فخامة الرئيس جوزف عون؛ لا شكَّ في أنـَّكم تنتظرونَ ما هو أكثرُ منَ التهنئةِ بانتخابكم. نحنُ اللبنانيينَ مثلكُم. نُهنِّىءُ وننتظرُ أكثرَ.
فخامة الرئيس جوزف عون؛ لا شكَّ في أنـَّكم تنتظرونَ ما هو أكثرُ منَ التهنئةِ بانتخابكم. نحنُ اللبنانيينَ مثلكُم. نُهنِّىءُ وننتظرُ أكثرَ.
لا أعرف إذا كانت هناك معرفة بين الرئيس الثالث لجمهورية الاستقلال فؤاد شهاب ورئيس الحكومة الحالي سليم الحص. قد تكون هناك فروقات عديدة وكبيرة خاصة في ما يتعلق بالرؤية وممارسة الحكم، لكن هناك خصائص ومواقف متشابهة ومتماثلة تجمع بينهما بخاصة في المرحلة الاخيرة من حياتهما السياسية.
مرّت الإنتخابات الرئاسية في لبنان بعصر ذهبي في مرحلة ما قبل الحرب الأهلية عام 1975 حيث كان القرار الوطني يشكل الأرضية الصلبة لإنتخاب رئيس الجمهورية مع مراعاة الظروف الخارجية، وفي هذه المقالة عودة إلى ذلك العصر حيث كان اللبنانيون ينتخبون رئيسهم وينتهجون "سياسة الإجماع" أو "سياسة التفاهم" المفقودة بلغة اليوم.
ما تزال جمهرة من أهل السياسة وجماعة من أصحاب وجهات النظر، يأخذها الإصرار إلى القول بأن الإنتخابات الرئاسية اللبنانية كانت وما زالت "صناعة خارجية"، هذا التبسيط تعارضه هذه المقالة التي تستعيد بالوقائع والشهادات نماذج من الإنتخابات الرئاسية في مرحلة ما قبل العام 1975.
من الظلم تحميل وزر الانهيار في لبنان لشخص واحد أو جماعة واحدة. الطريق إلى جهنم عبَّدته دولة فساد لا مجرد فساد دولة.
قامت فكرة "الميثاق الوطني" اللبناني على نفيين سلبيين وجمعين إيجابيين، فتمثل النفيان بإستبعاد الحماية الخارجية ورفض الذوبان في المحيط العربي، وتجلى الجمعان بمقولة "النصف والنصف الآخر" العائدة لكاظم الصلح والتي تعني أن هذا النصف المسيحي وذاك النصف المسلم يشكلان واحدا هو لبنان.
لا أعرف من أين أبدأ. ولا أعرف أيضاً لماذا قدرنا أن نشهد موت وربما جنازة وطن على يد حُكامِه وشعبهِ وأصدقائهِ وأعدائهِ.
أشد ساعات الظلمة تلك التي لا يُرى فيها شعاعُ نور، وأعتى المعضلات تلك التي لا يُرى فيها، حتى نظرياً، حلٌ أو حلول. هذا ما يدفع اللبنانيين سنة بعد سنة الى اليأس والإحباط واللامبالاة.
حين غادر الرئيس فؤاد شهاب مواقع الحُكم والقرار في الثالث والعشرين من أيلول/سبتمبر 1964 وعاد إلى منزله المتواضع ليعتني بحديقته الصغيرة، كان يُردّد على مسامع من يلتقيه مثلاً فرنسياً مفاده: "كي تعيش سعيداً.. عشْ في الخفاء".
كلما اقتربت لحظة انتهاء ولاية الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، تتكثف سياسة "الغموض البناء" التي يعتمدها الفريق الرئاسي، فلا يُعرف إذا كان "الجنرال" سيغادر القصرفي حال لم تتشكل حكومة جديدة، ولا يُعرف إذا كان سيبقى في أجنحة القصر وأروقته إذا تعثرت عملية التشكيل.