مرت قبل أيام الذكرى الخامسة والخمسون لحرب الخامس من حزيران/يونيو 1967، والتي أدت إلى اجتياح الإحتلال الإسرائيلي لمزيد من الأراضي العربية بما في ذلك مدينة القدس.
مرت قبل أيام الذكرى الخامسة والخمسون لحرب الخامس من حزيران/يونيو 1967، والتي أدت إلى اجتياح الإحتلال الإسرائيلي لمزيد من الأراضي العربية بما في ذلك مدينة القدس.
في وقت تبدو الحرب الروسية في أوكرانيا مفتوحة الأفق، ومن دون بروز ملامح عاجلة لإغلاق فوهات المدافع وإطفاء شُهب النار، شرعت هذه الحرب أبواب مضاعفاتها لتشمل فنلندا التي طلبت الإنضمام إلى حلف "الناتو"، وهذا الإضطراب في علاقات روسيا بفنلندا ينعش الماضي الدموي بينهما ويستحضر جحيم حربين وقعتا بين الطرفين في القرن العشرين الماضي، وأدتا إلى هزيمة روسيا في الأولى وإلى إخفاقها في الثانية.
في حمأة انشغال القوى السياسية اللبنانية بنتائج الإنتخابات النيابية، جاء تعيين ريما عبد الملك وزيرة للثقافة الفرنسية، ليؤكد حقيقتين، الأولى ترتبط بحجم إخفاق السياسيين اللبنانيين في إدارة شؤون بلدهم ودفعه نحو حالة الإحتضار، والثانية تتعلق بحجم الإبداع اللبناني، وصولاً إلى الإشراف على إدارة الشأن الثقافي في دولة تُعتبر إحدى أهم دول العالم في تكوين العقل البشري على المستويات الفكرية والفلسفية والسياسية والفنية في القرون الستة الأخيرة.
مهما تعددت القراءات السياسية المرتبطة بالإنتخابات النيابية اللبنانية، أو بنسبة الإقبال على صناديق الإقتراع، أو بقانون الإنتخاب المعمول به منذ عام 2018، فإن القراءة الأكثر حكمة وعقلانية تقتضي التسليم بنتيجة الحدث الإنتخابي واعتباره مرآة عاكسة لخيارات اللبنانيين.
يتجادل اللبنانيون مرة حول الإتجاه الإقتصادي شرقاً، ومرة حول استراتيجية تسليح الجيش الوطني من الشرق أو من الغرب، وفي ثالثة حول تنويع خياراتهم السياسية وعما إذا كان قطب الرحى غربياً أو شرقياً، وحيال كل أصناف الجدالات، يبدو أن "السلف" من رجال السياسة اللبنانيين، عاش وطأة وسخونة الجدالات نفسها، ولكنها أفضت في النهاية إلى إنتاج "مقدمات قرار" لعلاقات لبنانية ـ روسية متنوعة.
لم يعرف تاريخ الإنتخابات في لبنان، هذه الحدية في الخطابات والإنقسامات التي تشهدها المرحلة الراهنة، فالحملات الإنتخابية، كانت تخاض على الأغلب بما يُعرف بـ"الحوربات" التي تقوم مقام الخطاب السياسي، مما يعطيها طابعاً فولكلورياً يستمد نبضه ووهجه من "الزجل" والشعر الشعبي اللبناني.
في المقالين السابقين، تم التطرق إلى بنى السياسة الخارجية الباكستانية وخطوطها الحمراء المستمدة من ذاكرة مشتعلة مع الهند وروسيا والتنابذ مع اسرائيل بإستثناء مرحلة الجنرال برويز مشرف، وفي هذا المقال الثالث والأخير عن باكستان، سيجري تناول أكثر المنعطفات خطورة التي مرت بها هذه الدولة في أوائل السبعينيات، حين انفصلت باكستان الشرقية عن شقيقتها الغربية بالحرب والدماء، وظهرت دولة بنغلادش إلى حيز الوجود.
في مقالة الأسبوع الماضي، جرى التطرق إلى السياق العام للسياسة الخارجية الباكستانية، وحيث ترتسم خطوط عريضة حمراء تجاه الهند وروسيا، مما يجعل الإقتراب منها يمهد لخروج الجيش من ثكناته والسيطرة على مقاليد السلطة، لكن خطا احمر ثالثا، يتمثل في بنية العداء الباكستاني التقليدي لإسرائيل، ينبغي مراقبته للوقوف على التحولات الناشئة مع مرحلة ما بعد عمران خان.
في أيار/مايو 2013، وبعد حوارات سياسية عدة أجريتها مع زعماء وقادة كبار من مختلف الأحزاب الباكستانية، كان ثمة سؤال واحد يطرحه هؤلاء بصداقة وصدق، إثر نهاية كل حوار مع أحدهم، والسؤال الذي كان يُطرح على مراقب خارجي بهدف الإستئناس برأيه مضمونه: كيف ترى باكستان من الخارج؟
أعادت الحرب الدائرة في أوكرانيا نظرية "المجال الحيوي" إلى واجهة الإهتمام الفكري والسياسي والميداني، وفتحت باب النقاش واسعاً حول أحقية الدول العظمى أو الكبرى بفرض مفاهيمها ومصالحها وما تعتبره متطلبات أمنها الإستراتيجي على الدول الأقل شأناً وقوةً.