ما زالت معركة الوعي قائمة بين النخب العربية حول التحوّلات الدولية التي أفضت إلى صعود الشرق وأفول الغرب كي لا نقول أكثر من ذلك.
ما زالت معركة الوعي قائمة بين النخب العربية حول التحوّلات الدولية التي أفضت إلى صعود الشرق وأفول الغرب كي لا نقول أكثر من ذلك.
تسعى طهران لإقامة علاقات اقتصادية تساعدها في الإلتفاف على العقوبات الأميركية. أما موسكو فتحتاج إلى حلفاء إقليميين بشأن الأزمة الأوكرانية. هذه القضايا أساس المفاوضات التي بدأها الرئيسان الإيراني والروسي في موسكو، اليوم، ومن المرتقب أن تسفر عن "إتفاقية" يأمل رئيسي أن تُعزز رأس المال السياسي والاجتماعي لحكومته. والزيارة مهمة أيضاً لبوتين، بحسب هذا التقرير (*)
أما وقد إنتهى الأسبوع الديبلوماسي بين روسيا والغرب إلى لا شيء، وتصاعدت لغة الإنذارات المتبادلة في ضوء تباعد مواقف الجانبين من الأزمة الأوكرانية، صار لزاماً طرح السؤال التاريخي للينين والآن.. ما العمل؟
بصرف النظر عن طبيعة التدخل الروسي في كازاخستان، وما يرافقه من إغراء المقارنة بين التدخل السوفياتي في هنغاريا (1956) وفي تشيكوسلوفاكيا (1968)، فإن نجاح الوحدات العسكرية لـ"منظمة معاهدة الأمن الجماعي" بقيادة روسيا في تثبيت حكم الرئيس قاسم جومارت توكاييف، لا يلغي واقع دخول كازاخستان في دائرة "الدول القلقة".
لم يترك التوقيت الذي إندلعت فيه إضطرابات كازاخستان، الكثير من الخيارات أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سوى المسارعة إلى إخماد الحريق في الحديقة الخلفية لروسيا قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات في جنيف مع المسؤولين الأميركيين للبحث في خفض التصعيد في أوكرانيا.
في المؤتمر الصحافي السنوي الذي يعقده الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ سنوات، غالباً ما يردّد أقوالاً مأثورة ومصطلحات فكرية وفلسفية من الوزن الثقيل، ومما قاله في مؤتمره الأخير في الشهر الأخير من سنة 2021 المنصرمة حول التوتر الحاصل مع أوكرانيا وحلفائها الغربيين "إن روسيا لا تغضب.. روسيا تتأهب".
سعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وراء السلطة بلا أي رادع، يأخذ تركيا في اتجاه خطير. وإذا لم يتم وضع استراتيجية فعَّالة لحمله على مغادرة المشهد السياسي الآن، وضمان إنتقال السلطة بسلاسة، فإن حالة عدم الإستقرار المرتقبة ستطال أوروبا والشرق الأوسط. "والجميع سيتذكر أردوغان فقط كزعيم ألقى ببلده ومواطنيه في الفوضى"، كما يرى سونر كاجابتاي في هذا التقرير الذي نشرته "الفورين أفيرز"(*).
في تقريرها السنوي الذي يترقب ما سيحمله العام الجديد، حددت "مجموعة الأزمات الدولية" عشرة نزاعات تستحق المشاهدة والمتابعة في العام 2022 هي الآتية: أوكرانيا، أثيوبيا، أفغانستان، الولايات المتحدة والصين، إيران ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، اليمن، "إسرائيل" ـ فلسطين، هاييتي، ميانمار، حرب العصابات الإسلامية في أفريقيا. في ما يلي الجزء الأول من هذا التقرير الذي أهمل لبنان كلياً إستناداً إلى تقدير بأن أزمته الراهنة لا تشكل خطراً على الأمن القومي العالمي!
لا تشي تصرفات فلاديمير بوتين إلى نيته غزو أوكرانيا، بل تغيير الوضع السائد في شرق أوروبا منذ ما بعد انتهاء الحرب الباردة، وبالتالي إعادة روسيا جهة فاعلة رئيسية في الأمن الأوروبي. خطة بوتين هي إبقاء "الناتو" خارج أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا، وإبقاء الصواريخ الأميركية خارج أوروبا. أهداف تتقاطع مع قرب ترشُح بوتين لانتخابات 2024، بحسب ديمتري ترينين، مدير مركز "كارنيغي" في موسكو في هذا التقرير (*).
في مؤتمره الصحافي السنوي في العام 2020، ركّز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على جائحة كورونا قبل أن يستعرض المشهدين الروسي والدولي. في مؤتمره السنوي بالأمس (الخميس)، إعتمد المنهجية نفسها، لكن المشهد الأوكراني كان الأكثر حضوراً في أسئلة الصحافيين وفي أجوبته بوصفه الملف الأكثر "حرارة" بين روسيا والولايات المتحدة.