في التّراجيديا السّياسيّة “العلويّة” الكبرى (2)

عرضنا في ما سبقَ بعضَ الجوانب التي تدفعنا إلى ترجيح ضعف فرضيّة أنّ الإمام عليّ بن أبي طالب إنّما وصل إلى ما تسمى "الهزيمةَ السّياسيّة" أمام مختلف خصومه بسبب عدم درايته باللّعبة السّياسيّة العمليّة (كما تدّعي هذه الفرضيّة "العبّاسيّة الطّابع التّأريخيّ" بشكل خاصّ)، أو بسبب عدم تمكّنه منها ومن ألعابها المبنيّة على الحنكة والدّهاء، كما تدّعي أيضاً كثيرٌ من أدبيّاتنا العربيّة والإسلاميّة والتّأريخيّة وإلى يومنا هذا (ومن جميع الفرق تقريباً).

نُكمل في ما يلي عرضَنا لتلك الجوانب التي تمثّل تصوّراتٍ يُمكن بناؤها من خلال التّراث النّقليّ الإسلاميّ كما أسلفنا حول ذلك. وبالطّبع، لن يكون في استطاعتنا ذكر جميع الجوانب المتصوَّرة عندنا أو المُمكِنة التّصوُّر عندنا وعند غيرنا، ولكنّنا سنركّز على أكثرها أهميّة بالنّسبة إلى موضوعنا:

(مع التّذكير كذلك بتموضعاتنا المنهجيّة المذكورة في الجزء الأوّل، ومع التّشديد على ابتعادنا عن عالم الأحكام القِيميّة والعقائديّة وما إلى ذلك، ومع التّنويه مجدّداً بأنّ هدفنا هو النّقاش ذو الطّابع العلميّ حصراً وبعيداً عن أيّ نوع من أنواع الإصطفاف المذهبيّ الطّابع أو العاطفيّ المنحى.. داعينَ حيثُ أمكن إلى نقد تركيباتنا الذّهنيّة وتصوّراتنا بالقرينة وبالحجّة وبالبرهان).

***

بعد أن أصبح حُكم الخليفة الأوّل (أبي بكر) واقعاً سياسيّاً، يُحكى لنا أنّ كثيراً من أعيان وقبائل العرب في شبه الجزيرة قد “ارتدّوا”: إمّا على حُكم ذلك الخليفة بالذّات، وإمّا على السّلطة الإسلاميّة الجديدة برمّتها، وإمّا على اجبارهم بدفع بعض الضّرائب (وعلى رأسها “الزّكاة” كما يروي التّراث لنا عادةً) إلخ. وبمعزل عمّا حصل ربّما من نزاع ومن خصومة – في المرويّ – بين أبي بكر وعمر من جهة، وبين فاطمة بنت محمّد (وأمّ الحَسَنين) من جهة ثانية، وبمعزل عن تأخّر أبي الحسن في مبايعة الخليفة الجديد كما يُروى أيضاً؛ فإنّ “حروب الرّدّة” حدثٌ شديد الخطورة بالنّسبة إلى موضوعنا.

لماذا؟ لأنّه، وبالإضافة إلى كلّ ما سبق ذكره حول الظّروف والأحداث التي تراكمت على “عليّ السّياسيّ”: فهناك – كما يروي التّراث – حرب عربيّة-عربيّة-أعرابيّة كبرى قد حصلت في شبه الجزيرة العربيّة أيّام خلافة أبي بكر. ولا يُمكن نسيان واقع أنّ حروباً كهذه غالباً ما تنتهي بمعادلات عسكريّة وسياسيّة واقتصاديّة-ماليّة جديدة بل وانقلابيّة بكلّ معنى الكلمة.

باختصار؛ وبالإضافة إلى كلّ ما سبق ذكره من ظروف وأحداث متراكمة (راجع الحلقة الأولى من هذه المقالة)، كان على عليّ بن أبي طالب “السّياسيّ” أن يتقبّل معادلات جديدة فوق المعادلات السّابقة، وتوازنات جديدة فوق التّوازنات السّابقة، علماً بأنّنا لم نسمعْ في المشهور والمعروف بأنّه قد شارك فعليّاً في هذه الحروب أصلاً.

