كميل شمعون Archives - 180Post

1-1-1479899510_118.jpg

مرّت الإنتخابات الرئاسية في لبنان بعصر ذهبي في مرحلة ما قبل الحرب الأهلية عام 1975 حيث كان القرار الوطني يشكل الأرضية الصلبة لإنتخاب رئيس الجمهورية مع مراعاة الظروف الخارجية، وفي هذه المقالة عودة إلى ذلك العصر حيث كان اللبنانيون ينتخبون رئيسهم وينتهجون "سياسة الإجماع" أو "سياسة التفاهم" المفقودة بلغة اليوم.

سلايدر-1.jpg

ما تزال جمهرة من أهل السياسة وجماعة من أصحاب وجهات النظر، يأخذها الإصرار إلى القول بأن الإنتخابات الرئاسية اللبنانية كانت وما زالت "صناعة خارجية"، هذا التبسيط تعارضه هذه المقالة التي تستعيد بالوقائع والشهادات نماذج من الإنتخابات الرئاسية في مرحلة ما قبل العام 1975.

اتفاق-الاقهرة.jpg

قامت فكرة "الميثاق الوطني" اللبناني على نفيين سلبيين وجمعين إيجابيين، فتمثل النفيان بإستبعاد الحماية الخارجية ورفض الذوبان في المحيط العربي، وتجلى الجمعان بمقولة "النصف والنصف الآخر" العائدة لكاظم الصلح والتي تعني أن هذا النصف المسيحي وذاك النصف المسلم يشكلان واحدا هو لبنان.

اسود-وابيض.jpg

قبل ست وستين سنة، وفي مثل هذه الأيام، كان العالم قاطبة، يعيش ذيول "العدوان الثلاثي" الذي تعرّضت له مصر من قبل التحالف البريطاني ـ الفرنسي ـ الإسرائيلي بذريعة الرد على قرار الرئيس جمال عبدالناصر بتأميم قناة السويس في السادس والعشرين من تموز/يوليو 1956، وعلى ما ظهر بعد سنوات أن دوراً لبنانياً ليس قليل الشأن، قد أسهم في إيقاف آلة العدوان.

بيار-الجميل.jpg

في مقالتين سابقتين، واحدة (29ـ 10ـ2020) بعنوان "شارل مالك قال ذلك للبنانيين عام 1949" وثانية (23 ـ 6 ـ 2022) بعنوان "كميل شمعون.. عندما ذهب بعيداً في عروبته"، جرت ملاحقة المواقف السياسية للرجلين ومناقضة نهاياتها مع بداياتها. في هذه المقالة، استعرض موقف رمز سياسي ثالث كان له دور سياسي فاعل وغزير التأثير في صناعة وتشكيل السياسة المحلية، هو الشيخ بيار الجميل مؤسس حزب "الكتائب" اللبنانية.  

D5fzFN8XoAAC9Jg.jpg

من لم ينفذ اتفاق الطائف؟ كل الذين حضروا مهرجان الطائف السعودي، هم الذين، لا سواهم أبداً، داسوا على الطائف، بكامل وعيهم لمصالحهم. فاتفاق الطائف يؤسس جدياً، لقيام الدولة المدنية. هؤلاء، لصوص الهيكل الطائفي، حضروا احتفال السفارة السعودية، فيما هم، كلهم، يعني كلهم، بدون استثناء، هم العلة، لأن عقيدة النهب المقدسة، فازت بجدارة لا أخلاقية، في جعل لبنان، كومة من ركام، وعلى حافة الأفول والزوال. هنيئاً لاحتفال السعودية بالفشل اللبناني المبرم والدائم.

سمير-جعجع-مستقبلاً-ميشال-عون-5.jpg

مع كل استحقاق رئاسي، يتجادل اللبنانيون حول من يملك القرار في انتخاب رئيس الجمهورية، بعضهم يذهب إلى حصر الخيار الرئاسي بالعوامل الخارجية، هذه القراءة تخالف ما يذهب إليه المغالون، وتتوقف عند نماذج انتخابية امتلك فيها أهل الداخل قوة الحسم في اختيار الرئيس. 

الثالثة-رئيسية.jpg

وُجِدت بين الرئيس كميل شمعون والنائب ألبير مخيبر الوافد حديثًا إلى الندوة البرلمانية «كيمياء رهيبة» ما أزعج بعض الشيء ريمون إدّه، وفي حكومة العهد الشمعوني الثانية عشرة والأخيرة دُعي مخيبر للاشتراك بالحكم، فقبل، ولكن ليس بأي ثمن. فقد اشترط على الرئيس سامي الصلح، مقابل مشاركته في الحكومة، ألّا يتمّ التجديد لشمعون وهذا ما حصل.

thumbnail_IMG_9579-1.jpg

بين «العميد» العنيد و«الحكيم» الأكثر عنادًا، ما يتخطّى السياسة في مفهومها «التكتي» وقد فرّقت بين الرجلَين في محطّات انتخابية. وفرّقت ما بينهما التحالفات، كما الأطباع الحادة، والإثنان ديكان متأهّبان للعراك في أي لحظة.

سلايدر-1.jpg

في مقالة سابقة (29ـ 10ـ2020) بعنوان "شارل مالك قال ذلك للبنانيين عام 1949"، جرى استعراض مواقف وزير الخارجية اللبنانية الأسبق حين كان يشغل منصب مندوب لبنان في الأمم المتحدة، حينذاك، شكلت قراءة مالك "نبوءة" فعلية حيال استراتيجية اسرائيل الآيلة إلى قيادة المنطقة العربية أمنياً واقتصادياً وسياسياً، وذلك قبل تحوله الدراماتيكي من النقيض إلى النقيض، وهو الأمر عينه الذي سيتكرر مع رئيس الجمهورية الأسبق كميل شمعون، ومن دون معرفة من كان له سبق التأثير على الآخر: مالك أم شمعون؟