سنح المشهد السوري بأحداثه المتشعبة التي تفاعلت بقوة في الآونة الأخيرة وخصوصاً الاقتتال في دير الزور واحتجاجات السويداء، لأبي محمد الجولاني زعيم "هيئة تحرير الشام" والذي يُفضّل لقب "قائد المحرَّر" بفرصتين ذهبيتين سارع إلى اقتناصهما والإستثمار فيهما.
سنح المشهد السوري بأحداثه المتشعبة التي تفاعلت بقوة في الآونة الأخيرة وخصوصاً الاقتتال في دير الزور واحتجاجات السويداء، لأبي محمد الجولاني زعيم "هيئة تحرير الشام" والذي يُفضّل لقب "قائد المحرَّر" بفرصتين ذهبيتين سارع إلى اقتناصهما والإستثمار فيهما.
إلغاء دعم السلع الأساسيّة، خاصّة الوقود والخبز، كان ولا يزال، مطلبٌ رئيسيّ لصندوق النقد الدولي في جميع البلدان النامية عندما تتعثّر في ميزانيّاتها العامّة. وبالوقت نفسه تتمسّك حكومات كثيرة بهذا الدعم لتفادي رفع الأجور والانزلاق نحو دوّامة تضخّميّة. هذا مع العلم أنّ كلفة هذا الدعم كبيرة على الدولة وأنّ الأثرياء يستفيدون منه أكثر من الطبقات الفقيرة، فما بالنا عندما تكون الحدود مفتوحة للتهريب إلى الدول المجاورة؟
تكمن أهمية الإتفاق بين الولايات المتحدة وإيران لتبادل السجناء والإفراج عن ودائع إيرانية مُجمدة في كوريا الجنوبية والعراق، في كونه مقدمة لما بعده، وتبقى العين على التوصل إلى تفاهم نووي محتمل في مقابل تخفيف بعض العقوبات الأميركية وخفض التصعيد في الشرق الأوسط.
عادة ما يحتفي السوريون بتنوعهم، وبـ«فسيفساء سوريا العظيمة»، من دون أن يخوضوا في تفاصيلها، لكأنها فسيفساء خطيرة! لا أحد يتحدث عن مكونات هذا التنوع، ولا أحد يجيب عن معنى الفسيفساء. هي فسيفساء خبيئة، خطيرة، وربما في ذهن بعضهم خبيثة!
لعل أول ما طالته الحرب في سوريا هو الهوية، وكانت الهوية أول أداة من أدوات الحرب، ومن المحتمل أن تكون آخر ما يمكن بناؤه أو إعادة بنائه. وقد تكون الحرب نفسها - في جانب منها - نتيجة لـ"أزمة الهوية"، وإلا كيف يمكن تفسير انخراط السوريين فيها ووجودهم على جانبيها، بكيفية فاقت كل التوقعات؟
لا يختلف إثنان على أننا على مشارف تقاطعات جديدة/قديمة في الشرق الأوسط وربما العالم. ولا يختلف إثنان على أن السعودية بموقعها الجغرافي ورمزيتها الدينية ومكانتها النفطية تُعد ركناً أساسياً في المنطقة. ثمة مملكة قديمة بفكرها وسياساتها واقتصادها قد انتهت. وثمة مملكة جديدة تقوم من شأنها أن تُدشّن مرحلة جديدة في العلاقات الإقليمية كما في النظام العربي.
كان لبنان ولا يزال بصيغته الطائفيّة السياسيّة، شديد التأثّر بالمعادلة العربيّة والإقليميّة من حوله، بحيث أن كل تبدّل في ميزان القوى الداخلي يكون مرتبطاً بتحوّل موازٍ في ميزان القوى الإقليمي الشامل، خصوصاً عندما يتبدى هذا التحوّل بمقياس التوافق السعودي - الإيراني والتطبيع العربي مع دمشق مؤخراً.
على وقع أحداث روسيا، وربمّا السودان أيضاً ودولٍ أخرى حول العالم، عاد الحديث عمّا تعنيه الدولة وجيشها من حيث احتكار العنف الشرعي. والحديث عن مصير ميليشيات خاصّة أو قوى محليّة ظهرت بدعمٍ محليّ أو خارجيّ تحاول في مرحلةٍ ما الانقضاض على السلطة المركزيّة أو خلق كيانٍ انفصاليّ.
تعود قضية اللاجئين السوريين بقوة إلى واجهة الأحداث فى لبنان لجملة من الأسباب أبرزها الوضع الاقتصادى الكارثى الذى يعيشه لبنان، والانسداد الحاصل أمام احتمال الخروج من النفق.
شكّلت عودة اللاجئات واللاجئين السوريين إلى بلادهم، أو بالأحرى إعادتهم إليها، محورا أساسيا فى التجاذبات السياسيّة خلال الانتخابات التركيّة الأخيرة. وتُشكّل تلك العودة دوما محورا للمهاترات فى لبنان بغية صرف النظر عن الأزمة المالية وأسبابها وسبل حلّها. وليست المسألة بعيدة عمّا يجرى فى أوروبا، خاصّة مع توجّه الرأى العام يمينا فى ظلّ الصراع فى أوكرانيا وتداعياته الاقتصاديّة وإسقاط ذلك على مسئوليّة استقبال اللاجئين واللاجئات. ولا شكّ أن تصاعد المطالبات بإعادتهم سيُلقى بثقله على التحّركات السياسيّة الإقليميّة والدوليّة منذ استعادة سوريا مقعدها فى الجامعة العربيّة أو فيما يخصّ المساعدات الدوليّة، ومنها مؤتمر بروكسِل القادم.