تخيّل المشهد السّياسيّ والاقتصاديّ النّاتج عن ذلك، ومن جديد: (١) قادة عسكريّون يَبرُزون أو تقوى شوكتهم؛ (٢) وكذلك في ما يخصّ القادة القبليّين الرّئيسيّين من العَرب والأَعراب، وهم يشكّلون عِماد اللّعبة السّياسيّة التّقليديّة في شبه الجزيرة العربيّة كما نعلم من خلال التّراث؛ (٣) وكذلك في ما يخصّ الثّروات الجديدة – والغنائم العظيمة – التي دخلت على الخطّ.

وبمعزل أيضاً عن مسألة رأي عليّ بن أبي طالب وتموضعه الحقيقيّ، تجاه حروب الرّدّة وتفاصيل أحداثها، وبمعزل عن الطّبيعة الحقيقيّة لهذه الأخيرة وعن فهم عليّ وغيره لها (وما هذا بموضوعنا في هذا المقال، برغم أهمّيّة هذه الزّاوية الجمّة بلا شكّ): فمن الواضح أنّ أغلب الباحثين والنّاقدين قد أغفلوا بنسب متفاوتة، هنا أيضاً، جانباً مهمّاً من الأحداث والظّروف في ما يخصّ تقييم “أداء عليّ السّياسيّ”، إن في هذه المرحلة الخاصّة، أو بشكل أعمّ وعام.

***

إبعاد عليّ عن مسرح الأحداث

يُحكى لنا، باختصار أيضاً، أنّ الخليفةَ الأوّل أبا بكر: قد عيّن بالفعل (بالمعنى السّياسيّ) عمر بن الخطّاب خليفةً له (مع أنّ أغلب المسلمين يدافعون عادةً عن فكرة “الشّورى” كركيزة أساسيّة لتعيين الخليفة، وهذا موضوعٌ يلزمه نقاش آخر). إذن، نحن أمام واقعٍ جديد وظرفٍ مُضاف إلى ما سبق. ولكنّ خلافة “الفاروق” عمر تضمّنت زوايا عديدة، ذات أهمّيّة جمّة في ما يخصّ موضوعنا، ونوردُ منها (من دون أيّ حُكمٍ قِيميّ أو عقائِديّ أو ما شابه، وبالتّأكيد):

أوّلاً: افتتاح ما يسمّى عادةً بعصر الفتوحات (أو الغزوات) الكبرى، خارج الجزيرة العربيّة، لا سيّما نحو الشّام والعراق وفارس وشمال أفريقيا وما إلى ذلك.

ثانياً: تمكين آل حربٍ وأبي سفيان – لأسباب متعدّدة ليست بموضوع نقاشنا هنا – من حُكم موقع استراتيجيّ من “الأمّة” ومن الإقليم (بل ومن العالم القديم برمّته)، أي الشّام وجوارها (ولو حصل ذلك بشكل تدريجيّ كما يروي التّراث عادةً). وقد ترافق ذلك مع قرارات مشابهة، منها السّماح لعمرو بن العاص بتكريس نفوذٍ مهمّ جدّاً في بقعة استراتيجيّة أخرى هي جنوب الشّام.. ومصر.

ثالثاً: إجبار عدد من كبار الصّحابة، ومنهم عليّ، على ملازمة المدينة على الأرجح (أو لنقل: ابعادهم قدر الإمكان عن الفتوحات ومجرياتها.. وأموالها أيضاً بطبيعة الحال، والنّفوذ السّياسيّ النّاتج عنها). مهما كانت الطّريقة المتّبعة (كما يروي طه حسين وغيره) والنّيات الإنسانيّة الحقيقيّة، فالنّتيجة واحدة في هذا المجال: وهي إبعاد عليّ وآخرين عن موضع حصول الأحداث الأهمّ على المستوى العسكريّ وعلى المستوى الاقتصاديّ-الماليّ وعلى المستوى الحضاريّ ككلّ.

