
قبل إندلاع الحرب في أوكرانيا، كان العالم يخشى أن تتحول الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والصين إلى مواجهة ساخنة إذا ما أقدمت بكين على إجتياح جزيرة تايوان، التي زاد الرئيس الأميركي جو بايدن من دعمها عسكرياً وسياسياً منذ وصوله إلى البيت الأبيض.
قبل إندلاع الحرب في أوكرانيا، كان العالم يخشى أن تتحول الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والصين إلى مواجهة ساخنة إذا ما أقدمت بكين على إجتياح جزيرة تايوان، التي زاد الرئيس الأميركي جو بايدن من دعمها عسكرياً وسياسياً منذ وصوله إلى البيت الأبيض.
سجلت الحرب الروسية - الأوكرانية مجموعة من المفارقات المدهشة في سرعتها وتداعياتها، فلم نشهد منذ الحرب العالمية الثانية عقوبات شبيهة بحجم ونوع تلك التي فرضت في زمن قياسي على روسيا، ما يزيد من احتمالية تطورها لتصبح حرباً شاملة ستترك تأثيراً قطعياً على شكل النظام العالمي الجديد وكذلك على شكل وجوهر الاتحاد الأوروبي. ما هي المؤشرات التي تدعم مثل هذا الاستنتاج؟
تجاورت أنصاف الحقائق على نحو غير مسبوق فى الأزمات الدولية حتى كادت سلامة النظر أن تغيب خلف سحب الدعايات الكثيفة.
في واقع الحال والأمر، لا يمكن إجراء مقارنة بين الترسانة العسكرية الروسية ونظيرتها الأوكرانية، فالأولى أسطورية والثانية أقل من متواضعة، وفي ظل هذا الإختلال الواضح في ميزان القوى، يقود منطق الأشياء نحو قول مفاده إن الحرب الدائرة في أوكرانيا ستصب صباً في صالح روسيا.
في لقاء مع صحيفة "نيويورك تايمز"، اعتبر الخبير في قضايا الطاقة دانييل يرغن، أن المخرج الوحيد للحؤول دون أزمة طاقة مُزمنة هو "تسوية كُبرى مع روسيا، ودخول إيران سوق النفط، والضغط على السعودية من أجل زيادة الإنتاج"، مُلمحاً إلى أن فلاديمير بوتين اختار التوقيت المناسب لغزو أوكرانيا حيث سوق الطاقة "مشدود على آخره".
أيامٌ قليلة ٌمضتْ على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. إنه زلزالٌ حقيقيٌ. ربّما يُقالُ إنَّ هذه التسمية أكبرُ من المسمَّى. هذا صحيح إذا قيستِ الأمور بالراهن فحسبُ. أمّا إذا قِيستْ بالاحتمالاتِ المستقبلية، وبالجذور التاريخية فتختلف الصورة. وعندئذٍ يبدو الوصف بـِ"الزلزالِ" واقعياً.
إقرَأ لمحمود درويش ما يلي في مديح الحروب وهجاء الكلمات: "لا تكتب التاريخ شعراً، فالسلاح هو المؤرخ. والمؤرخ لا يُصاب برعشة الحمَّى إذا سمى ضحاياه ولا يُصْغي إلى سرديّة الجيتار... التاريخ يوميات أسلحة مدونَّة على أجسادنا. إن الذكي العبقري هو القوي. هل التاريخ لم يولد كما شئنا، لأن الكائن البشري لم يوجد"؟.
فيما شكك كثيرون فى إمكانية اجتياح روسيا لأوكرانيا وغزوها، كان جو بايدن يصر بناء على معلومات استخباراتية بأن الغزو الروسى لأوكرانيا قادم لا محالة! وفيما أخذ الكرملين فى النفى، بل ووصل الأمر إلى سخرية المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا من التقارير الأمريكية عن غزو روسيا لأوكرانيا بقولها «أبلغونى بموعد الغزو حتى أرتب إجازتى»، إلا أن كل ذلك لم يكن إلا محاولات خداعية من الكرملين وثبت أن التقارير الاستخباراتية الأمريكية كانت صحيحة تماما!
أشق طريقي في محطة قطارات فيينا لأجد رحلة بودابست. أمر بمحل لبيع الصحف، تلفتني الواجهة التي تعرض كل جرائد اليوم. كل ما عليها يحمل صور الحرب في أوكرانيا.
منذ تفاقم الأزمة الروسية ـ الأوكرانية، كان اللافت للإنتباه عدم ذهاب وسائل الإعلام الروسية، إلى حدة الشعارات وغلو الإنفعالات، وعلى الرغم من ان المواقف السياسية والتحليلات الغربية، وبالتحديد الأميركية والبريطانية، راحت تحدّد تواريخ صارمة لإنطلاق "الغزو الروسي" لأوكرانيا، فإن غالبية مقالات الرأي الروسية، كانت تنحو نحو استبعاد الحرب ونفي إمكانية وقوعها.