الحرب في أوكرانيا، استعادة لتاريخ مخضب بالقتل والدم والدمار. الحرب لا تموت، بل تُمِيت. دائماً تحضر الأسباب وتُستدعى لإشعال الفتيل وممارسة القتل، بكل ما ملكت الأيدي، في هذا المعسكر أو ذاك.
الحرب في أوكرانيا، استعادة لتاريخ مخضب بالقتل والدم والدمار. الحرب لا تموت، بل تُمِيت. دائماً تحضر الأسباب وتُستدعى لإشعال الفتيل وممارسة القتل، بكل ما ملكت الأيدي، في هذا المعسكر أو ذاك.
بعد أن تتوقف الحرب فى أوكرانيا وتسوى بالتفاوض الأسباب التى أفضت إليها فإن التغطيات الغربية التى صاحبتها سوف ينظر إليها كـ«صفحة سوداء» فى تاريخ الإعلام الغربى.
إن تحقيق الهيمنة يُعتبر الهدف النهائي للدول الكبرى لمجرّد بلوغها مرتبة القوّة العظمى، لكونه أفضل ضمانة للبقاء. غير أنّ تحقيق هذا الهدف، وكذلك الحفاظ عليه، هما أمران في غاية الصعوبة. ولذلك فإنّ أفضل نتيجة يمكن أن تطمح إليها الدولة الكبرى، هي أن تصبح مهيمناً إقليميّاً، الأمر الذي يعني سيطرتها على المجال الجغرافي الخاص بها أو مجالها الحيوي.
بعد إنقضاء شهر على الحرب الروسية الضارية، أصبح مستقبل أوكرانيا مجهولاً وتقسيمها وارداً. أما مستقبل روسيا نفسها فيُحدده قدرتُها على تحديد أهداف قابلة للقياس والترجمة على أرض الواقع.
فى آب/أغسطس من عام ١٩٦٨ نفذت القوات السوفيتية واحدة من أكبر عملياتها العسكرية بعد الحرب العالمية الثانية حينما قامت قوات من حلف وارسو بقيادة سوفيتية باجتياح حدود دولة تشيكوسلوفاكيا والقبض على عدد من قيادات الحزب الشيوعى فى البلاد وخطف آخرين وإجبارهم على توقيع اتفاقيات تضمن السيادة السوفيتية على قيادات الحزب.
الحرب الروسية الأوكرانية هي أخطر حرب ذات طابع جيوسياسي عالمي منذ الحرب العالمية الثانية وقد تقود إلى عواقب عالمية أكثر خطورة من تلك التي تركتها العملية الإرهابية التي وقعت في 11 ايلول/ سبتمبر 2001.
يُهدّد طول الحرب الأوكرانية وغياب أفق الحل السلمي، بمحوٍ متزايدٍ للخط الفاصل دون تطورها إلى مواجهة مباشرة بين روسيا من جهة والولايات المتحدة وحلفائها من جهة ثانية، برغم تهيب الجميع الإنزلاق إلى هاوية تقود إلى حرب عالمية ثالثة بين قوى مسلحة نووياً هذه المرة. إنه سيناريو "يوم القيامة" بإمتياز.
منذ تسلمه السلطة في تركيا، وهو يبحث عن المكانة الدولية. قام رجب طيب أردوغان بكل ما يمكن القيام به خلال سنوات حكمه الطويلة: تنمية محلية، تعزيز شبكة علاقات بلاده إقليمياً ودولياً، تقديم مساعدات خارجية بالمليارات، تدخلات في دول عدة، حملات إعلامية ودبلوماسية كثيرة.. لكن ذلك كله وغيره لم يُثمر ما يريده رجل تركيا القوي، وهو نقل بلاده من دولة هامشية معنية بداخلها وشؤون إقليمها حصراً، إلى دولة ذات مكانة إقليمية ودولية.
تغيّر العالم منذ ما يزيد على الثلاثين عاماً، وما زالت الأحزاب اليسارية والقومية والشيوعية في الأردن تُردّد أناشيدها وشعاراتها التي ورثتها عن الآباء. وكما مرّ قطار التجدد على الرفاق في كل العالم، مرّ من جانبها ولم تره أو تتنبه إليه. تشي مرحلة ما بعد الأزمة الأوكرانية بأن عليها أن تنهض وتبدأ العمل.
من غير الواضح إذا كانت الحرب الدائرة في أوكرانيا، ستفضي إلى تشكيل نظام دولي جديد، وليس واضحاً إذا كان العالم سيعود إلى مرحلة ما قبل الحرب الروسية ـ الأوكرانية، ولكن من المرجح ألا تعود العلاقة بين روسيا والغرب إلى سابق عهدها، فالشرخ وقع، وجدار الإرتياب والظنون ارتفع