***

كيف قويت شوكة الخصوم؟

لا يحتاج واحدنا إلى الكثير من التّأمّل والتّفكّر لكي يصل إلى النّتيجة شبه الحتميّة لما سبق. فديناميّة الفتوحات قد ولّدت معادلات سياسيّة وجيو-سياسيّة جديدة بطبيعة الحال، ومتحرّكة على الدّوام. أمّا صعود نفوذ آل أميّة في الشّام وغيرها من الأمثال المشابهة، مقرونة بإبعاد عليٍّ عن مسرح هذه الأحداث وعن المراكز الحيويّة للعالم القديم (مثل الشّام ومصر والعراق).. فقد أدّت إلى تأخّر “عليّ السّياسيّ” كثيراً من وجهة نظر المقوّمات والإمكانات. فقد وصل – لاحقاً – إلى صراعه مع الخصم الأساسيّ أي مُعاوية، متأخّراً كثيراً عن قوّة هذا الأخير السّياسيّة والعسكريّة والاقتصاديّة والتّقنيّة. من غير الواقعيّ برأيي الإصرار على عدم الأخذ بهذه العوامل عند التّطرّق إلى قرارات وتصرّفات “عليّ السّياسيّ” ونقدها.

أمّا ما حدث في عصر الخليفة الثّالث عثمان، فقد كُتب عنه الكثير وقِيل فيه الكثير. ولكنّ النّقطة المركزيّة بالنّسبة إلى عصر عثمان بن عفّان وموضوعنا تكمن في ما يلي: ترسيخ وتعميق السّياق السّابق بمختلف جوانبه، بل والذّهاب بعيداً جدّاً في بعض التّوجّهات. ومن هذه التّوجّهات: المُبالغة – في ما يُروى في المُشترَك – في تمكين آل عبد شمس وحَرب وأميّة، جغرافيّاً وسياسيّاً وعسكريّاً.. وماليّاً. لن ندخلَ قي تفاصيل القرارات المشهورة (لكثرة الجدل والجدال حولها) لعثمان، ونتركها للمراجع المذكورة في ما سبق من هذه الورقة. ولكنّ الخلاصة هي في أنّ خلافة عثمان قد انتهت بتكريس الظّروف غير المتوازنة بل والمعاكِسة لعليّ بن أبي طالب “السّياسيّ”: فقد قويت شوكة خصومه المستقبليّين (خصوصاً من آل أميّة)، وزادت ثروتهم، وتعاظم امساكهم بالأرض وبالرّجال وبالقيادة.

إقرأ على موقع 180  المقاومة المأزومة بين الطوائفيات وقوى التغيير

فعلاً، أمام هذه الأحداث وتسلسلها وتراكمها، يحسّ المرء في الغالب بأنّه أمام لوحة تراجيديّة في ما يخصّ “عليّ السّياسيّ”: وكأنّ الأقدار جرّت الرّجل جرّاً نحو ما حصل لاحقاً في الجمل.. وخصوصاً في صفّين وما تبعها.. وصولاً إلى وفاته (أو استشهاده) مقتولاً، ثمّ تتابع المصائب الدّنيويّة على أتباعه وأهل بيته وولْده لعصور بعد ذلك. (علماً بأنّ المرجَّحَ، حسب التّراث المُشتَرَك نفسه، هو عدم تمكّن خصوم عليٍّ من هزيمته في المواجهة العسكريّة المباشرة، بل من خلال “الألاعيب” والتّكتيكات السّياسيّة والماليّة والدّعائيّة التي مكّنتهم ظروفُهم المذكورة – لا “دهاؤهم” لوحده كما يدّعي البعض – من وضعها موضع التّنفيذ. يُرجَّح من خلال التّراث المنقول أنّ عليّاً واجَهَ وقاْتَلَ حتّى آخر لحظة من حياته، قبل أن يتمَّ اغتيالُه.. وإنّنا في الأغلب أمام قصصٍ معروفة جدّاً للجميع ولا داعي للتّذكير بها برأيي وفي هذا المقام).

