أقله مرّة في العمر، ليذق اللبناني نتائج جهله. ليعرف أن الجهل قائد كل الهزائم. ليفهم أن الجهل أحقر عدوّ. ليدرك ما جنته يداه. تقاعسه. ما أورثته "التنبلة". ليفهم أن المال يشتري عبداً، لكنه لا يصنع حرّاً، ولو اعتقد "العبد" أنه يحارب لأجل الحرية.
أقله مرّة في العمر، ليذق اللبناني نتائج جهله. ليعرف أن الجهل قائد كل الهزائم. ليفهم أن الجهل أحقر عدوّ. ليدرك ما جنته يداه. تقاعسه. ما أورثته "التنبلة". ليفهم أن المال يشتري عبداً، لكنه لا يصنع حرّاً، ولو اعتقد "العبد" أنه يحارب لأجل الحرية.
كثر الحديث مؤخراً عن تطورات عسكرية في الساحة العراقية. لم يقتصر الأمر على تحذيرات صادرة عن بعض فصائل المقاومة الحليفة للإيرانيين من تحركات مريبة قد تحمل في طياتها إحتمال إقدام الأميركيين على توجيه ضربة عسكرية مفاجئة، بل كان لافتاً للإنتباه أن بعض الإعلام الأميركي إنخرط في تلك التسريبات. ثمة مناخات تشي بالتهدئة على وقع محاولات تأليف حكومة عراقية جديدة، كيف؟
"لو أنهم يعلمون أيّ فرصة أضاعوا. أيّ فظاعة ارتكبوا. لو أنهم، يا صديقي، فهموا لغتنا. ما زالوا، إلى اليوم، لم يعرفوا أي جرح تركوا في صدورنا. لم يدركوا كيف شلّونا، وقد تحجّر دمعنا، عندما شاهدنا الحلم يُغتصب بإمعان، بإجهاز، بلعاب شماتة رأيناه يسيل من عيونهم. لو أننا لم نولد هنا..." (الثائر محمد نزال)
يهلع البعض. يتذمّر آخرون من الحبس في المنزل. منهم من يقلق على أحواله وأرزاقه. ثمة من يقول نحن في كارثة. هناك من يقول إنه زلزال. لكن ما يحدث أعمق بكثير من كل هذا. نحن في خضمّ ثورة جديدة، بكل ما تعنيها الثورة من معنى.
تتسارع التطورات في العراق. الأزمة الداخلية تزداد تعقيداً بعد تكليف عدنان الزرفي برئاسة الحكومة. التجاذب الأميركي ـ الإيراني على الأرض العراقية يحتدم: انسحابٌ أميركي من بعض القواعد التكتيكية المشتركة مع القوات العراقية وإعادة تجميعها في قواعد أخرى استراتيجية، مناورة أميركية ـ إماراتية اعتبرت بمثابة رسالة لإيران، مناورة ثانية بين سلاح الجو الإسرائيلي والقوات الجوية الأميركية، فيما نبّه حزب الله ـ العراق من تحركات مريبة للقوات الأميركية في المنطقة.
أطل مؤخراً مصطلحٌ جديد على الساحة العراقية: "صدرنة السياسة"، نسبة للسيد مقتدى الصدر. البعض يقول أن رفض كتلٍ شيعيةٍ تكليف عدنان الزرفي إنطلق في الأساس من رفضها تكريس "الصدرنة".
منذ أن أصبح أميناً عاماً لحزب الله، لم تحمل أية إطلالة للسيد حسن نصرالله بعداً عاطفياً كالذي شهدناه، بعد خطاب الأمس المتلفز.
عناصر عدة تصب في خانة نجاح عدنان الزرفي في تأمين ولادة الكابينة الوزارية ضمن مهلة الشهر الدستورية. أبرزها قراره الذي كان قد أبلغه إلى المقربين منه، قبيل تكليفه، بنيته تشكيل حكومة من التكنوقراط الحزبيين والمستقلين، على طريقة حسان دياب في لبنان. أي أن المكونات السياسية تسمي وزراء تكنوقراطيين أو مستقلين، على أن يأخذ هو على عاتقه تعيين الهيئات والإدارات الرسمية (السلطة التنفيذية الفعلية)، على أن يكونوا من أصحاب الكفاءات.
عامر الفاخوري يلقننا جميعاً دروساً في الوطنية. عندما يحتل عدوك بلدك، لا تقاومه. ضع يدك بيده. تآمر على أبناء شعبك. إقتلهم. هجرهم. إسجنهم. عذبهم. لا ترحمهم يا عامر أبداً، وعندما ينطوي ليل الإحتلال، انت لبناني وشاطر. دبر جنسية ثانية. سفرة وعائلة ثم عد إلى بلدك ودشّن لنفسك سيرة جديدة، طالما أن بلدك لا يحاسب عميلاً ولا فاسداً ولا مرتكباً ولا خائناً. إضحك أنت في لبنان!
لا عجب أن للدين سلطته الكبيرة على الشعوب. يشكل الدين في مجتمعاتنا العربية والإسلامية بوصلة أو معياراً لا للخلاص الأخرويّ وحسب، إنما للتدبُر الدنيويّ. يلجأ المتدينون، بأغلبهم، عفوياً إلى الدين في مجالات عدة، للوقوف عند رأيه، واتخاذ ما يلزم من تدابير مكملة للنص الديني.