بحقائق القوة ومتغيرات العصور لم يعد ممكنا إعادة إنتاج النظام العالمي المتهالك. لا الولايات المتحدة القوة العظمى المهيمنة ولا روسيا وريثة الاتحاد السوفييتي القوة العظمى الثانية على ما كانت عليه الأحوال بعد الحرب العالمية الثانية.
بحقائق القوة ومتغيرات العصور لم يعد ممكنا إعادة إنتاج النظام العالمي المتهالك. لا الولايات المتحدة القوة العظمى المهيمنة ولا روسيا وريثة الاتحاد السوفييتي القوة العظمى الثانية على ما كانت عليه الأحوال بعد الحرب العالمية الثانية.
مع شعار "أمريكا عادت" طار الرئيس جوزيف بايدين إلى أوروبا. حمل في حقائب سفره حلماً، أو وهماً كبيراً صنعه هو وأعوانه الأصغر سناً خلال الحملة الانتخابية. وصل وفي ذهنه وأذهانهم أنهم ومن خلال سلسلة قمم متتالية سوف يقنعون الحلفاء من قادة دول الغرب أن أمريكا التي هم في انتظار عودتها عادت.
بدأت زيارة الرئيس الأمريكى جو بايدن إلى الخارج فى أوروبا للتأكيد على أولوية استنهاض الحلف الغربى والبعض يقول إعادة إحياء هذا الحلف وضخ دماء جديدة فيه بعد أن ساهمت سياسات الرئيس الأمريكى السابق فى تهميشه.
برغم الأجواء الإيجابية التي أشاعها المفاوضون خلال الأيام الماضية، لإنعاش محادثات فيينا النووية غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، إلا أن المناخات الفعلية تشي بإنتكاسة ما أصابت المسار التفاوضي إلى حد القول إن الجولة الخامسة "كانت جولة رفع عتب".
"معاهدة السماوات المفتوحة" التي كانت تهدف لبناء الثقة بين روسيا والغرب من خلال السماح بإجراء رحلات استطلاع غير مسلحة فوق أراضي كل دولة موقعة على المعاهدة، صارت في مهب الريح بعد انسحاب واشنطن منها، الامر الذي استوجب انسحاباً روسياً مماثلاً.
بدا الصدام علنياً ومحتدماً بين سطوة رأس المال وقوة الرأي العام فى أزمة رياضية رسائلها السياسية ماثلة.
أقفل المجتمعون في فيينا عائدين إلى بلدانهم. انتهت ما يمكن وصفها بالجولة الأولى من محادثات استعادة المبادرة للاتفاق النووي.
دخلت الولايات المتحدة الأميركية، منذ فترة ليست بالقصيرة، مرحلة انحدار سبق أن تحدث عنها كتّاب ومفكرون كثيرون، ومنهم المؤرخ بول كينيدي، وبدا الأمر جلياً خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة وما حدث بعد ظهور النتائج التي أسفرت عن خسارة الرئيس السابق دونالد ترامب، وخصوصاً اقتحام مؤيديه مبنى الكابيتول هيل، رمز الديمقراطية الأميركية.
عبر تاريخ مصر الحديث كان ــ ولا يزال ــ هناك جدل حول مدى ارتباط السياسة الداخلية المصرية بالقوى الكبرى والسياسة الدولية. فمصر منذ تحديث محمد على باشا كانت دائما محط أنظار القوى الأوروبية، وبعد مشروع قناة السويس، ازداد الارتباط المصرى بالقوى العظمى وبقدر ما كان لهذا من إيجابيات، كان له العديد من السلبيات أيضا!
أما وقد إنقلبت المعادلة، وباتت إيران على مسافة أيام لا بل ساعات، من الخروج من الإتفاق النووي، سارعت إدارة جو بايدن إلى إطلاق دفعة من حسن النيات حيال طهران ولم تمانع بإحياء صيغة "1+5"، بينما بدت أوروبا أكثر تهيباً لفكرة استنفاد الزمن من دون تقديم الإسعافات الضرورية لإنقاذ الاتفاق من "موت معلن"، إذا ما مضت إيران في التحلل التدريجي من مندرجاته. فمن يستطيع أن يتحمل نموذجاً كورياً شمالياً في قلب الشرق الاوسط؟