
في بداية القرن العشرين، ظنّ لينين أن الإمبريالية ستكون أعلى مراحل الرأسمالية وآخرها. غاب عن باله أن الرأسمالية تعيش في توسّع دائم، وأن هذا التوسّع بما يُسمى العولمة هو المرحلة الأخيرة التي ربما تبعتها مراحل أخرى.
في بداية القرن العشرين، ظنّ لينين أن الإمبريالية ستكون أعلى مراحل الرأسمالية وآخرها. غاب عن باله أن الرأسمالية تعيش في توسّع دائم، وأن هذا التوسّع بما يُسمى العولمة هو المرحلة الأخيرة التي ربما تبعتها مراحل أخرى.
التكنولوجيا علاقة الإنسان بالأشياء؛ الهوية علاقة الإنسان بالآخر البشري. تستند التكنولوجيا على العلم الحديث الذي يُقدّم لنا أسباب ما يحدث ويُعلّل حدوثه، ويُقدّم لنا تفسير ما يحدث في الطبيعة والمجتمع. وتستنند الهوية إلى علاقات البشر بين بعضهم البعض. فهي قبل كل شيء أمر من أمور السياسة. لكن الإنسان يتوهم أن الهوية معطاة وحسب، فلا خيار له فيها.
على الرغم من هزيمته أمام الليبرالية، وكل حملات التشويه فائقة الإعداد والإصرار والتمويل، إلا أن اليسار ما يزال حاضراً، ويبدو أنه يكتسب حضوراً متزايداً نسبياً حول العالم، وكلمة "اليسار" لا تزال تمتلك قوة تعبيرية ومخيالية للدلالة على قوة الطبقات والشرائح الاجتماعية المهمشة والمستضعفة، والتطلع لحياة أكثر عدالة، وتوزيع أكثر توازناً للثروات داخل المتجمعات والدول من جهة، وفيما بين المجتمعات والدول من جهة أخرى.
أجد أنه من المضحك جداً الحديث عن اليسار واليمين في السياسة وبخاصة في الاقتصاد. إن الاعتقاد الدائم بوجوب التمييز بين الحركات السياسية التي تدعي أنها يمينية أو يسارية أصبح بلا معنى. يسري ذلك على من يُصنِّف أو يُقسِّم البلدان أو الشعوب بين تقدمية يسارية وليبراليية يمينية.
ضجةٌ تصم الآذان في الغرب حول صعود اليمين المتطرف. إذ أنهم طالما اعتبروا أن لديهم مناعة ضد ذلك، وأن طبيعتهم الأخرى هي الليبرالية التي تتناقض مع كل أنواع الأصولية، سواء كانت دينية، أو سياسية، أو اجتماعية، وأن التيار المحافظ والتحوّل الى الأصولية سيبقى هامشياً في مجتمعاتهم التي سوف تحافظ بنظرهم على نقائها بغض النظر عن بعض الشوائب.
السؤال يطرح نفسه مجدداً؛ هل أصبحت إسرائيل حقاً عبئاً استراتيجياً على يهود العالم (بما في ذلك رأسماليتهم العالمية هائلة السطوة)، بعد أن كانت طيلة نحو 60 عاماً (منذ حرب العام 1967) كنزاً استراتيجياً لهم؟
أدّت أحداث العالم المتعدّد الأقطاب الأخيرة، وفي طليعتها العدوان الإسرائيلي، والغربي عموماً، على فلسطين إلى إسقاط كثيرٍ من الأقنعة حول قيم أساسيّة وشعارات مهيمنة خلفها.
نشر موقع Project Syndicate مقالا للأستاذ في جامعة هارفارد، جوزيف ناى، تحدث فيه عن وجود ثلاث فرق أمريكية متنافسة الآن وهى (ليبرالية، مُتقشفة، أنصار أمريكا أولاً)، تحاول كل منها تحديد الطريقة المثلى لكيفية تعامل أمريكا مع بقية العالم، مؤكداً أن الصراعات في أوروبا والشرق الأوسط ستتأثر بحسب الفريق الذى سيفوز برئاسة 2024.
النجاح الذي حقّقه جيرت ويلدرز (Geert Wilders) وحزبه في الإنتخابات الهولنديّة الأخيرة يُعيدنا بالذاكرة إلى زمن شيوع الفاشيّة في أوروبّا في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي. فهل نحن أمام عودة إلى تلك التجربة، أم أنّ فاشيّة "الغرب" متأصّلة فيه لكنّها كانت تتلطّى منذ نهاية الحرب العالميّة الثانية وراء قناع الليبراليّة.
قد يكون صادمًا القول إن الحلم اليساري، الذي كان واعدًا في القرن العشرين قد ولّى. مثل هذا القول يتجاوز بعض الآراء التي تعتبر أن النظرية الماركسية صحيحة، لكن العيب في التطبيق، وأن الذي أفسدها، هم جماعة من المُحرّفين والطغاة والحزبويين المأخوذين بالشمولية والأحادية وادّعاء الأفضليات والزعم بامتلاك الحقيقة!