
يختزل المسار الممتد من الرابع من آب/ أغسطس 2020 إلى الرابع من شباط/ فبراير 2021 التراجيديا اللبنانية بكل أبعادها.
يختزل المسار الممتد من الرابع من آب/ أغسطس 2020 إلى الرابع من شباط/ فبراير 2021 التراجيديا اللبنانية بكل أبعادها.
بينما ترتّب دول المنطقة اوراقها وتحضّر ملفاتها تمهيدا لمسارات الحوار والتفاوض، يستمر لبنان بممارسة حرفة تضييع الوقت والفرص، وبدل ان يكون شريكا في صياغة حلول داخلية ينتظر من يصوغ له حلوله، فيما الخشية أن تأتي التسويات على حسابه.
انفتاح الادارة الاميركية الجديدة برئاسة جو بايدن على اوروبا عموماً والفاتيكان خصوصاً، امر في غاية الاهمية. معه يصبح من الممكن فتح مسارات الحوار والتفاوض بعيدا عن لغة الحروب والسلاح الفتّاك المتمثل بالعقوبات والحصار. هذا هو الإنطباع الحالي في عاصمة الكثلكة في العالم.
هل أعاد الإتصال الذي جرى بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون تعويم المبادرة الفرنسية في لبنان؟
هل تحوّلت المبادرة الفرنسية إلى عبء على الفرنسيين بعدما أقفلت الأبواب اللبنانية بوجهها أم تملك فرصة جديدة، عبر إعادة تعويمها أوروبياً وفاتيكانياً؟
هي المرة الأولى التي يبعث البابا فرنسيس رسالة الى الشعب اللبناني من خلال البطريرك الماروني بمناسبة الميلاد، وهي الطريقة ذاتها التي اعتمدها البابا يوحنا بولس الثاني، بإرساله رسالة في أيار/ مايو 1984 إلى البطريرك خريش ومن خلاله الى اللبنانيين، ومن يومها درجت العادة، كلما اراد البابا مخاطبة اللبنانيين يبعث برسالة إليهم عبر البطريرك الماروني.
قررت المؤسسات الفاتيكانية إرسال مساعدات إلى لبنان وأوكلت الإشراف المباشر على توزيعها للسفارة البابوية في حريصا وليس للدوائر الروحية اللبنانية ومؤسساتها نظراً لفقدان عامل الثقة بها، وذلك على صورة قرار العديد من البلدان والمؤسسات بالتعامل مع المجتمع المدني وليس مع مؤسسات الدولة اللبنانية.
تميزت مذكرة "الحياد الناشط" التي أذاعها البطريرك الماروني بشارة الراعي من المقر البطريركي الصيفي في الديمان، بقراءة تاريخية غلبت عليها نبرة يمينية لا تمت بصلة إلى أدبيات بطريركية أنطاكيا وسائر المشرق، وتذكّر ببعض أدبيات اليمين اللبناني إبان الحرب الأهلية في لبنان.
لا الدبلوماسية الإعتيادية ولا الإستباقية تفيدنا. وبعدما غادرنا رئيس الدبلوماسية الفرنسية جان ايف لودريان وهو "لا يحمل جديداً" على حد تعبير رئيس وزراء لبنان حسان دياب، تكشفت بعض فصول زيارة وزير الخارجية اللبناني ناصيف حتي الى الفاتيكان.
كان لافتا للإنتباه، تسريب خبر انتقال البطريرك الماروني بشارة الراعي قريباً إلى روما، ناقلاً مشروعاً عنوانه "حياد لبنان"، تردد أنه ينوي حمله إلى المحافل الدولية تمهيداً للعمل عليه وتطبيقه.