غالب سرحان, Author at 180Post - Page 2 of 2

slider.jpg

لأنها مسقط الرأس، كما كل مسقط رأس، تبقى ويبقى مثوى الجسد الأخير، وما بين المسقط والمثوى، مسافة ما بين الولادة والشهادة، خصوصاً عندما تختارها الجغرافيا التكوينية محوراً مقاوماً، وتُحيلها خندقاً متقدماً للوطن، وخط تماسٍ حدودي مع العدوان في كل آن، فكيف إذا كانت قسيمتها في الجغرافيا فلسطين عبر سياج شائك من حديد؟ وعدو كالإسرائيلي الطامع فيها وفي أخواتها ذات اليمين وذات الشمال وما بعدهن منذ اغتصابه فلسطين عام 1948؟ 

khiam.jpg

ذات يوم قيل للقائد الجهادي للمقاومة الشهيد عماد مغنية أن تجهيز الجندي الأميركي أو الإسرائيلي يُكلّف 10 آلاف دولار، فردَّ بالقول: "ونحن يُكلّفنا تجهيز المجاهد الواحد روحيته التي تقاتل.. وبها يقاتل وينتصر" .

0.jpg

لا يليق المقام، مقام السيّد أولاً، ومقام الشهادة ثانياً، للحديث عن اغتيال أو حتى استشهاد، ولا عن حسابات ميدانية أو سياسية أياً تكن التداعيات، فالحدث الجلل يشطر القلب ويشقه نحو مسار الوجدان وما يجول في مخزونه من ذكريات مخبوءة منذ عقود، إلى صيرورة "السيّد" الموجود في كل زمان ومكان، العابر فوق الحدود، المارّ في قلب كل مقاوم وعقل كل إنسان.

06.jpg

أعاد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الأمور إلى سياقها الطبيعي، وكرّس تثبيتها حيث يجب أن تكون، تماماً مثلما أعاد رمي كرة النار الإسرائيلية في الملعب الإسرائيلي في انتظار الرد الآتي "من حيث يحتسب العدو ومن حيث لا يحتسب". ماذا عن الأهداف واللاءات.. والرد الآتي؟

VIOLENCE.jpg

خلال جلسة تنظير سياسي قبل أيام من عملية جسر الكرامة الاردنية، مالَ النقاش بشأن الضفة الغربية صوب الضفة الشرقية مستشرفاً أمراً ما، يراهَنُ به وعليه، كحدثٍ اردني يُترجَم دعماً لغزة، قبل ان يتعشاه الوحش الاسرائيلي الفلتان في المنطقة، الفاغرُ فاه عليها وخصوصاً المملكة المحاذية منذ نشوئه قبل 75 عاماً ونيف. 

909090909090090909090909.jpg

التطورات التي شهدناها فجر اليوم (الأحد) على طول الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، ليست ضربة استباقية إسرائيلية بقدر ما هي عملية استعراضية، وليس ما تزامن معها أو سبقها هو رد المقاومة المنتظر منذ آخر الشهر الفائت على إغتيال القائد العسكري الكبير في حزب الله فؤاد شكر، بل هو أمر بين أمرين: 

51.jpg

مجافٍ للحقيقة من يدّعي أنه لم يُفاجَأ بـ"عماد -4" الذي تربّع فجأة على المنصّات، ومُنافٍ لها من يزعم أنه كان به عليمًا، سوى ثلّة من المعنيّين بأمره، والراسخين بعلمه. لذا يرسو القول على حقيقة واحدة مفادها أنه مشهدٌ صادمٌ بامتياز، فاجأ بيئة المقاومة وحلفائها مثلما صدم عدوّها وحلفاءه، وتلك فرادتُها الجاعلة منها "مقاومة المفاجآت".

slider-1.jpg

ذات عام في بدايات التسعينيات من القرن الماضي، كانت المقاومة تخوض إحدى معاركها مع الإحتلال الإسرائيلي على أحد محاور الشريط الحدودي المحتل آنذاك، وكانت أسبوعية المقاومة و"عهدها" تتابع ما يجري عن بُعد طبعاً، إذ لم يكن مُمكناً او مُتحقّقاً مواكبة المقاومين بصحافة مكتوبة داخل الشريط آنذاك، وهو ما كان متاحاً فقط لمصور من "الإعلام الحربي" في المقاومة فقط لتوثيق عملياتها ومواجهاتها صوتاً وصورةً. إذ كان الإعلام يومها مكتوباً يكاد اليوم يندثر، ومسموعاً بالكاد اليوم يُسمَع، وأما المرئي فكان محدوداً، وهذا كله ما افتقدته المقاومة في معركة تحرير الشريط التي تُوّجت بتحريره في العام 2000.