كيف نجد الفرح في قلب الفوضى الكونية وأوهام العدالة؟ وكيف نكتب الفرح لأطفال أتقنوا الرعب قبل تعلّم الأبجدية؟ بل كيف لكلّ من لامس خراب الإنسانية ألّا يغرق في الكآبة الوجودية؟ إذن، كيف نكتب عن الفرح دون أن تفرّ الكلمات من الدواة؟
كيف نجد الفرح في قلب الفوضى الكونية وأوهام العدالة؟ وكيف نكتب الفرح لأطفال أتقنوا الرعب قبل تعلّم الأبجدية؟ بل كيف لكلّ من لامس خراب الإنسانية ألّا يغرق في الكآبة الوجودية؟ إذن، كيف نكتب عن الفرح دون أن تفرّ الكلمات من الدواة؟
لم يصمت رضا الكرعاني بعد «صمت الجبال»، بل واصل تأكيد حضوره الأدبي من خلال روايته الثانية «النهر الحزين». وبين الصمت والحزن هناك جبال وهناك نهر. نهرٌ يحمل أوزار من قذف به الزمن على ضفافه. وكما يُقرأ النص من عنوانه، يعلن «النهر الحزين» عن رواية تستوجب استعداد القارى للقلق الوجداني وتقتضي قدراً من الإسقاط والتحليل لينسجم وقعها مع دلالاتها.
حين قرأتُ «ميكروفون كاتم صوت» للأديب محمد طرزي، شعرتُ أنني أفتح نافذة على زمن لم يُمهلنا؛ زمنٌ سقط بثقله المتسارع فوق أرواحنا ومصائرنا في حقبة 2018-2022، حتى تعذّر علينا التقاط أنفاسنا.
حين يختل توازن الروح يختل الجسد وحين يختل توازن الجسد، تنكشف هشاشة الروح وتُختبر نظرة العالم إلينا ونحن في أوج ضعفنا. في روايتها "هند أو أجمل امرأة في العالم"، تنسج هدى بركات حكاية المرض والعزلة، فتلامس مسائل فلسفية ونفسية. هذا المقال هو محاولة للإنصات إلى تلك النبرة، من موقع ينهل من أخلاقيات الطب ويستنير بمراجع ألقت الضوء على الهشاشة والإعاقة والعزلة والإقصاء.
في جبل عامل، حيث تحمل أشجار الليمون موسماً جديداً وتُنبت الحقول ربيعاً مُبكّراً؛ حيث تقف الجبال شاهدة على أزمنة متعاقبة من المجد والانكسار نبحث بين الركام عن بقايا الحلم.
في زمن جائحة كوفيد 19، واجهت المؤسسة الصحية الفرنسية، على غرار العالم برمته، معضلات أخلاقيّة جمة، كانت تُطرح للتفكير وتقصي المستجدات والتحديات الماثلة، ضمن إطار مؤسّساتي يُعنى بالأخلاقيات.
أطلق تفشي وباء كوفيد 19 ورشة علمية وطبية عالمية للمواجهة شملت أبحاثاً وتجارب ونقاشات حول السبل الأنجع لمحاصرته والقضاء عليه، مثلما طرح أسئلة تتصل بأخلاقيات مهنة الطب، وأولويات العلاج. هذه الأخلاقيات كيف نشأت عبر العصور وكيف تطورت وماذا بقي منها؟
يدفعنا وباء كورونا نحو ذواتنا. ونحن ننعزل في وحدتنا القسرية خوفاً منه، وتجنباً لأوجاعه، ترانا نغوص في مخاوفنا وهواجسنا، وأيضاً في أعمق أفكارنا. هي الوحدة حد الصفاء التي تزيل غشاوة يومياتنا الرتيبة، وتلقي بنا في بحر الأسئلة عن أمثولة الوجود، وسبل إنبثاقه، وتشكل وعينا، وما خلف هذا الوعي.
في زمن الكورونا، ألجأ إلى الكتابة. علّ الكلمات تداوي شيئا من دوامتنا المجنونة. عندما تفشل الأفكار (والعلوم) "تصبح الكلمات في متناول اليد"، وفق القول المأثور للشاعر الألماني الكبير يوهان فولفغانغ غوته.
تمضي أيام الشتاء بثقلٍ وتتركنا في مواجهة غشاوة زجاج السيارة التي تقلنا ببطء إلى العمل. تلف الغيوم جانبي الطريق. تصبح إطاراً للصورة. صورة عالم موجوع يبث إلينا جهاز الراديو بعض أنينه من هنا وهناك. الرؤية مزدحمة والعجلات متهافتة، برغم الطرقات شبه الفارغة.