القراءة في نتائج إنتخابات بريطانيا وفرنسا لا تُبشّر بالخير. من أبرز خلاصاتها أنّ أوروبّا ستكون مأزومة وغير مستقرة في المرحلة المقبلة، وبالتالي سيزداد ضمور دورها الخارجي، إن كان موجوداً أصلاً في السنوات الأخيرة.
القراءة في نتائج إنتخابات بريطانيا وفرنسا لا تُبشّر بالخير. من أبرز خلاصاتها أنّ أوروبّا ستكون مأزومة وغير مستقرة في المرحلة المقبلة، وبالتالي سيزداد ضمور دورها الخارجي، إن كان موجوداً أصلاً في السنوات الأخيرة.
أكاد أجزم بأنني لم أعش أياماً ساد فيها القلق العام كالأيام التي أعيشها الآن. حديثي هذا لا ينصب على بلدي وإن كان له مثل غيره من البلاد نصيب من هذا القلق. أكتب عن ظاهرة تجاوزت قطر بعينه وإقليم من أقاليم هذا العالم إلى العالم نفسه. أنا نفسي كنت ضحية هذا القلق أو نموذجاً مصغراً من نماذج اكتشفت مع النقاش والتشاور والقراءة أنها منتشرة على نطاق واسع.
فتح الأداء الكارثي للرئيس الأميركي جو بايدن أمام الرئيس السابق دونالد ترامب في المناظرة التلفزيونية الأولى بينهما يوم الخميس المنصرم، الباب مجدداً على مصراعيه داخل الحزب الديموقراطي، حول ضرورة التفكير بمرشح بديل للانتخابات الرئاسية المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. لكن الذهاب إلى هذا الخيار يبقى متوقفاً بالدرجة الأولى على بايدن نفسه الذي أعلن أنه لن ينسحب!
في الوقت الذي تنشغل فيه إيران بانتخاباتها الرئاسية المبكرة، إثر وفاة رئيس جمهوريتها إبراهيم رئيسي بحادث تحطم طائرة، صعّدت الدول الغربية مواقفها من إيران، سواء بإصدار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرار ادانة بحق طهران تقدمت به الترويكا الأوروبية وأيّدته الولايات المتحدة أو باطلاق مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي تصريحات يُحذّر فيها من مخزون اليورانيوم المُخصّب والذي أدرجه في خانة سعي إيران بلوغ مرحلة انتاج السلاح النووي.
هنيئاً لفرنسا هذا الخراب السياسي. عاصمة "الحرية والمساواة والعدالة" تتراجع وتترهَّل. قريباً، تقترب من العالم الثالث. مبادئ الثورة الفرنسية، لم تعد صالحة لدولة رهنت وجودها، إلى قيم رائعة، ومارست بكل فصاحة، القتل، الاستعمار، الاستبداد والتمييز. كانت فرنسا الثورة، أمثولة تحتذى. حرام. أشفقوا عليها. ساعدوها كي لا تتطرف في عنصريتها وتفوقها اللاأخلاقي. صورة فرنسا الحريات، تهلهلت. من سرّع هذه الإنعطافة هو جلالة "الأمير الصغير" إيمانويل ماكرون وحاشيته المبتذلة.
لا شكّ أنّ الحريّات، الفردية والجماعية، قيمة إنسانيّة سامية. إنّها طموح جميع المجتمعات البشريّة بمعنى ألاّ يستبدّ أحداً بقرارات وخيارات هذه المجتمعات. ولا تنحصر الديموقراطية فقط بإجراء انتخابات "حرّة"، بل هي أوّلاً وأساساً صون هذه الحريّات.
فى العديد من القضايا الداخلية كما فى الأمور الخارجية، يعود الرئيس الروسى فلاديمير بوتين ببلاده إلى الماضى السوفييتى الذى يقيمه بإيجابية لا تختزله فى النهاية الحزينة حين تفكك اتحاد الجمهوريات السوفييتية الاشتراكية فى ١٩٩١.
فضح العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، إفلات إسرائيل التام من العقاب ودعم غالبية القوى الغربية غير المشروط لإسرائيل. وفي فرنسا، ساهمت تلك الحرب في تحفيز الخطاب الذي يروّج للصدام الحضاري مع “البرابرة”، وهي السردية التي يردّ عليها آلان غريش في كتابه الأخير “فلسطين، شعب يأبى أن يموت”، الذي صدر في فرنسا في 2 مايو/أيار
قبل أسبوع من موعد انتخابات ممثلي فرنسا في البرلمان الأوروبي (81 من أصل 720 نائباً أوروبياً) والمقررة في 9 حزيران/يونيو الحالي، كيف يبدو المشهد السياسي الداخلي وماذا عن ميزان القوى وما هي التوقعات؟
قضيت الأيام الأخيرة مستمعاً وقارئاً ومناقشاً زملاء أعزاء وأكفاء حول قرار محكمة العدل الدولية الحاكم بأن إسرائيل ارتكبت جرائم حرب خلال عدوانها على شعب غزة.