لم يعد السؤال هل فعلاً إنقلب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؟ إنما السؤال عن الحدود التي يمكن أن يذهب إليها هذا الإنقلاب، والتفتيش عن الأسباب التي دفعت إلى الإستدارة التركية نحو الغرب.
لم يعد السؤال هل فعلاً إنقلب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؟ إنما السؤال عن الحدود التي يمكن أن يذهب إليها هذا الإنقلاب، والتفتيش عن الأسباب التي دفعت إلى الإستدارة التركية نحو الغرب.
أما وقد اقتنص منصب الرئيس الثالث عشر للجمهورية التركية، وانتزع أغلبية، غير حاسمة، فى برلمانها الثامن والعشرين؛ ينحو الرئيس التركى رجب طيب إردوغان باتجاه الهبوط بخطابه الرسمى من فضاء الدعاية الانتخابية، إلى ميدان السياسة الواقعية. بحيث يغدو إلى رؤيته الاستراتيجية أقرب، ومع انحيازاته الإيديولوجية أكثر تناغما.
قبل مئة عام أسّس مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية التركية العلمانية الحديثة. في هذا اليوم، يطمح الرئيس رجب طيب إردوغان إلى تأسيسٍ ثانٍ لتركيا في حال فوزه في الإنتخابات المفصلية التي تشهدها بلاده اليوم (الأحد).
يتوجه الأتراك، اليوم، إلى صناديق الإقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد وبرلمان، وسط توقعات في أن ينجح الرئيس رجب طيب أردوغان على الأقل في فرض "جولة إعادة"، وأن ينال حزبه "العدالة والتنمية" وحلفاؤه الأغلبية في البرلمان. ويشرح سونر كاجابتاي(*) كيف أن النفوذ الواسع على وسائل الإعلام، وقانون توزيع مقاعد البرلمان، والأصدقاء الأقوياء؛ مثل السعودي والروسي؛ يمكن أن يساعد أردوغان في الفوز باصعب انتخابات له.
هناك مثل شعبي تركي يقول: "ليس المهم خديجة، بل المهم النتيجة". بهذا المعنى ليس مهمًا أن تشهد تركيا غداً (الأحد) أهم انتخابات رئاسية وبرلمانية في العقود الأخيرة. الأهم ما ستسفر عنه من نتائج إما تعيد رجب طيب إردوغان إلى الحكم أو تحيله وحزب العدالة والتنمية إلى صفحات التاريخ التركي.. ولطالما كانت حافلة بالشخصيات والأحداث!
قُبيل أيام قليلة من موعد الإنتخابات التركية، فتح رجب طيب إردوغان خزائن الدولة لمصلحته الشخصية. وعند الرئيس التركي، كل الأسلحة مُبرّرة عندما يكون مصيره في السلطة على المحك.
يواجه الرئيس التركي أزمة حقيقية بعد العارض الصحي الذي تعرض له. اقترب جداً موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، فيما يبدو رجب طيب إردوغان بحالة صحية، شعبية وسياسية، مُقلقة.
في الساعات الأولى من يوم 6 شباط/فبراير، وبينما كان الناس نياماً، وقع أحد أكبر الزلازل منذ القرن الماضي في نقطة قريبة من الحدود التركية - السورية. كانت قوة هذا الزلزال على خط صدع البحر الميت 7.8 درجات. بعد تسع ساعات، وقع زلزالٌ ثانٍ بقوة 7.7 درجات، ولكن هذه المرة على خط صدع شرق الأناضول.
يتصرف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وكأن سوريا هي حبل النجاة له. الإنفتاح على دمشق وليد مصلحة أكثر منه نتيجة ضغوط روسية، أو مناورة يراد منها إرغام الولايات المتحدة على تغيير سياستها حيال أكراد سوريا.
لم تمضِ بضعة أيام على انتهاء قمة طهران الثلاثية، التي ظهر فيها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على الإعلام متجهّم الوجه، حتى خرج وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بتصريح إستبق فيه قمة سوتشي التي ستُعقد في 5 آب/أغسطس بين الرئيسين الروسي والتركي، وفيه تأكيد على وضع الملف السوري على طاولة المباحثات بينهما كأولوية، واعتراف بالنظام السياسي في دمشق، بإبداء استعداد تركيا لتقديم المساعدة له في القضاء على التنظيم الإرهابي في شمال شرق سوريا، بحسب زعم جاويش أوغلو، فأين سوريا من كل ما يجري؟