"الثورة ليست حفل عشاء"، كما يقول ماو تسي تونغ، وتالياً “لا ينبغي اعتبار النكسات بمثابة فشل بقدر ما هي بداية خاطئة”. ما نشهده في العديد من الساحات العربية يشي بأن شرارة "الموجة الثالثة" عندما تندلع مجدداً ستسري كالنار في الهشيم العربي.
"الثورة ليست حفل عشاء"، كما يقول ماو تسي تونغ، وتالياً “لا ينبغي اعتبار النكسات بمثابة فشل بقدر ما هي بداية خاطئة”. ما نشهده في العديد من الساحات العربية يشي بأن شرارة "الموجة الثالثة" عندما تندلع مجدداً ستسري كالنار في الهشيم العربي.
بعد 11 عاماً من ثورة الياسمين في تونس، التي أطلقت شرارة الربيع العربي، تُشير ممارسات الرئيس قيس سعيّد السلطوية والإستبدادية المتزايدة إلى أن العملية الديموقراطية في البلاد لن تكتمل، وأن التجربة التونسية قد تصبح من غياهب التاريخ، بحسب تقرير نشرته "ميدل إيست آي" للكاتب حاتم نافتي (*).
ها هو "الربيع العربي" يطوي عيده العاشر. الشرارة بدأت من تونس. بلد البوعزيزي وبلد الحاكم الذي كره الغرب سقوطه.
إنه موعد الذكرى السنوية العاشرة للربيع العربي. سلسلة من الثورات جعلت المنطقة أقل أماناً. الحروب في سوريا وليبيا واليمن. صعود "داعش". الهجرة. ذلك وغيره إرتبط بأحداث العام 2011. الآن هناك امكانية لتكرار ما حدث مجدداً، وهذا الأمر ليس مرتبطاً بمكائد وكالة الاستخبارات المركزية، وإنما بالقمح الروسي. كيف؟
بإحساس فنان يستشرف ما هو غامض في الأفق لم يكن المخرج الراحل «يوسف شاهين» مقتنعا فى حزيران/يونيو (2005) قبل انفجار عواصف ما أطلق عليه «الربيع العربى» أننا سوف نصل إلى عام (2011) على الطريقة التى يفكرون بها ويخططون على أساسها لنقل السلطة بالتوريث من الأب إلى النجل الأصغر.
قبل نحو عشر سنوات، كان بائع الخضار التونسي المتجوِّل محمد البوعزيزي يسوق عربته في أحد شوارع مدينة سيدي بوزيد. فاعترضت سبيله شرطيّة وصرخت به بالفرنسيّة:"Dégage" (إرحل). بحجّة أنّ البيْع ممنوع للباعة المتجوّلين في ذاك المكان حيث كان يقف. ولمّا حاول البوعزيزي ثنيها عن مصادرة عربته وبضاعته، دفعته وصفعته أمام الناس.
بقي لبنان، بنظامه الطوائفي، خارج مسار حركة التغيير التي تجتاح الأرض العربية على امتداد أقطارها في المشرق والمغرب، بدءاً من تونس البو عزيزي، فإلى قاهرة ميدان التحرير الذي فاض بالملايين من المصريين، وصولاً الى ليبيا التي استعاد شعبها وعيه فأنهى دكتاتورية - القائد الإله - ممثلاً بمعمر القذافي، فإلى الجزائر التي ضربها الشلل والفقر مع رئيسها العاجز عن الوقوف لإصابته بالشلل، وصولاً الى السودان والدكتاتور ذي الأوسمة وعصا التخويف: الماريشال حسن البشير.