لماذا يتخفف الناس نسبياً في لبنان من مشاعر الحزن والصدمة؟ لماذا تتحوّل الأوجاع شيئاً فشيئاً إلى غضبٍ ورغبةٍ عارمةٍ بالانتقام؟
لماذا يتخفف الناس نسبياً في لبنان من مشاعر الحزن والصدمة؟ لماذا تتحوّل الأوجاع شيئاً فشيئاً إلى غضبٍ ورغبةٍ عارمةٍ بالانتقام؟
إنتظَروا وصول إيمانويل ماكرون الى لبنان، وهم ينتظرون وصول رجب طيب اردوغان. وصول ومغادرة مثل هؤلاء الرؤساء، بغض النظر عن مضمون برامجهم ومواقفهم، يختصر مشهدنا. مشهد الماضي، الحاضر، والمستقبل القريب.
انتهت كل دقائق الصّمت. لن نقف بعد الأمس دقائق صمت عن روح أحد. استُنزفت كل الدقائق. حتى الثواني لم تٰبق لنا. لم يتوقف الزّمن، لكن تجمّدنا في الزمن. جمّد اللهب أرواحنا بدل أن يحرقها، فلا هي بالمتألمة، ولا هي بالمتذمرة.. هي في عداد الموتى. قُتِلت يوم قتل الاستهتار بيروت، دون أن تستريح مع من استراحوا وانتقلوا إلى العالم الثاني.
ماذا لو قلبنا المقاييس. ماذا لو ارتحنا قليلا من شقاء المعرفة. ماذا لو نهلنا من نعيم الشقاوة. ماذا لو عوّدنا عقولنا على التّصندق بدلاً من التبحّر. ماذا لو بدأنا ننظّر للأمل عبر إقفال محرّك البحث عن المعلومة. ربما، في البلاد التي تصبح المعرفة فيها وجعاً يفوق كل أنواع الأمراض، يصبح من الضروري التداوي بمحاولة تعلُّم الجهل، لا بالسّعي إلى مقاومته، أو بالعمل على نشر المعرفة كسبيل لمحاربته.
هذه المرة إسمح لي يا سماحة السيد. فلتعتبرني ابنتك. لكني سأكتب لك تحديداً هذه المرّة، إذ مهما كان هدف كلماتنا المكتوبة التأثير في صناعة الرأي العام، فإنني ومن موقعي الصغير، ولا أخفي ذلك، سأكتب لتقرأ أنت. وأنت أكبر المؤثرين في المشهد. وأنت قلت: نقبل النقد. حسناً، لا تعتبره نقداً يا سيد... اعتبره نوعاً من التفكير بصوت عالٍ، ومنصة هذا المقال هي مساحة للتفكير المشترك، ما دامت لا امكانية لإيصال الصوت إلا بذلك.
"السياسة هي اقتصادٌ مكثّف"(لينين). من لا يفهم في الإقتصاد، عليه أن يستقيل من السياسة. من لا يقيم إعتباراً للعلاقة بين الإقتصاد والسياسة فهو مراهق في أدائه السياسيّ.
لا يحقّ لأحد من أهل السّلطة اللبنانية أن يلعب دور البطل. لا يحقّ لأحد أن يستعير مقولة: "حاولنا وما خلونا". ممنوعٌ استغباء الناس أكثر. ما يجب فقط وفقط.. هو اعتراف الجميع، إما بسوء تقديرهم - وهذا ينطبق على ذوي النية الحسنة منهم ـ وإما بخبثهم ومكرهم. لا يحتاج اللبناني الموجوع إلى ظواهر صوتية تشبه الزجليات والعنتريّات، ولا إلى من يبيعهم مزيداً من الوهم. ويا تعُساً للمهللين للوهم. هم الضحايا، وهم الجلادون.. والنتيجة: لبنان المفلس ضحية الامبريالية بلا مقاومة. بل العكس. برضا الجميع!
مصطفى الكاظمي رئيسا للحكومة العراقي. قٌضيَ الأمر. ما كان متوقعٌاً منذ لحظة تكليفه، صار أمراً واقعاً. سمحت معطيات داخلية وخارجية بتمرير كابينته، بعكس ما حصل مع كل من محمد علاوي وعدنان الزرفي.
كعادة رجال الأمن، لا يمكنك أن تأخذ من مصطفى الكاظمي، إلا ما لا يخفيه، وهو قليل، أما الكثير، فهو المخفي والنائم في الأدراج. هذا ما ينطبق على توليفته الوزارية، إذا سلمنا أنه قد أنجز البيان الوزاري، حتى من قبل تكليفه!
أقله مرّة في العمر، ليذق اللبناني نتائج جهله. ليعرف أن الجهل قائد كل الهزائم. ليفهم أن الجهل أحقر عدوّ. ليدرك ما جنته يداه. تقاعسه. ما أورثته "التنبلة". ليفهم أن المال يشتري عبداً، لكنه لا يصنع حرّاً، ولو اعتقد "العبد" أنه يحارب لأجل الحرية.