
لا شك أن الحرب الروسية في أوكرانيا خلقت مزيداً من الارتباك السياسي في عالمنا العربي الذي لا ينقصه ارتباك، ذلك أن المنطقة إعتادت على زمن الأحادية القطبية طوال ثلاثة عقود من الزمن، حيث يكون الأميركي هو الآمر والناهي، لكن الآن بدأت الصورة تختلف.
لا شك أن الحرب الروسية في أوكرانيا خلقت مزيداً من الارتباك السياسي في عالمنا العربي الذي لا ينقصه ارتباك، ذلك أن المنطقة إعتادت على زمن الأحادية القطبية طوال ثلاثة عقود من الزمن، حيث يكون الأميركي هو الآمر والناهي، لكن الآن بدأت الصورة تختلف.
يرى مراقبون أميركيون أن قرار "أوبك +" الأخير بخفض إنتاج النفط قد حطّم الثقة الأميركية بالنظام السعودي، وهو محاولة "لحشر واشنطن في الزاوية، وإجبارها على قبول شروط شراكة لا تقدم الكثير لمصالحها"، وبالتالي لا بد من إعادة تقييم هذه العلاقة "الأحادية الجانب"، كما يقول ريتشارد بلومينثال وجيفري سوننفيلد في هذا التقرير في "فورين أفيرز" (*).
في كتابه الأخير "أميركا القيم والمصلحة" الصادر عن دار "سائر المشرق"، يسلط وزير الخارجية الحالي عبدالله بوحبيب الضوء على الرئاسات الأميركية المتعاقبة وسياساتها تجاه المنطقة منذ نصف قرن تقريباً. من المفيد التوقف عند ما تضمنه هذا الكتاب عن حقبة باراك أوباما (2009 ـ 2017) بعنوان "باراك اوباما.. صائد الارهاب". في هذا الجزء الأول، يطرح بوحبيب السؤال "السعودية.. حلفاء أم أصدقاء"؟
أما وأن الجميع يكاد يُسلّم أمره للفراغين الرئاسي والحكومي، بشراكة وطنية لا مثيل لها، هذه محاولة لفكفكة حروف الدور السعودي، بوصفه أبرز عنصر محلي ـ خارجي مستجد وقابل لأن يكون أكثر تأثيراً في المرحلة المقبلة، فماذا تُريد المملكة من لبنان.. وللبنان؟
كان للإعلان، الذي أصدرته منظمة "أوبك +"، بشأن تخفيض الإنتاج النفطي، بمقدار مليوني برميل يومياً، صداه العالمي، الذي حمل رسالة موجَّهة إلى جميع الدول، مفادها أن هناك بيئة استراتيجية دولية جديدة، في طور التشكل والولادة، وتدفع في اتجاه تشكُّل منظومات إقليمية متعددة ومتداخلة، على مستوى معظم مناطق العالم، على نحو يدفع إلى التساؤل عن ارتدادات ما يحدث على منطقة غربي آسيا، وعن موقع سوريا فيها
على عكس التطلعات الأميركية، قرّرت "أوبك +" خفض انتاج النفط عالمياً. قرار رأت فيه الإدارة الأميركية انحيازاً من المنظمة، وعلى رأسها السعودية، لمصلحة روسيا. هذا القرار يُعيد طرح السؤال إزاء مستقبل العلاقات السعودية الأميركية ومدى واقعية استمرار وصف تلك العلاقات بـ"الاستراتيجية" مقارنة بالعلاقات السعودية الروسية التي تتقدم باطراد.
يؤكد قرار تحالف "اوبك بلس" النفطي بخفض الإنتاج، في هذا التوقيت بالذات، ان زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن للسعودية في منتصف شهر تموز/يوليو الماضي لم تنجح في إعادة الدفء للعلاقات "الاستراتيجية" السعودية ـ الاميركية، بل جعلتها أكثر "برودة"، في هذا الزمن الطاقوي الصعب، دولياً.
ترغب إسرائيل في تشكيل تحالف عسكري علني مع دول الخليج، كجزء من إستراتيجيتها للتصدي لقوة إيران المتصاعدة في المنطقة. لكن بالنسبة لعواصم الخليج، فإن "الطموحات الإسرائيلية تُخاطر بالكثير ولا تقدم سوى القليل"، بحسب تقرير أعدته آنا جاكوبس ولور فوشر، نشرته "مجموعة الأزمات الدولية" على موقعها(*).
أعاد كلام وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، من على منبر الأمم المتحدة، بشأن رؤية الرياض للحل السياسي في سوريا، الموقفَ السعودي إلى نقطة الصفر، بعد كل التسريبات، التي أعطت آمالاً بقرب افتتاح السفارة السعودية في دمشق، بالإضافة إلى زيارة مرتقبة لوزير الخارجية السعودي. فما الذي أعاد الرياض إلى المربع الأول، ومنعها من التقدم إلى الأمام مع سوريا؟
نشر الباحث في معهد كوينسي للحوكمة المسؤولة بن فريمان مقالة في "ذا انترسيبت" ترجمها موقع "أوريان 21" إلى العربية، أشار فيها إلى أنه بعد مضي أربع سنوات على إغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي ها هي واشنطن تطوي مرحلة وتفتح أخرى عنوانها المصالح "وأكبر المستفيدين من ذلك هم شركات العلاقات العامة".