تبدو الحرب الإسرائيلية ضد غزة مستمرة دون أى أفق زمنى معروف أو يمكن تقديره، طالما أن إسرائيل متمسكة بالأهداف غير القابلة للتحقيق التى رفعتها منذ اليوم الأول.
تبدو الحرب الإسرائيلية ضد غزة مستمرة دون أى أفق زمنى معروف أو يمكن تقديره، طالما أن إسرائيل متمسكة بالأهداف غير القابلة للتحقيق التى رفعتها منذ اليوم الأول.
آلام من كل الجهات. يقتلوننا مرات كثيرة. دموعنا لا تكفينا. انما الذين ماتوا هم أحياء يُرزقون. فلسطين ما تزال تنفق من دمها. لكن هناك أمراً غريباً: برغم القتل والتقتيل، ما زالت غزة الصغرى تواجه وتقرع أبواب السماء بشهدائها.
ماذا بعد غزة والحرب عليها؟ إنه سؤال اليوم التالى بكل حمولاته السياسية والاستراتيجية والإنسانية المتفجرة. الإجابات تتعدد باختلاف المواقع، تتناقض وتتباين، بدرجات مختلفة من الحدة والعصبية، رغم أن الحرب لم تتوقف، ولا استبانت نتائجها الأخيرة.
لم تكُن حرب تشرين الأوّل/أكتوبر 1973، برغم حجم الأعمال العسكريّة والرمزيّة التي تُحاط بها، أهمّ حربٍ عربيّة-إسرائيليّة، بل كانت تلك الحرب التي لم يعُد يذكرها الكثيرون، والمعروفة بـ"حرب الاستنزاف". واليوم يعيش العالم العربي حرب استنزاف جديدة، الذين ينزِفون فيها هم الفلسطينيّون وأبناء سورية ولبنان واليمن وليبيا… دون مقابل.
بدأنا في الجزء الأوّل برسم المعالم الجوهريّة والنّموذجيّة والمميِّزة لما سمّيناه: "العقل الجيوسياسي الإيراني". وقد بدأنا بسِمَتَين مهمَّتين وأساسيَّتين جدّاً برأينا وهما: أولاً؛ السّمة المتعلّقة بمقاربة مسألة الزّمن (إذا صحّ التّعبير)، وضمنها أبواب التّروّي والجلَد والتّحمّل والصّبر وما إلى ذلك؛ وثانياً؛ السّمة المتعلّقة بما سمّيناها "المدرسة الإيرانيّة في العقلانيّة-الواقعيّة".
الجغرافيا الفاصلة بين كربلاء وغزة 900 كليومتر، لكن التاريخ يربط بينهما بما هو أكبر بكثير. كيف؟
احتفل الرئيس الأمريكى السابق جيمي كارتر بعيد ميلاده التاسع والتسعين فى الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضى فى منزله. وقبل شهور اختار كارتر، الذى يعانى من مشاكل صحية كثيرة بما فيها سرطان الجلد، التوقف عن تلقى العلاج فى المستشفى والانتقال إلى منزله المتواضع، والذى أقام فيه معظم حياته فى ولاية جورجيا لتلقى رعاية نهاية الحياة والموت فى هدوء فى المكان القريب من قلبه.
في خضم حرب الإبادة على غزة، يطرح سؤال “حزب الله” نفسه على رأي عام عربي غاضب وقلق، خشية تصفية القضية الفلسطينية بالتهجير القسري، أو بأية سيناريوهات أخرى.
اتخذ المسار الفلسطيني منحى جديداً في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023. فإسرائيل تريد إنهاء القضية الفلسطينية، بالإتفاق مع الإمبريالية الأميركية، وبشراكة كاملة مع المنظومة الحاكمة العربية. شهر من الإبادة الجماعية لغزة، مع مسعى لإخلاء القطاع، ويبدو أن أمراً مشابهاً بدأ يتحرك في الضفة الغربية. وكل ذلك وسط صمت مريب من الأنظمة العربية، وبعض الصراخ من الدول الإسلامية!
قد يكون صادمًا القول إن الحلم اليساري، الذي كان واعدًا في القرن العشرين قد ولّى. مثل هذا القول يتجاوز بعض الآراء التي تعتبر أن النظرية الماركسية صحيحة، لكن العيب في التطبيق، وأن الذي أفسدها، هم جماعة من المُحرّفين والطغاة والحزبويين المأخوذين بالشمولية والأحادية وادّعاء الأفضليات والزعم بامتلاك الحقيقة!