رأي Archives - Page 30 of 343 - 180Post

IMG_7722_0.jpeg

فى العاشر من آب/أغسطس 2019، تم العثور على جيفري إبستين «ميتا -منتحرا» فى زنزانته بينما كان ينتظر المحاكمة، وعلى الرغم من كونه السجين الأكثر شهرة فى أمريكا حينذاك، فلم يتم الإفراج عن مكالمة خط الطوارئ 911 التى تم إجراؤها من السجن لاستدعاء سيارة إسعاف، كما أن كاميرات التصوير داخل الزنزانة كانت معطلة ولم تعمل فى هذا اليوم، إضافة لنوم حارسين بالسجن كانت مهمتهما مراقبة زنزانة إبستين والمرور عليها كل نصف ساعة. وفى غضون أسبوع من وفاته، حكم الطبيب الشرعى بأن إبستين انتحر! وهو ما رفضه محامو إبستين وشقيقه الوحيد مارك. ويؤكد مارك أن هناك تسترا، وأن المسئولين الأمريكيين يخبئون الحقيقة. كما قال لصحيفة «واشنطن بوست» إن أخاه قال له إن بإمكانه قلب انتخابات عام 2016 بسبب ما يعرفه عن كل من دونالد ترامب وهيلارى كلينتون، وقال «إذا قلت ما أعرفه عن كلا المرشحين، فسيتعين عليهما إلغاء هذه الانتخابات».

zreik.jpg

تتكدّس الأسئلة ومعها تتكدّس تداعيّات الهروب من الأجوبة. لم يبدأ ذلك مع كوارثنا الأخيرة حيث نسينا فنّ طرح الأسئلة ناهيك بالأسئلة الصحيحة، وبالتأكيد لا جواب خارج أفق السؤال الغائب أصلاً. لهذه القصة تاريخ؛ بعضه من عمر إحتكاك مشرقنا مع الغرب، وآخرها يعود إلى نكبة فلسطين، "النكبة المستمرّة" بلغة الياس خوري، وما لحقها من نكبات وهزائم حتى يومنا هذا. نكبة في لبنان ونكبة في سوريا ونكبة جديدة في ما تبقى من فلسطين.

800-21.jpg

الهزيمة الحقيقية تتشكّل في الذهن، حين تترسّخ صورة الذات على هيئة مفعول به دائم، قابل للهزيمة. في السياق العربي، يتجذر هذا التكوين في عجز مزدوج: غياب القدرة على فهم الذات بعيون نقدية، وغياب الرؤية المركبة للآخر خارج ثنائية العدو/المخلّص. لا تدور المعركة حول الأرض فقط، بل حول الكيفية التي يُصاغ بها العقل العربي داخل شبكة من المفاهيم المستوردة، والمرجعيات المعلّبة.

202353123287-djjOi2.jpg

حذّر المبعوث الأميركي توم براك، بعد زيارته الثانية للبنان، من أن عدم تحرك لبنان بالاتجاه الذي يريده الاستعمار الغربي، "سيعيده إلى بلاد الشام من جديد". والملفت للانتباه كان رد فعل الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي استنكر ما صدر من "تهديدات تمسّ بسيادة الدولة وتُشكّل خطرًا كبيرًا على اللبنانيين". موقف أثار موجة من الإنتقادات لحزب حامل لراية وحدة بلاد الشام.. والرافض لها في آن واحد.

800-17.jpg

هذه لحظة فارقة فى تاريخ المشرق العربى كله، لا سوريا وحدها. أُفلِت العِيار فى السويداء، وأشباح التقسيم تُخيِّم على المكان. برغم إعلان وقف إطلاق النار، تواصلت الاشتباكات المتقطعة وأعمال العنف المتبادلة بين عشائر بدوية مسلحة قريبة من السلطة فى دمشق وميليشيات تنتسب إلى الطائفة الدرزية، لا تُخفى رهانها على تدخل إسرائيلى.

800-16.jpg

تطل علينا اليوم مئوية الثورة السورية الكبرى التي حصلت في تموز/يوليو 1925 ضد الاستعمار الغربي (الفرنسي والبريطاني) والتي قادها الزعيم الكبير سلطان باشا الأطرش انطلاقاً من السويداء في جبل العرب في سوريا، وتشارك فيها قادة وطنيون من مختلف أنحاء سوريا ولبنان والأردن وفلسطين رداً على مشروع تقسيم المنطقة (سايكس- بيكو) 1916، ووعد بلفور 1917، وسوريا اليوم تعيش محنة الاحتلال الخارجي والاحتراب الداخلي، لا لشيء إلا لأنها بموقعها الجيوستراتيجي كانت هدفاً دائماً للاستعمار القديم والحديث.

hafez.jpg

هي المرة الأولى التي يراقب فيها لبنان كدولة، وبخشية كبيرة، سوريا مختلفة بكثير عن تلك التي عرفها منذ أن رسّم الانتداب الفرنسي حدودهما وكرس كيانية كل منهما. وبرغم أن "لبنان الكبير" شهد قبل انسحاب الإنتداب أربع دويلات سورية (العلويون والدروز وحلب ودمشق) قبل أن تتحد في سوريا الحالية، لكن منذ اندلاع الحرب السورية، وبخاصة بعد سقوط نظام الأسد، يشهد لانفجار المجتمع السوري المتنوع بعد أن خرج من تحت القبضة السلطوية، مُدشّناً مرحلة جديدة غامضة الملامح والنهايات.

800-15.jpg

في العام 2011، وعبر اعتماده "الحل الأمني" ضد انتفاضة شعبه، أخذ بشّار الأسد سوريا إلى حربٍ دمّرت ذهنيّات السوريين أكثر أكثر مما فعلت قتلاً وتدميراً وتهجيراً، وساهم "الخارج"، الذي طالب بعض المنتفضين حينها بتدخّله وحمايته، في دمار هذه الذهنيّات بدل إنقاذ سوريا والسوريين. وبعد أربع عشرة سنةٍ من المظالم هرب بشار الأسد ليترك البلاد في مهبّ رياح الجنون الإسرائيلي وفوضى الأطماع الخارجيّة وصراع المظالم والهويّات.