
لم يكن أحد يتوقع أن ينتهي عراق العام 2022 سياسياً كما انتهى إليه، بخروج السيد مقتدى الصدر من لعبة السلطة السياسية نسبياً وأن يهدي مقاعده النيابية إلى خصومه في السياسة بالمجان تقريباً.
لم يكن أحد يتوقع أن ينتهي عراق العام 2022 سياسياً كما انتهى إليه، بخروج السيد مقتدى الصدر من لعبة السلطة السياسية نسبياً وأن يهدي مقاعده النيابية إلى خصومه في السياسة بالمجان تقريباً.
من غير الواضح ما إذا كان محمد شياع السوداني يعرف من أين تؤكل الكتف وهو المكلف بالوظيفة الأكثر تعقيداً في عراق ما بعد الـ2003: رئاسة الحكومة.
ثمة انسداد سياسي في العراق ولبنان منذ ثلاث سنوات. انطلق الحراك التشريني في كل من بغداد وبيروت في خريف العام 2019. سقطت حكومتا عادل عبد المهدي في العراق وسعد الحريري في لبنان. تمت تسمية أكثر من مرشح لرئاسة الحكومة هنا وهناك قبل أن تؤول المهمة في مطلع ربيع العام 2020 لرئيس المخابرات مصطفى الكاظمي في العراق ولحسان دياب ثم نجيب ميقاتي في لبنان.
أقوى الأسلحة الإيرانية في ضبط الداخل والتوسع في الخارج هي الثورة، والناظم لهذه الثورة هو "الولي الفقيه". فماذا تعني إحالة المرجع الشيعي العراقي كاظم الحائري مقلديه إلى اتباع "الولي الفقيه" السيد علي خامنئي؟ وما تأثير ذلك على الشارع العراقي؟
هي الجيوبوليتيك. لعنة ونعمة. تحكم لبنان كما تحكم العراق. أصعب إمتحان يواجه بيروت وبغداد عندما تخضعان لإمتحان الإختيار بين العروبية والإيرانية. الجواب اللبناني ـ العراقي ليس بديهياً اذا كان البحث عن العمق العربي يؤدي الى عداوة مع ايران، لكن النظري يختلف عن العملي ولا يُحرّر هذا البلد أو ذاك من أعباء والتزامات وقضايا وهواجس كثيرة..
في بقعةٍ طويلة من الحدود العراقية الإيرانية، تستقر مئات آلاف الألغام تحت التراب منذ زمن الحرب بين البلدين في ثمانينيات القرن الماضي. كانت جزءاً من كمائن المواجهة العسكرية الشاملة بينهما.
تحظى التطورات العراقية بإهتمام سياسي بالغ، إقليمياً ودولياً، لا سيما في ضوء الأحداث التي شهدتها بغداد ومدن أخرى في الأيام والأسابيع الماضية وما يمكن أن يكون لها من انعكاسات علی مسار عملية سياسية بدأت في العام 2003.
ما بين التفجير إلى حد عودة أشباح الاحتراب الأهلى والتهدئة إلى حد الرهان على إحياء العملية السياسية، التى ماتت إكلينيكيا، يجد العراق نفسه معلقا على احتمالات وسيناريوهات متناقضة.
خرجت الأمور عن السيطرة في بغداد بعد دقائق فقط من إعلان مقتدى الصدر اعتزاله السياسة نهائيا. جرس الإنذار لم يدق فقط في العراق، بل سُمع قرعه في طهران وبيروت على السواء. وإذا كانت سنة 2003 شهدت سقوط العاصمة العراقية بيد الاميركيين، فإن مشهد الاشتباكات بين أنصار التيار الصدري وخصومهم من القوى الشيعية المتحالفة مع طهران بدا كسقوط بغداد أخر، مهددا المحور الممتد من إيران إلى لبنان بخسارة كل مكتسبات ما بعد سقوط صدام حسين.
مع القرار الذي إتخذه السيد مقتدى الصدر باعتزال العمل السياسي وما أعقبه من مواجهة وسقوط ضحايا، يكون المشهد السياسي والامني العراقي قد بلغ أخطر منزلقاته منذ ظهور ارهاب الموجة الداعشية قبل اكثر من سبع سنوات وربما منذ الإحتلال الأميركي للعراق عام 2003.