
لم يكد يصل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى دمشق، بعد أربعة أيام أمضاها في أنقرة، حتى سيطرت على الإعلام مسحة من التفاؤل، إثر التصريحات التي أطلقها زائر دمشق، فهل حان وقت الخروج من الكارثة السورية؟
لم يكد يصل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى دمشق، بعد أربعة أيام أمضاها في أنقرة، حتى سيطرت على الإعلام مسحة من التفاؤل، إثر التصريحات التي أطلقها زائر دمشق، فهل حان وقت الخروج من الكارثة السورية؟
انتهت "همروجة" توقيع العقد الثلاثي بين لبنان ومصر وسوريا لاستجرار الغاز عبر خط الغاز العربي (مصر وسوريا والأردن ولبنان)، لكنّ نظرة أشمل تُحيلنا إلى الـ"Geopolitics" في الإقليم. ذلك يندمج مع ما يحدث في أوكرانيا من صراع بـ"الواسطة" بين الولايات المتحدة وروسيا حيث أوكرانيا نفسها، كما الدول الأوروبية الأخرى من أعضاء الناتو ليست إلا وقوداً أو.. مجرد وكلاء.
بعد مرور أحد عشر عاماً على بدء الحرب السورية ومن ثم النزوح السوري إلى دول الجوار، يبقى لبنان مثقلاً بأكثر من مليون نازح، بالإضافة إلى حوالي نصف مليون لاجىء فلسطيني. وما يزيد الطين بلة أنه ليس هناك بصيصَ أملٍ لعودتهم إلى ديارهم، وقد قُدّرت تكاليف النزوح إلى لبنان بنحو 33 مليار دولار حتى الآن، أي بمعدل حوالي ثلاثة مليارات دولار سنوياً.
في المباريات المفصلية في كرة القدم، يتقاسم الخوفَ الطرفان، وتكون صفرة البداية اللحظة الزمنية التي يستحيل العودة فيها إلى الوراء، فإما الفوز ودخول التاريخ، أو الخسارة والخروج من الباب الخلفي.
ثلاث صواعق صادمة، أو هكذا يتم تصوير مثل هذه الأخبار، وهي في حقيقتها، لا تتخطى كونها تكهنات خائبة أو تحليلات ساذجة. وكالعادة، يتم إبقاء المشاهدين والقراء، في الطبقة السطحية من الأخبار أو الأحداث.
من اللافت للانتباه أن يكتب المفكّر المصرى القدير، مصطفى الفقى، مقالا يُبرِز فيه «هواه» لبلاد الشام، نشر فى صحيفة الإندبندنت يوم 20 يونيو/حزيران 2022 بعنوان «الشوام والثقل العربى»، خاصّة فى هذه الأياّم العصيبة التى تعيشها هذه البلاد، جميعها: من سوريا الغارقة فى التقسيم والحصار بعد حربٍ أهليّة لم تنتهِ، ولبنان المنهار اقتصاديّا وماليّا، والأردن غير القادر على النهوض بمقدّراته الضعيفة، وفلسطين المغتصبة وشعبها المنكوب بالاحتلال ومستوطنات التعصّب الدينيّ.
يطرح التوتر اللبناني ـ الإسرائيلي في ملف ترسيم الحدود البحرية مخاوف بشأن إحتمال تعريض ربط النزاع القائم منذ حرب تموز/يوليو 2006 للإهتزاز، ويزيد من وطأة ذلك جهود خارجية في ما يتعلق بالانهيار الإقتصادي اللبناني تنحصر في حدود تخفيف ما يسمى "الارتطام الكبير".
هبَّت عاصفة في وسائل التواصل الاجتماعي، بعد أن حسمت حركة حماس خياراتها، وأعلنت إعادة تموضعها الكامل في المحور الممتد من طهران إلى دمشق وبيروت وصنعاء.
في مقالة سابقة (29ـ 10ـ2020) بعنوان "شارل مالك قال ذلك للبنانيين عام 1949"، جرى استعراض مواقف وزير الخارجية اللبنانية الأسبق حين كان يشغل منصب مندوب لبنان في الأمم المتحدة، حينذاك، شكلت قراءة مالك "نبوءة" فعلية حيال استراتيجية اسرائيل الآيلة إلى قيادة المنطقة العربية أمنياً واقتصادياً وسياسياً، وذلك قبل تحوله الدراماتيكي من النقيض إلى النقيض، وهو الأمر عينه الذي سيتكرر مع رئيس الجمهورية الأسبق كميل شمعون، ومن دون معرفة من كان له سبق التأثير على الآخر: مالك أم شمعون؟
ما يحدثُ في منطقة الجزيرة السورية وشمال العراق من متوالية أحداث سياسية وعسكرية، يجعل الحدثَ الإقليمي أكثر "لا يقينيةً" وغموضاً، إذ تجري أمور من الصعب توقعها أو تدبير استجابات مناسبة حيالها، مثل أن "يتحول الموقف" بين الولايات المتحدة وتركيا، تنافراً، لكن من دون قطيعة، وتقارباً، لكن من دون توافق تام.