشرين الأول/أكتوبر 2016 وفيها:
“مثَل الياس سركيس أمام هيئة تحكيمية تمثل اليسار اللبناني، يتقدمها كمال جنبلاط، طُرحت أسئلة كثيرة على سركيس، عن نظرته الى اتفاق القاهرة، موقفه من العمل الفدائي الفلسطيني، العلاقة مع سوريا، حرية الأحزاب السياسية، صيغة الحُكم، ارتبك سركيس أمام الأسئلة والسائلين، انتهى الإمتحان، وفي صباح اليوم التالي، نشرت الصحف اللبنانية أن الياس سركيس سقط في الإمتحان، جاء دور سليمان فرنجية، وخضع للإمتحان نفسه، تكررت الأسئلة، كانت أجوبة الماروني الآتي من الأطراف تتسم بلمعة معينة وحصل على دعم جنبلاط ورفاقه وانتُخب بفارق صوت وحيد عن سركيس”.
في الختام سؤالان لا أكثر: هل يستعيد اللبنانيون الإنتخابات الرئاسية؟ بل هل يستعيد لبنان نفسه؟