في معضلة ترسيم الحدود البحرية اللبنانية، ظهر مؤخرا طرح جديد يقتضي فرض التفاوض على قبرص لإعادة تحديد حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان، ردّت عليه آراء كثيرة، صدرت عن خبراء وسياسيين يستغربون شأن هذا الطرح وجدواه، واضعين إياه في إطار التشويش وإضاعة جهود وإمكانيات الوفد المفاوض، ما قد يجعلك تظن بأن الوفد المفاوض يحمل في حقيبته خطة محكمة وتقنيات متطورة ومتماسكة تضعه في موقع متقدم في المفاوضات، وكأنه أيضا يستند إلى مراسيم ووثائق دامغة تعجز الدول المجاورة وخبرائها عن محاججتها "علميا"، بل وقد يظن أحدهم بأن ثمّة إجماعا سياسيا ووطنيا يتكئ عليه الوفد في مهمّات ومفصليّات عملية التفاوض، أو أن الوسيط الأمريكي يسعى بجهده وجهيده إلى تحصيل حقوق لبنان المهدورة، وحماية مصالحه وموارده على نحو يجعل التفاوض مع العدو الإسرائيلي أمرا مجديا!