أظن أنه لم تمر علينا مرحلة واضحة المعالم والسياسات والأهداف كالمرحلة التي يمر فيها الشرق الأوسط وربما العالم بأسره منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، يوم قرّرت إسرائيل مد حربها ضد فلسطين من الضفة الغربية إلى قطاع غزة.
أظن أنه لم تمر علينا مرحلة واضحة المعالم والسياسات والأهداف كالمرحلة التي يمر فيها الشرق الأوسط وربما العالم بأسره منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، يوم قرّرت إسرائيل مد حربها ضد فلسطين من الضفة الغربية إلى قطاع غزة.
لا أعرف متى التصقنا بهذه الأرض وعشقنا هذا التراب. لعلّه مذ كنا. أي من بداية البدء. رملها سريرنا وأفقها سماء موشّحة بغيوم لها دائماً رائحة البرتقال، وصلوات بطقوس من همس الأرض. إننا ممتلئون تراباً. ليس من معجزة أن الغيوم تُقلّد صبر الأرض. وليس غريباً عنا أن دماءنا هدية الوجود. السماء أهدتنا الديانات. عشناها وعرفناها. بعضنا مات من أجلها، وبعضها قتلنا، لأن قداسنا اليومي وصلواتنا الواجبة كانت هوية حياتنا.
مع انهيار الاتّحاد السوفييتي وتحوُّل دوله من النّظام الاشتراكي إلى النّظام الرأسمالي، بإشرافٍ وتخطيطٍ من قِبل الامبرياليَّة الأميركية، أُفقِرت هذه الدول وتم اجتثاث النظام الاشتراكي على الصُّعُد الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة، في ظل زوال القطب العالمي الكابح (إلى حدٍّ ما) للأطماع الامبرياليَّة، فدخل العالم نظام القطب الرأسمالي الواحد وسادت طروحاته النَّظريَّة الجديدة، وتصاعدت ممارساته العدائيَّة، حتى تجاه الدول الرأسماليَّة التَّابعة له، مثل دول جنوب شرق آسيا، أو "النُّمور الآسيويَّة".
لا شك أن حدثاً بحجم "طوفان الأقصى" سيكون له تداعيات كبيرة على المستوى الجيوسياسي الإقليمي على الأقل. ومع أنه من المبكر التكهن بالتداعيات النهائية لهذه الحرب على المنطقة والعالم، إلا أنه سيكون لها آثار خطيرة على المستويين الإقليمي والعالمي.
كان يوم سبت. سبتٌ تلون في الكتابات والتعليقات بألوان شتى. للبعض كان سبتاً أبيضَ ولأعدائهم كان سبتاً أسود ولآخرين كان سبتاً أحمرَ.
إذا تأملنا مسار العالم العربيّ خلال السنوات الأخيرة نجده هادئاً ومستقراً في بعض جهاته ومجتمعاته وبلدانه، ومضطرباً وعاصفاً في أخرى؛ باعثاً على القوّة والأمل، وخاصَّة مع بداية التحولات العربيّة في تونس ومصر؛ أو على الخوف والإحباط، مع تحول الأوضاع إياها إلى أزمات ممتدّة كما في الجزائر والسودان والعراق وتونس؛ وحروب مركبة، كما في ليبيا واليمن وسوريا.
منذ هجمات 7 تشرين الأول/ أكتوبر وحتى زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تل أبيب، اتسم موقف فرنسا الرسمي بانحياز تام لإسرائيل، برغم المجزرة المتواصلة في غزة. في هذا النص، الذي نشره موقع "أوريان 21" بالفرنسية للكاتب إروان دافو(*) وترجمته ندى يافي إلى العربية، تحليل لسياسة فرنسا في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة، لا سيما تجاه القضية الفلسطينية، وتراجع دور باريس كفاعل دبلوماسي على الساحة العالمية. الأمر الذي يثير غضب دبلوماسيي وزارة الخارجية الفرنسية، بعد أن غيّب قصر الإليزيه صوتهم.
سُئِل الرجلُ الهرمُ عن أي الأولاد أحبُ إليه، فأجاب: مريضهم حتى يشفى، وصغيرهم حتى يكبر، وغائبهم حتى يحضر. عند العرب فلسطين حتى تشفى من داء الغزو الصهيوني.
هذه ليست معركة سياسية أو عسكرية أو أمنية وحسب. إنها معركة الوعي أولاً بهدف فضح زيف "حضارة" العدو. عدوٌ هزمَ الوعي والإرادة والروح في شعوبنا قبل أن يهزم الأنظمة العربية المتهالكة.
بأي حساب لم تكن الأسابيع الأخيرة مرحلة طيبة في التاريخ الحديث للمنطقة التي نعيش فيها، وككل مراحل التاريخ يصعب جداً تحديد نقطة بداية هذه المرحلة وبطبيعة الحال يصعب أيضاً وربما أكثر التنبؤ بلحظة نهايتها.