لكن، وكما أوردت في ما سبق لعزيزي القارئ: أرجّح وأعتقد أنّ “السّبب” الرّئيسيّ وراء هذه “التّراجيديا العلويّة” لم يكن – بشبه التّأكيد عندي – عدم دراية عليّ “باللّعبة السّياسيّة” أو عدم تمكّنه منها ومن دُهاتها. فمتى نتنبّه إلى هذا الخطأ التّاريخيّ (والحضاريّ في بعض جوانبه، وهذا بحثٌ آخر أيضاً)؟

***

عليٌّ.. والوصول المتأخر

في الأرجح، بل وفي الواضح الجلّي ربّما: فقد وصل عليٌّ إلى مواجهتِه الرئيسيّة والمباشرة وشبه الأسطوريّة مع معاوية بن أبي سفيان.. وهو يحملُ أثقالَ كلّ ما سبق، ويتحمّل تبعاتِه المباشرة وغير المباشرة، الظّاهرة منها والباطنة. برأيي، فقد قاتَلَ عليٌّ في صِفّين بجيشٍ ليس يعرفه جيّداً، وليس فعلاً تحت سيطرته. في حين أنّ معاوية كان يقودُ أناساً يعرفونه جيّداً ويعرفهم جيّداً، بالإضافة إلى امتلاكه قدرات تنظيميّة وتقنيّة متفوّقة بسبب قربه من الثّقافة البيزنطيّة (والثّقافة الفارسيّة المتواجدة أيضاً بقوّة في هذا المسرح الإثنو- جغرافيّ من الأحداث).

نعم، يُمكن الإدّعاء أنّ عليّاً قد وصل متأخّراً إلى واقعة صفّين. أو بطريقة هي أقرب إلى الواقع الأعمّ برأيي، يمكن الإدّعاء أنّ “الأمّة الإسلاميّة” برمّتها قد وصلت متأخّرةً إلى صفّين، بعد أن تراكمت الظّروف والتّوازنات والأحداث المذكورة آنفاً وفات الأوان على تجنّب هذه الفتنة الكبرى (كما يصفها طه حسين وغيره). لا أعتقد أنّ المعركة السّياسيّة والعسكريّة والدّعائيّة مع معاوية كانت متكافئة.

بل إنّ المثيرَ للتعجّب والاستغراب ربّما هو: إصرار عليّ، مع ذلك كلّه، على هذه المواجهة المباشرة والرّاديكاليّة واقعاً ضدّ تكريس حكم معاوية وآل أميّة؛ ورفضه عمليّاً أيّ تسوية قد تُعطي أي شرعيّة دينيّة أو أخلاقيّة أو سياسيّة أو تاريخيّة لحكم آل أميّة وآل عبد شمس (كما يروي لنا التّراث نفسه).

أمّا عن أسباب هذا الإصرار شبه الأسطوريّ (أو الأسطوريّ) من قِبل عليّ: فقد تحدّثتْ عنه مختلف الفرق الإسلاميّة وجادلتْ فيه بما يكفي. ولكن، لا شكّ عندي في أنّنا أمام شخصيّة تاريخيّة تراثيّة ذات إرادة صلبة، وصبر كبير على ظروف الحياة الدّنيا وأحداثها.

وقد تكون الصّورة التّراثيّة الرّمزيّة الأكثر بلاغةً في وصف هذا الجانب من تموضع عليّ تجاه الحياة الدّنيا، هو السّرديّة التّراثيّة شبه الأسطوريّة (أو الأسطوريّة) لما “حدَثَ” يوم واقعة أُحُد:

بعد مقتل (أو استشهاد) حمزة بن عبد المطّلب وعدد من كبار الصّحابة، وتمكُّن جيش قريش في ما يُروى من اختراق صفوف جيش محمّد بسبب عدم التزام بعض الفرق المقاتلة لمواقعها التّكتيكيّة (طلباً للغنائم في الأرجح): يحكي بعضُ التّراث أنّ مقاتلي قُريش اقتربوا بالفعل من مكان تواجد النّبيّ العربيّ.. حتّى تمكّنوا من جرحه (في المُرجَّح عند البعض).. وكادوا أن يقتلوه!

