مع اعلان الرئيسين الروسي و التركي عن توصلهما الى إتفاق تاريخي حول سوريا بعد قمة جمعتهما في مدينة سوتشي الروسية، تتجه الأنظار الى آليات تنفيذ مذكرة التفاهم التي تم التوصل اليها.
مع اعلان الرئيسين الروسي و التركي عن توصلهما الى إتفاق تاريخي حول سوريا بعد قمة جمعتهما في مدينة سوتشي الروسية، تتجه الأنظار الى آليات تنفيذ مذكرة التفاهم التي تم التوصل اليها.
مع تحرك الجيش السوري بإتجاه بعض مناطق الشمال السوري، باتت الأزمة السورية أمام مشهد يزداد تعقيدا وتتداخل في ميدانه أعلام وقوى وجيوش، لكنه مشهد قد يفضي تدريجياً إلى وضع الأزمة السورية على مسار التسوية، بما يتطابق مع خطط روسيا وطموحاتها.
مع انطلاق أولى المقاتلات التركية في مهمة التمهيد الناري للعملية العسكرية التي اسماها رجب طيب اردوغان "نبع السلام"، تكون منطقة شمال سوريا قد دخلت منعطفاً جديدة في بقعة شديدة الحساسية، حيث تتقاطع أجندات إقليمية ودولية متناقضة، ما ينذر بتعقيدات جديدة في المشهد السوري.
بإعلان تركيا عن اكتمال الاستعدادات للعملية العسكرية في شمال سوريا، غداة حصولها على ضوء أخضر أميركي، تتأكد مجدداً حقيقة أن منطقة شرق الفرات ستكون الميدان الأخير لتحديد المشهد الإقليمي والدولي، ففيها تتداخل العوامل الأميركية والروسية والتركية والإيرانية، وقد أضيف إليها أخيراً العامل الإسرائيلي، ما يرفع مستوى المخاطر على وجود الدولة السورية، وينذر بتصعيد في المواجهة الإقليمية والدولية على الأرض السورية.
منذ مطلع القرن الماضي، يسعى الأكراد، ليس في الشرق الأوسط وحسب بل في العالم بأسره من أجل قيام دولة كردية، أسوة بدول كثيرة في العالم نشأت على أساس قومي، ولكن الوهم الذي تعاظم غداة ما يسمى "الربيع العربي" سرعان ما تهاوى لأسباب دولية وإقليمية.
قبل أيام، أعلن رجب طيب أردوغان أن الهجوم على شمال سوريا قد يبدأ في أيّ وقت. يرى الرئيس التركي أن الفرصة قد تكون مؤاتية لتحقيق هدف من عمر الصراع في سوريا، وهو إقامة "منطقة آمنة" في الشمال السوري، للقضاء على الخطر الذي يمثله أكراد سوريا على الأمن القومي التركي. ومع ذلك، فإنّ إعلان أردوغان يبقى موضع شكوك، خصوصاً في غياب الضوء الأخضر الأميركي لتوغل القوات التركية في شمال سوريا، والطبيعة المعقد للعلاقات بين تركيا ولاعبين آخرين على الساحة السورية، ابرزهم روسيا، فضلاً عن المخاطر الداخلية التي يمكن أن تتهدد النظام التركي المحاصر بالضغوط الاقتصادية، وأزمة اللاجئين، والمعارضة المتربصة لأيّ خطأ. في هذه المقابلة، يرصد الخبير الروسي دنيس كوركودينوف العوامل الدافعة والكابحة للهجوم التركي المحتمل، والتداعيات المترتبة عليه.
"لا يمكن للولايات المتحدة تجنّب الصراع في سوريا أو تجاهله... منذ بداية الأعمال القتالية، ثبتَ أن التقليل من الانخراط الأميركي في الحرب يتناقض مع هدف حماية مصالح الأمن القومي الأميركي، وهكذا ستبقى الحال في المستقبل المنظور". هذا ما خلصَ إليه التقرير الأخير لـ"مجموعة الدراسات حول سوريا"، التي شكّلها الكونغرس الأميركي بهدف تقديم توصيات بشأن الاستراتيجية العسكرية والدبلوماسية للولايات المتحدة في ما يتعلق بالصراع في سوريا، وهي مجموعة عمل ثنائية الحزبية، تتألف من 12 مشاركاً معيّنين من الكونغرس.
تدخل الأزمة السورية في مرحلة جديدة من التعقيد السياسي والميداني، فيما تحاول القوى الدولية والاقليمية تثبيت مواقعها وترتيب أولوياتها للحفاظ على الحد الأقصى من المكتسبات بانتظار حل سياسي يبدو أنه يقترب مع الاشارات الواضحة التي توحي بإعطاء ضوء أخضر للمواجهة العسكرية المباشرة بين الجيش السوري والمجموعات المسلحة في آخر معاقلها في ادلب.