المتنبي Archives - 180Post

tayyeb.jpg

بعدَ أن رأينا عدداً من الأمثلة الجميلة والمُعبّرة وذات البلاغة: على طريقة أبي الطّيّب أحمد بن الحسين الجُعفيّ الكُوفيّ (المُتنبّي) في انتاج فنّ "الإعلام الحربيّ" من خلال الشّعر العربيّ التّقليديّ.. حانَ الوقتُ لكي نعرضَ بعضَ نتائج تحليل هذا النّوع من الفنّ ولو باختصار شديد وحانَ الوقتُ أيضاً لكي نَعرضَ فكرَتَنا حول تميّز شعر أبي الطّيّب (وأمثالِهِ من شعراءِ العَرَب) باستخدام سلاح "الواقع الشّاعريّ" (المُتخيَّل أو المُصطَنَع أو المَوْصوف إلخ.).. على قياس فنون وأهداف ما يُسمى "الإعلام الحربيّ".

firas.jpg

عندما كنتُ أعملُ على مسألة "العرض الإعلاميّ الحربيّ" ضمن الثّقافة الإيرانيّة بشكل عامّ، سألت نفسي فجأةً: ماذا عن الثّقافة العربيّة؟ كيف يُمكن أن نُقدّمَ مثالاً نموذجيّاً (أو نموذجاً مثاليّاً ربّما) عن الخطاب والاعلام ذي الطّابع الحربيّ.. لكن من زاوية الثّقافة العربيّة التّقليديّة؟ وعندها، طبعاً، عاد إليَّ خاطرُ قصّةِ أبي الحَسَن عليِّ بنِ عبدِاللهِ أبي الهَيجاء "سيف الدّولة" الحَمَدانيّ مع الشّعراء المقرّبين منه، لا سيّما منهم سلطان سلاطين الشّعر العربيّ الكلاسيكيّ؛ أي أحمد بن الحسين الكوفيّ الجُعفيّ الكِنديّ المذْحِجيّ (أو "أبو الطّيّب المتنبّي").

no_to_racism__wissam_asaad.jpg

العنصريّة من أعتى وأخطر الأدوات السياسية التي تستخدمها فئة معينة إما دفاعاً عن هويّتها (عرقيّة، إثنيّة، دينيّة إلخ..) أو إعتقاداً منها أنها أكثر رقياً من غيرها من الشعوب، بناء على موروثات أو تقاليد إلخ.. وتُستخدم العنصريّة أيضاً ضدّ مجموعات ضعيفة أو مُهمّشة، لتحميلها مسؤوليّة المشاكل التي يواجهها مجتمع ما، كما هو الحال مع المهاجرين في أوروبّا وأميركا، وكما نشهد حالياً من إرتفاع نبرة الخطاب العنصري المقيت مع كتلة النازحين السوريّين في لبنان وتركيّا والأردن.

تحسين-سعد.jpg

لم تكن علاقة المسلمين بالصليبيّين علاقة حروب فقط. شهدت تلك الحقبة من التقارب بينهما ما يكفي للإستنتاج أنّ المسلمين عامّةً لم يرفضوا الصليبيّين بل تعايشوا معهم بوصفهم جزءاً من نسيج بلاد الشام والجزيرة، على عكس الصورة النمطيّة التي تحاول التلاعب بالتاريخ وتزويره.

Munch_The_dead_mother_and_the_child.jpg

يقول الشاعر محمود درويش في قصيدة أسماها "لم يسألوا ماذا وراء الموت": نريد أَن نحيا قليلاً لا لشيء/ بل لِنَحْتَرمَ القيامَةَ بعد هذا الموت/ واقتبَسوا - بلا قَصْدٍ - كلامَ الفيلسوف: اُلموت لا يعني لنا شيئاً نكونُ فلا يكونُ/ اُلموت لا يعني لنا شيئاً/ يكونُ فلا نكونُ/ ورتّبوا أَحلامَهُمْ بطريقةٍ أخرى وناموا واقفين.