امريكا Archives - 180Post

bd50ab019ef8972e0aaa5d50655affa72998c851-2700x1801-1.jpg

«هذه ليلتنا.. إننا نصنع التاريخ». كان ذلك تعبيرا دراماتيكيا فى لحظة أمريكية قلقة بشأن ما يحمله المستقبل من تحديات وتساؤلات بلا أجوبة. هكذا لخّص الشاب الثلاثينى «زهران ممدانى» المشاعر العامة، التى اجتاحت مناصريه من الشبان، عند إعلان فوزه بترشيح الحزب الديمقراطى لمنصب عمدة نيويورك.

dark-america.jpg

في ستينيات القرن الماضي، اختفى ما يصل إلى 600 رطل من اليورانيوم العالي التخصيب من منشأة أمريكية في مدينة أبولو بولاية بنسلفانيا، وهي كمية تكفي لصنع عشرات الرؤوس النووية. الشركة التي كانت في صميم هذا اللغز تُدعى NUMEC (شركة المواد والمعدات النووية)، والتي أسسها زلمان شابيرو، وهو صهيوني بارز وثيق الصلة بإسرائيل.

20250623-trump-riviera-18-trous-EN_1.jpg

فى اليوم التاسع بعد بدء الحرب الإسرائيلية على إيران، دخلت الولايات المتحدة فى الحرب عبر «الضربات الجراحية» أو الحرب «المحدودة»، كما يجرى تعريفها من حيث دقة الأهداف عبر الهجوم الجوى على المنشآت النووية الرئيسية الثلاث (فوردو وهى الأهم، نطنز، وأصفهان). وقد أعلنت واشنطن أنها حققت هدفها من هذا الهجوم إذ إن هذه المنشآت «لم تعد قائمة»، وبالتالى لم تعد فاعلة. وجاء رد إيرانى بأنها أُخليت مسبقا من اليورانيوم المخصب الذى كان هدف الهجوم الأمريكى.

TRUMP-ATACA-IRÃ_Le-Monde_Thiago-Lucas_03_Prancheta-1.jpg

يسود مناخٌ من الإحباط شعوب المنطقة نتيجة الحرب التى أطلقتها إسرائيل أصلا، والولايات المتحدة لاحقاً، على إيران. إحباطٌ يطالُ حتّى لدى أولئك الذين كرهوا «نظام الملالى» وحلفاءه سواء لما كان لإيران من نفوذٍ خارج حدودها أو لانخراط إيران فى الصراعات الإقليميّة أو فقط نتيجة التجييش الطائفى بين المسلمين السنّة والشيعة.

IMG_1431.png

بدت الضربة الأمريكية لثلاث منشآت نووية هى «نتانز» و«أصفهان» و«فوردو» الحصينة فى أعماق الجبال، كأنها كلمة النهاية فى الحرب الإيرانية الإسرائيلية. بانتشاء بالغ وصف الرئيس الأمريكى «دونالد ترامب» تلك الضربة بـ«الرائعة». قال «إن إسرائيل الآن آمنة». فى الوقت نفسه دعا إلى ما أسماه «السلام عبر القوة»، مستعيرا التعبير نفسه من قاموس رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو». إنه الاستسلام دون قيد، أو شرط.

1-5.jpg

وسط الجدل حول حدود التدخل الأمريكى فى العدوان الإسرائيلى على إيران، قال الرئيس دونالد ترامب «نحن نسيطر على السماء الإيرانية»، وقصد ترامب سيطرة إسرائيل برغم استخدامه كلمة «نحن». لم تكن هذه زلة لسان أو هفوة ترامبية، بل هى تعبير صريح ومباشر عن حجم التناغم والتكامل فى رؤية قيادة الدولتين للشرق الأوسط ولسياستهما ومصالحهما المتطابقة فى أغلب ملفاته.

Black-hole-brain.jpg

«أحكمنا الآن السيطرة التامة على أجواء إيران، كانت لدى طهران منظومات رصد ودفاع جوى، لكنها لا تضاهى التقنيات المصنعة والمصممة عندنا، نعرف بدقة موقع المرشد على خامئنى، هو هدف سهل لنا، لكننا لن نستهدفه الآن تفاديا لإصابة مدنيين أو جنودنا، صبرنا ينفد، وعلى سكان طهران إخلاؤها فورا، وعلى إيران الاستسلام من دون شروط».