
مهما كان الموقف في مناهضة السلطة القائمة في سوريا ومسؤوليّتها في ما آلت إليه البلاد والمطالبة بالمحاسبة عن الجرائم والانتهاكات، لا بدّ من التوقّف لحظة عمّا تأخذ إليه السياسة الأمريكيّة اليوم، أو بالأحرى اللا سياسة الأمريكيةّ تجاه سوريا وما يحيط بها.
مهما كان الموقف في مناهضة السلطة القائمة في سوريا ومسؤوليّتها في ما آلت إليه البلاد والمطالبة بالمحاسبة عن الجرائم والانتهاكات، لا بدّ من التوقّف لحظة عمّا تأخذ إليه السياسة الأمريكيّة اليوم، أو بالأحرى اللا سياسة الأمريكيةّ تجاه سوريا وما يحيط بها.
تساهم المساندة الميدانية التي تقدمها قوى محور المقاومة للفلسطينيين في غزة في طمس الإنقسامات الطائفية والمذهبية التي صبغت المنطقة لعقود طويلة مضت، وتؤسس لـ"جبهة" جديدة؛ سنية شيعية؛ ستكون التحدي الأكبر بالنسبة لأميركا والغرب، والامتحان الأصعب لأنظمة المنطقة لسدّ الفجوة المتزايدة الاتساع بينها وبين مواطنيها، بحسب توبي ماثيسن في "فورين أفيرز" (*).
إختتم الرئيس السوري بشار الأسد زيارته إلى الصين بتوقيع إتفاقية شراكة إستراتيجية بين البلدين، ستترك بصماتها ليس على مستقبل العلاقة بين دمشق وبكين بل على موقع سوريا المشرقي في مشروع "الحزام والطريق" الصيني في مواجهة مشروع "الممر الهندي" العابر من مومباي إلى الإمارات والسعودية ثم "إسرائيل" باتجاه أوروبا.
من الأقدر على صياغة جديدة للشرق الأوسط، الولايات المتحدة المتجذرة فيه، أم الصين الوافدة إليه من بوابة الشراكات التجارية؟ سؤال يطرح نفسه بالحاح في ضوء حراكات تشهدها المنطقة في أكثر من اتجاه إقليمياً ودولياً.
"تحول الشرق الأوسط إلى الدبلوماسية وتطبيع العلاقات بين دوله له فوائد لا جدال فيها، لا سيما من منظور منع نشوب صراعات جديدة"، كما يقول غوست هيلترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "مجموعة الأزمات الدولية"، في مقالة له في "فورين أفيرز"، إلا أنه يستدرك بالتحذير من أن الصراعات المتشابكة في المنطقة "يمكن أن تكون شرارة لتفجير صراع أكبر؛ خصوصاً تلك الدائرة بين إسرائيل من جهة، والفلسطينيين وإيران وحزب الله من جهة أخرى.
أن يكون محمد شياع السوداني في دمشق له ما له من دلالات. الزيارة متأخرة قليلاً بتقدير البعض، أو هي في توقيتها الملائم بالنسبة إلى آخرين.
تطرح سلوكيات تركيا في الآونة الأخيرة، وتحديدًا بعد انتهاء الانتخابات التركية في أيار/مايو الماضي السؤال الآتي: هل نقلت تركيا السلاح من كتف إلى أخرى؟ إذ أنها منذ ذلك الحين تُبدي سلوكًا أقرب إلى "الأطلسية"، بدليل إطلاق سراح مقاتلي "كتيبة آزوف" وتسليمهم إلى أوكرانيا من دون التشاور مع "الحليف الروسي"؟
أحدث تركيز الولايات المتحدة منذ عقد ونيف على التحدي الصيني والتحول نحو آسيا لمواجهته، والتخفف التدريجي من أحمال وأعباء منطقة الشرق الأوسط فراغاً كبيراً، دفع بالصين وروسيا نحو نسج علاقات سياسية واقتصادية وثيقة مع دول إقليمية وازنة في المنطقة مثل إيران، السعودية، الإمارات وغيرها.
يستعرض الكاتب "الإسرائيلي" رونين بيرغمان في هذا الفصل من كتابه "انهض واقتل أولاً" التقييم "الإسرائيلي" لمرحلة ما بعد عملية اغتيال القيادي الكبير في حزب الله عماد مغنية في شباط/فبراير 2008، ولا سيما طرح بعض الرؤوس "الإسرائيلية" الحامية فكرة اغتيال الرئيس السوري بشار الأسد، غير أن رئيس الحكومة حينذاك إيهود أولمرت رفض الفكرة، لينتقل النقاش إلى خطة اغتيال الجنرال السوري محمد سليمان.
لم يكن ممكناً للمنطقة أن تشهد ما تشهده مؤخراً من متغيرات سياسية وأمنية، لولا قرار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بالشروع في اطفاء نيران الجبهات الاقليمية الملتهبة، وصولاً إلى اعادة لم شمل العرب، وذلك ما يمنح ولي عهد المملكة صفة الريادة أو الزعامة العربية.