"السفير" Archives - Page 2 of 6 - 180Post

منير.jpg

"السفير" لم تكن صحيفة عادية. كانت في قلب لبنان وفي قلب بيروت وفي قلب العرب. عندما أوقف طلال سلمان دقات قلبها في نهاية ٢٠١٦، "لكي تموت كالشجرة وهي واقفة"، مثلما قال عندما أبلغ أسرة الصحيفة قراره الصعب، إرتضى لنفسه هجرة أكبر، هجرة الروح والعقل عن عالمه الصغير والواسع، وترك الجسد لهجرة أخيرة إلى العالم الآخر بعد سبع سنوات.

98-1.jpg

انتماء الأستاذ طلال سلمان للعروبة كان ثابتاً بالرغم من كل التحديات. وما أكثر التحديات التي تعرّض لها في حياته. كأنه اتخذ من مقولة الفيلسوف الإنجليزي أرنولد تويمبي "الحياة تحدٍ.. واستجابة للتحدي" مذهباً له.

20201217_194857-1280x725.jpg

"السفير" جريدة لبنان في الوطن العربي وجريدة الوطن العربي في لبنان. عبارة لم تفارق هذه الصحيفة العربية طوال مسيرتها التي إمتدت من 1974 تاريخ إنطلاقتها وحتى 2016، تاريخ توقفها. 42 عاماً كانت هذه الجريدة في صلب تكون وعي أجيال عربية، ومنها جيلنا في المغرب العربي.

سلايدر-7.jpg

توطدت علاقتي بـ“السفير” بفضل طلال سلمان وافتتاحيته الشهيرة "على الطريق" ومضمونها النقدي للقضايا العربية. كنت أشعر بأنها تنسجم فعلاً مع شعار "صوت الذين لا صوت لهم". كان طلال سلمان يكتب بسمفونية صحافية لا مثيل لها. أعجبني كثيراً شعار الجريدة؛ كان يُعبّر عنا كجيل شبابي في العراق وباقي الدول العربية، نحن الذين كنا نُشعر "أن لا صوت لنا"!

فيصليلات.jpg

أحاول في هذا النص أن أستعيد شيئاً من سيرة علاقتي برئيس تحرير صحيفة "السفير" الأستاذ طلال سلمان طوال خمسة عقود، ولا سيما تلك اللمعة الذكية التي تجعل "أبو أحمد" يجتذب المواهب والقضايا والأفكار، بلغة مهنية إحترافية ممزوجة بالموقف الجريء.

67-1536x1165-1.jpg

ليت (أسماء) تعرف أن أباها صعد/ لم يمت/ هل يموت الذي كان يحيا/ كأن الحياة أبد/ وكأن الشراب نفد/ وكأن البنات الجميلات يمشين فوق الزبد/ عاش منتصباً، بينما ينحني القلب يبحث عما فقد (أمل دنقل).

فؤاد-بطرس.jpg

يكاد يكون من المستحيل أن يُكتب عن الربع الأخير من القرن العشرين والعقدين الأولين من القرن الواحد والعشرين من دون أن تكون صحيفة "السفير" مرجعاً في طليعة المراجع التي رافقت بمهنية رفيعة وقائع وأحداث أربعة عقود من تاريخ لبنان والعرب والعالم.