
لا يُحكم على الثورة بنتائجها المباشرة، كما لا يُحكم عليها بأسبابها المباشرة. كأن يقال أن ما سبّب الثورة في لبنان، في 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2019، هو قرار الحكومة استجابة لاقتراح وزير الاتصالات، رفع تعرفة الواتساب بضعة سنتات. الأسباب تتعدى ذلك بكثير.
لا يُحكم على الثورة بنتائجها المباشرة، كما لا يُحكم عليها بأسبابها المباشرة. كأن يقال أن ما سبّب الثورة في لبنان، في 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2019، هو قرار الحكومة استجابة لاقتراح وزير الاتصالات، رفع تعرفة الواتساب بضعة سنتات. الأسباب تتعدى ذلك بكثير.
تتردّد كثيراً مقولة أنّ إغلاق باب الاجتهاد تسبّب بإنحطاط الإسلام والمسلمين، وكأن للاجتهاد باب لو أمكن للمفكرين الإسلاميين فتحه لانحلّت مصائبنا. ننسى، للأسف، أنّ مصائبنا أعمق من أن يحلها اجتهاد وحده وأنّ الفكر على قدر المفكّرين، كما "على قدر أهل العزم تأتي العزائم".
تقول السرديّة الإسلاميّة التقليديّة إنّ النبي محمّد كان أمّيّاً، وتُعَرّف ذلك بمعنى أنّه كان جاهلاً بالقراءة والكتابة. ما أصل هذه الفكرة، وهل مصدرها القرآن أم خيال العلماء؟ وهل هدفت إلى تعريفنا حقاً بالنبي، أم هناك غرضٌ آخر من وراءها؟
لمعرفة تاريخ حقبة النبي محمّد، علينا كمؤرخين التدقيق في المصادر المتوفّرة والحذر في التعامل معها، لا سيما في ضوء ما يعتريها من مشاكل وإلتباسات. مهمة صعبة تستوجب دقّة تاريخيّة وابتعاداً عن التنظير الديني أو السياسي.
في المقالتين السابقتين، عالجت موضوع النسخ في القرآن ومسألة تجميع القرآن. في هذه المقالة سأركّز على موضوع القراءات.
هذا النص عبارة عن زيارة أبستيمولوجيّة ومنهجيّة سريعة لمشروعَي المفكرين العربيين محمد عابد الجابري ومحمد أركون.. أو غياب النّقد المتعالي عن الإسلاميّات.
رأينا في الجزء الأول بعضا من المبرّرات لطرح ورشة عمل نقديّة في ما يخص "العقل التأويلي الإسلامي"، كما فعل في زمانه الفيلسوف الألماني عمانوئيل كانط (ت. ١٨٠٤ م) مع نقد "العقل الخالص" كما سمّاه.
التاريخ هو رواية لما حصل في الماضي وفيه كثير من التناقضات التي تصعّب بحث المؤرّخ الساعي للتوصّل إلى سردية للأحداث تسمح له باقتراح رواية لها.
تذكيراً للقارئ الكريم، ما دفعني إلى كتابة هذه السلسلة من المقالات عن الإسلام هو كتاب قرأته مؤخراً لمفكر عربي (طُبعَ الكتاب أولاً بالفرنسية وتُرجم لاحقاً للانكليزية) ووجدت نفسي في مواجهة أخطاء تاريخية ومفاهيمية، معظمها ناتج عن مقاربة خاطئة للتاريخ الإسلامي. في هذه المقالة، سأعالج موضوع الشعر.
الروح المحافظة لدى السنة والشيعة واحدة. في كل منهما يُجرّد الإنسان من إرادته. أحداهما تخضعه للجماعة المعصومة وثانيتهما للإمام المعصوم أو من يليه. في كل حالة، على الإنسان أن يجرّد نفسه من ذاته.