فات "الامبراطورية" أن “ثقافة الإلغاء” هي سلاح ذو حدين. ثقتها المبالغ بها بقدرة ممحاتها على مسح أي شيء عن خريطة العالم الجيوسياسية بجرة يد، تبدو ثقة مضلَلة محتجزة داخل فقاعة.
فات "الامبراطورية" أن “ثقافة الإلغاء” هي سلاح ذو حدين. ثقتها المبالغ بها بقدرة ممحاتها على مسح أي شيء عن خريطة العالم الجيوسياسية بجرة يد، تبدو ثقة مضلَلة محتجزة داخل فقاعة.
في السرديات الغربية أن الفضل في إسقاط الإتحاد السوفياتي يُعزى إلى الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان، لأنه هو من وصف الإتحاد بـ"إمبراطورية الشر" وأطلق "حرب النجوم" ليكسر قاعدة "الردع النووي المتبادل" وزوّد "المجاهدين" الأفغان بصواريخ "ستينغر" التي أحدثت فارقاً في الحرب، وجعلت موسكو تفكر في الإنسحاب، ومن ثم حصل الإنهيار.
تعد الأزمة التي تشهدها العلاقات الدولية الراهنة، الناجمة عن الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا من الأزمات النوعية ذات الطبيعة المركبة، الأكثر خطورة في تاريخ العلاقات الدولية المعاصرة، وهي الأعمق منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وحتى اللحظة الراهنة، وإن كانت شبيهة في بعض أوجهها وجوانبها، من تلك الأزمة التي نشبت جراء قيام الروس بنشر الصواريخ الروسية في خليج الخنازير.
لم تشمل العقوبات الأميركية والأوروبية تحديداً مدفوعات الطاقة الروسية وصادراتها من المعادن للغرب. الولايات المتحدة وحدها فقط حظّرت استيراد الغاز والنفط الروسي. علماً أنها لا تستخدم الغاز الروسي، و7% فقط من حاجتها من الزيوت تستورده من روسيا.
مع نهاية الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفياتي وحلف "وارسو"، كان منتظراً أن تطوى صفحة حلف "الناتو"؛ وربما كان ينبغي أن ينهار، بزوال سبب وجوده. لكن "الناتو" لم يستمر فحسب، بل سعى بكل قوته من أجل توسيع قاعدة العضوية ولا سيما بإتجاه الجمهوريات السوفياتية السابقة. فاي مصير ينتظر هذا "الحلف" بعد أن أصبح اليوم "فاقداً للمصداقية"؟ هذا ما يناقشه الكاتب ستيفن بريان في موقع "آسيا تايمز".
ما هو الدّافع الذي يقود هذه الدولة أو تلك من أجل الإنحياز إلى قوّة أو جبهة عالميّة مقابل أخرى؟ إذا إبتعد الجواب عن السرديّة الطوباويّة والأخلاقية المُدّعاة، يمكن التوقف عند عنصرين حاسمين ومؤثرين: ميزان القوى وتشابك المصالح.
بعد عدة أشهر، يبلغ الرئيس الروسى فلاديمير بوتين السبعين من العمر، وخلال سنوات عمره السبعين قضى بوتين عشرين عاماً منها رئيساً للدولة الروسية.
سوف ينتصر فلاديمير بوتين في حربه ضد أوكرانيا ثم يخسر نتائجها. ربح نابليون حروب أوروبا وخسر نتائجها. ربح هتلر وخسر النتائج. نابليون رضي بالنفي. هتلر انتحر. بوتين لا ندري.
لا شك أن ولي العهد السعودي يُدين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه كان الوحيد من بين قادة العالم قرّر مصافحته بحرارة خلال قمة دول العشرين في الأرجنتين في نهاية كانون الأول/ ديسمبر 2018، في حين تجنبه بقية الزعماء، وأولهم صديقه الرئيس دونالد ترامب، وكان ذلك بعد نحو شهرين من اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول على يد فرقة إغتيال سعودية.