
تجتمع دول غير عربية في أستانة (روسيا وإيران وتركيا) لمناقشة ملف عربي، وتجتمع قيادات الأمن القومي (روسيا والولايات المتحدة وإسرائيل) لمناقشة ملف عربي، بينم العرب يغيبون عن قضاياهم، فكيف نستغرب ألا يتعاظم دور تركيا وإيران وروسيا وإسرائيل في المنطقة؟
تجتمع دول غير عربية في أستانة (روسيا وإيران وتركيا) لمناقشة ملف عربي، وتجتمع قيادات الأمن القومي (روسيا والولايات المتحدة وإسرائيل) لمناقشة ملف عربي، بينم العرب يغيبون عن قضاياهم، فكيف نستغرب ألا يتعاظم دور تركيا وإيران وروسيا وإسرائيل في المنطقة؟
بإعلان تركيا عن اكتمال الاستعدادات للعملية العسكرية في شمال سوريا، غداة حصولها على ضوء أخضر أميركي، تتأكد مجدداً حقيقة أن منطقة شرق الفرات ستكون الميدان الأخير لتحديد المشهد الإقليمي والدولي، ففيها تتداخل العوامل الأميركية والروسية والتركية والإيرانية، وقد أضيف إليها أخيراً العامل الإسرائيلي، ما يرفع مستوى المخاطر على وجود الدولة السورية، وينذر بتصعيد في المواجهة الإقليمية والدولية على الأرض السورية.
قبل أيام، أعلن رجب طيب أردوغان أن الهجوم على شمال سوريا قد يبدأ في أيّ وقت. يرى الرئيس التركي أن الفرصة قد تكون مؤاتية لتحقيق هدف من عمر الصراع في سوريا، وهو إقامة "منطقة آمنة" في الشمال السوري، للقضاء على الخطر الذي يمثله أكراد سوريا على الأمن القومي التركي. ومع ذلك، فإنّ إعلان أردوغان يبقى موضع شكوك، خصوصاً في غياب الضوء الأخضر الأميركي لتوغل القوات التركية في شمال سوريا، والطبيعة المعقد للعلاقات بين تركيا ولاعبين آخرين على الساحة السورية، ابرزهم روسيا، فضلاً عن المخاطر الداخلية التي يمكن أن تتهدد النظام التركي المحاصر بالضغوط الاقتصادية، وأزمة اللاجئين، والمعارضة المتربصة لأيّ خطأ. في هذه المقابلة، يرصد الخبير الروسي دنيس كوركودينوف العوامل الدافعة والكابحة للهجوم التركي المحتمل، والتداعيات المترتبة عليه.
تدخل الأزمة السورية في مرحلة جديدة من التعقيد السياسي والميداني، فيما تحاول القوى الدولية والاقليمية تثبيت مواقعها وترتيب أولوياتها للحفاظ على الحد الأقصى من المكتسبات بانتظار حل سياسي يبدو أنه يقترب مع الاشارات الواضحة التي توحي بإعطاء ضوء أخضر للمواجهة العسكرية المباشرة بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة في آخر معاقلها في ادلب.