
في صلب التحولات الاستراتيجية التي تحيط بالنظام العالمي والتوازنات الدولية، أتت قمة منظمة شنغهاي للتعاون الأخيرة في مدينة سمرقند الأوزبكية، لتؤكد على توجه روسيا والصين نحو جعل النظام الدولي متعدد الأقطاب.
في صلب التحولات الاستراتيجية التي تحيط بالنظام العالمي والتوازنات الدولية، أتت قمة منظمة شنغهاي للتعاون الأخيرة في مدينة سمرقند الأوزبكية، لتؤكد على توجه روسيا والصين نحو جعل النظام الدولي متعدد الأقطاب.
وفي الشهر السابع، دخلت الحرب الروسية-الأوكرانية في نطاقها العالمي فعلاً. أضحت مواجهة صريحة بين روسيا والغرب. ما كان يتجنبه فلاديمير بوتين منذ بداية الهجوم على أوكرانيا، وجد أنه لا مفر منه، وهو إعلان التعبئة العامة الجزئية والبدء بإجراءات ضم مناطق لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا وجعلها في وضع مماثل لشبه جزيرة القرم، أي تحت المظلة النووية الروسية، والتلويح علناً بإحتمال إستخدام أسلحة غير تقليدية. إذن إنتهت العملية العسكرية الخاصة وبدأت الحرب.
بتاريخ 18 يوليو/تموز 2022، خرجت علينا وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلن، بمصطلح مستحدث على ساحة التجارة العالمية. ففي سياق أطول خطاب علني لها، في منشأة تابعة لشركة LG، بالعاصمة الكورية سيول، أطلقت مصطلح Friend-shoring، داعية حلفاء بلادها الموثوقين إلى تقوية العلاقات التجارية في ما بينهم، لإنقاذ سلاسل الإمداد العالمية التي أصيبت بثلاث ضربات كبرى مؤخراً: المواجهة التجارية الأميركية-الصينية؛ تفشي كورونا والحرب الروسية-الأوكرانية.
تحركت القافلة متثاقلة على الدرب الموصل للقمة. تحركت تحمل أثقالاً لم تعهد مثيلاً لها في الذاكرة العربية قافلة أخرى عربية أو شرق أوسطية. قرأت حصراً مبكراً لأثقالها لأتفاجأ بخلوه من بند المصير في وقت لا توجد فيه أمة من الأمم على وجه الأرض غير منشغلة بقضية المصير. سكان وحكام جزر سولومون في المحيط الهادي منشغلون بها، وسكان وحكام جزر المالديف في المحيط الهندي أيضا منشغلون، وسكان وحكام أمريكا الجنوبية كذلك منشغلون بالمصير. أيضاً سكان وحكام دول في حجم أو نفوذ القوى الكبيرة مثل الصين وروسيا والولايات المتحدة وبريطانيا. بل أن كيانين بحجم القارات وهما أستراليا وأوروبا لا يخفيان قلق سكانهما وحكامهما على مصيريهما.
في توقيت مريب، إشتعلت جبهتا القوقاز بين أرمينيا وأذربيجان وفي آسيا الوسطى بين طاجيكستان وقرغيزستان، بينما كان الرئيس الصيني شي جين بينغ يُطل على المسرح الأوراسي عبر قمة منظمة شنغهاي في سمرقند. سبق ذلك إنهيار الخطوط الدفاعية للجيش الروسي في شمال شرق أوكرانيا على جبهة خاركيف، في تحولٍ ميداني هو الأهم منذ إنكفاء روسيا من ضواحي كييف في نيسان/أبريل الماضي.
عالمنا يتغير. عبارة سحرية يتداولها معظم المهتمين بقضايا هذا العالم وقواعده ومنظماته التي اٌنشئت بعد الحرب العالمية الثانية لتنظيم العلاقات الدولية ولا سيما منظمة الامم المتحدة ومجلس الأمن الدولي عام 1945 بهدف الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، وذلك غداة مأساة نووية أصابت مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين.
أعتقد، أجدى بي القول أنني أميل إلى الاعتقاد، أن الجهة المسيطرة على الحكم في أمريكا، تساعدها جهة مماثلة في المملكة المتحدة، تسعى لتكرار مشهد تفكيك الاتحاد السوفييتي بخلق الظرف الضروري، وهو تحميل روسيا، سياسة واقتصاداً ورأياً عاماً، فوق ما تحتمل إلى حد ينتفي عنده دافع وجودها قوة عظمى.
نشرت مجلة "فورين أفيرز" مقالا للكاتب اليميني لارى دايموند تناول فيه ما أسماه "تدهور حال الديموقراطية فى الولايات المتحدة"، والتأثير السلبى لـ"القوى الاستبدادية" كالصين وروسيا "بتدمير قيم الديموقراطية فى العالم أجمع".
تضيق الخيارات الأميركية والأوروبية في أوكرانيا. ماذا إذا لم تنجح خطة تحديد سقف لأسعار الطاقة الروسية في خنق الإقتصاد الروسي؟ وماذا إذا لم ينجح الهجوم الأوكراني المضاد في طرد القوات الروسية من الجنوب والشمال الشرقي؟ هل يصعّد حلف شمال الأطلسي دعمه العسكري لكييف ليقترب من التدخل المباشر؟ وكيف سترد روسيا؟
توقع الخبير الدولي في شؤون الطاقة الدكتور ممدوح سلامة أن تستمر أسعار النفط والغاز بالتصاعد في السنوات الخمس المقبلة وربما أبعد نظراً لقوة الطلب على النفط والغاز، وعدم إطلاق إستثمارات جديدة في قطاع إنتاج النفط، وقال في حوار مع "180post" إن النفط سيبقى المحرّك الرئيسي لإقتصادات العالم.. وسيكون لدول الخليج العربي وفنزويلا وسيبيريا دور مؤثر في توفير الطاقة للإقتصاد العالمي في المرحلة المقبلة. وتوقع أن لا يرى الإتفاق النوويّ النور "لا الآن ولا حتى في السنوات المقبلة".