ويروي بعض التّراث المُشتَرَك أيضاً أنّ مجموعة من المقاتلين المقرّبين من النّبيّ تولّوا حمايتَه وسط غُبار المعركة والفوضى الكبرى التي يُمكن تخيّلها بسهولة. ويُحكى أنّ الرّسول قد طلب من عليّ في لحظة معيّنة من المعركة: أن يتولّى دفْعَ بعض الغارات التي كانت تقترب منه شخصيّاً. فاستبسلَ لها وعليها أبو الحسن استبسالاً شبه أسطوريّ حسب هذه الرّوايات: حتّى أنّه كان يُغير على مقاتلي قريش بشكل غير مألوف (…).

وبينما كان عليٌّ يكرّ على “المُشركين”، ضارباً لعُنق وجَسد كلّ فارسٍ جبّارٍ منهم وذي بأسٍ شَديد (حسب الرّوايات).. طلعتْ ريحٌ وسطَ الغبار (أو النّقع) وفوقَه في ما يُشبه سيناريوهات المُكاشَفات الصّوفيّة الكبرى.. وسمعَ النّاس صوتاً روحانيّاً يُردّد: “لا فتى إلّا علي.. لا فتى إلّا علي”! حتّى إذا سُئلَ محمّدٌ عن مصدر هذا الصّوت قال لأصحابِه (حسب الرّوايات أيضاً) إنّ هذا صوتُ أمينِ الوحيِ جبريل نفسه، يواسي الرّسول والمؤمنين ببطولة عليّ.. وبإصراره الأسطوريّ وبثباته شبه الخياليّ وسط غُبار المعركة.. ووسطَ غُبار الدّنيا في طبيعة الحال، وعواصف الأحداث السّياسيّة الظّالمة. حتّى أرّخ ذلك شعرُ حسّان بن ثابت، في ما يُنسب إليه، ونعتقد أنّه تعبيرٌ فنّيٌّ جميل عن صبر هذا الرّجل الموصوف، واصراره وثباته الكبيرَين أمام الدّنيا وأحداثها:

جبْريلُ نادىْ مُعلناً/ والنَّقعُ ليسَ بمُنْجَليْ

والمُسلِمونَ قد اْحدَقُوا/ حولَ النّبيِّ المُرسَلِ:

لا سيْفَ إلّاْ ذوْ الفقا- / -رِ ولا فتىْ إلّا عَليْ!

هل يُشدّد المسلمون، بمختلف طوائفهم، على هذه اللّقطات الملحميّة لعليّ بهدف تعويض عقدة ذنب لا-واعية (Inconsciente) “ما” في أنفسهم الفرديّة والجماعيّة؟ هل قام التّراث الإسلاميّ – اللّا-واعي خصوصاً – بالدّفع نحو التّشديد على بطولات عليّ المتناقلة في “الجهاد الأصغر”.. لتغطية نوع من “عدم البطولة” الذي حصل مع الجماعة الإسلاميّة لاحقاً في قضايا “الجهاد الأكبر” (أي جهاد النّفس وأهوائها وأنانيّتها)؟

هل حصل ذلك وما زال يحصل لأنّ المسلمين لم يتصالحوا بعدُ مع الرّهاب الدّفين ممّا حصل أيّام “الفتنة الكُبرى”؟ كيف يموتُ محمّدٌ “الجَسَد” ويحصلُ كلّ الذي حصل من سعيٍ وهرولةٍ نحو الغنائم المادّيّة، ونحو الفتن الدّاخليّة، ونحو الحياة الدّنيا بشكل عام؟ ومن تجلّيات الذي حصل طبعاً ورهابه الدّفين: “مسألةُ آلِ عليٍّ وفاطمة” بشكل عامّ، وضمنها مسألة “التّراجيديا السّياسيّة العلويّة الكبرى”.. كلّها أسئلة تستحقّ برأيي البحث والتّحقيق والتّدقيق والحفر: عاجلاً أم آجلاً.

(*) راجع الجزء الأول من هذه المقالة بعنوان: الإمام عليّ ولعبة “السياسة”.. ظلمٌ متجددٌ!

Print Friendly, PDF & Email
مالك أبو حمدان

خبير ومدير مالي، باحث في الدراسات الإسلامية، لبنان

Free Download WordPress Themes
Download WordPress Themes Free
Download WordPress Themes
Premium WordPress Themes Download
free download udemy course
إقرأ على موقع 180  الإسلامُ روحيةٌ.. وليس حروفاً!