كعادته، أطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ليرسم بسيفه الحدّ بين الجدّ واللعب.. ولعل الإسرائيلي يُدرك أكثر من غيره مضامين "الرسائل" و"جديتها" و"حدودها" وله في الوقائع، قريبها وبعيدها، ما يفيد.
كعادته، أطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ليرسم بسيفه الحدّ بين الجدّ واللعب.. ولعل الإسرائيلي يُدرك أكثر من غيره مضامين "الرسائل" و"جديتها" و"حدودها" وله في الوقائع، قريبها وبعيدها، ما يفيد.
دائماً، يصل لبنان متأخراً إلى الإستحقاقات التي يُفترض أن تشكل تهديداً لأمنه القومي، سياسياً وأمنياً وإقتصادياً، وهذا الأمر يسري على كيفية تعامل كل الطبقة السياسية اللبنانية من دون إستثناء مع ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.
لم يحظَ ملف ترسيم الحدود البحرية بأي إجماع وطني منذ عقد ونصف من الزمن. كل طائفة ومرجعية لبنانية تُغني على موالها. ما جرى غداة الزيارة الأخيرة للموفد الأميركي عاموس هوكستين يشي بـ"قطبة مخفية" جوهرها عدم وضع هذا الملف "على نار حامية"، كما كان يأمل كثيرون محلياً.
تتوالى فصولاً الإلتباسات المرتبطة بترسيم الحدود الجنوبية بين لبنان وفلسطين المحتلة، وهي تثبت أن لبنان يحصد نتائج مسار تراكمي طويل، إما تم تثبيته بسوء الإدارة أو بنية المؤامرة.. وصولاً الى ما نشهده من تخبط وإرتباك وضياع حالياً.
لولا إسرائيل، وجوداً وجيشاً ومشروعاً وغازاً وأطماعاً، لكان لبنان محذوفاً من أدنى سلم الإهتمام الأميركي والروسي والصيني و"الشرقي" و"الغربي" وما بينهما. هكذا إستنتاج قد يبدو مُتسرعاً بالنسبة إلى البعض لكن مهمة الوسيط الأميركي عاموس هوكستين الأخيرة تشي بأن إستنتاجاً من هذا النوع حتماً في محله. لماذا؟
غداة عودة وزير الطاقة اللبناني وليد فياض من زيارته الفرنسية في 12 كانون الاول/ديسمبر 2021، إستخلص من إجتمع به في بيروت أنه سمع في باريس كلاماً واضحاً من شركة "توتال" الفرنسية بأن لا تنقيب في البحر اللبناني ولا عقود تراخيص جديدة قبل الحسم النهائي لملف ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل.
مع وصول الوسيط الاميركي القديم – الجديد أموس هوكستاين الى لبنان، تعود عجلة المفاوضات غير المباشرة من اجل ترسيم الحدود البحرية الجنوبية الى الدوران من جديد، وفق مسار يفترض أن يفضي إلى إعتماد آلية تفاوضية جديدة وخط جديد.. في حال نجاح الزيارة.
عندما تتعمّد اسرائيل الاعلان عن العقد الموقع بينها وبين شركة "هاليبرتون" الأميركية (Halliburton) للتنقيب عن الغاز والنفط في المنطقة الحدودية البحرية المتنازع عليها مع لبنان، فان التفسيرات حول الأهداف والمغازي، تتركّز حول حدي الاستفزاز في التوقيت الصعب او الاستدعاء للعودة الى طاولة الناقورة التفاوضية.
في إطلالته التلفزيونية الأخيرة، أعطى جبران باسيل إشارة واضحة إلى أن لا حكومة جديدة في المدى المنظور. تطرق إلى قضايا عديدة، لا بأس بتشريحها لأهمية الخطاب ومضامينه. البداية من الحدود البحرية.
أمرُ محزن جدّا أن نرى اللبنانيين منقسمين حول كل شيء بسبب أنانية بعض السياسيين الذين لم يعتادوا الترفّع إلى المستوى الوطني ويحاولون استغلال كل موضوع لتحقيق مكاسب سياسية شخصية حتى ولو أدى ذلك إلى خسارة حقوقنا الوطنية.