
إنه صراع على المستقبل، لا صدام فى الماضى. هذه حقيقة مساجلات كل عام، التى تعاود إنتاج نفسها فى ذكرى ثورة 23 يوليو. التصويب غير الطمس، والنقد غير التشهير.
إنه صراع على المستقبل، لا صدام فى الماضى. هذه حقيقة مساجلات كل عام، التى تعاود إنتاج نفسها فى ذكرى ثورة 23 يوليو. التصويب غير الطمس، والنقد غير التشهير.
منذ اندلاع شرارة "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عادت القضية الفلسطينية لتحتل سلم أولويات القضايا على الصعيد العالمي. في موازاة ذلك، ثمة نقاش حول موقع المسلمين السُنّة في المنطقة عموماً ولبنان تحديداً في صلب قضية لطالما كانت القضية الأم لكل هذا البحر الإسلامي منذ سبعة عقود ونيف.
تتعلم الشعوب عادة من تجاربها ومآسيها، ما خلا شعوبنا العربية. قد أكون مخطئاً أو ظالماً في حكمي وتقييمي، لكن لا أحد منا معصوماً عن الخطأ ولكن هيا بنا نلتفت إلى الوراء.
لم يظهر اسم سوريا بوصفها كياناً سياسياً/إدارياً حتى فترة التنظيمات العثمانيّة، وتحديداً عام 1865 حين بدّلت السلطنة العثمانية اسم "ولاية الشام"، إلى "ولاية سوريا".
لا شكّ في أنّ هزيمةً عسكريّة وجيوسياسيّة بيّنة أصابت الجيوش والدّول العربيّة المعنيّة خلال حرب حزيران/يونيو ١٩٦٧. لا شكّ عندي طبعاً في حصول ذلك في العالم الموضوعيّ إن صحّ التّعبير. ولا رَيب أنّ نتائج هذه الأحداث العسكريّة والسياسيّة كانت ذات تأثير كبير على أوضاع هذه المنطقة وموازين القوى فيها.
هنري لورانس، مؤرِّخ فرنسيّ وأستاذٌ حائزٌ على كرسيّ تاريخِ العالم العربيِّ المعاصِر في الكولّاج دو فرانس ـ باريس. في نصه الأخير المنشور في "اوريان 21" (ترجمة دينا علي إلى العربية)، يُقدم رواية تاريخية لوقائع حرب تشرين/أكتوبر 1973 هذا معظم ما ورد فيها:
حين تترجل وترحل عنَّا تزداد أوجاعنا.. وتزداد أحزان عروبتنا. يبدو أنه لم يعد يكفي أن تُمتهن عروبتنا وتُمتهن كرامتنا كل يوم بفضل حُكامنا؛ حُكام الطوائف والفواجع؛ فيأتي رحيلك ليزيدنا احباطاً نحن أبناء الجيل العربي الذي آمن بجمال عبدالناصر.
كان "وكأنه علم في رأسه نار". علم الصحافة اللبنانية التي لا مثيل لها في الوطن العربي. معلّم لمن عمل معه. صحيفته مدرسة. تخرّج على يديه أعلام. مكتبه مركز لشبكة من المثقفين العرب الآتين من المحيط الى الخليج.
تُباهي الشعوب برموزها الوطنية التي تُمثَّل صمودها في مقارعة الإمبريالية ومطامعها المتواصلة في إلحاق مصر بدوائر النفوذ الإمبريالي.. هكذا يجد الشعب المصري في أحمد عرابي وجمال عبدالناصر أمثلة تُجسّد الشخصية الوطنية المصرية الحديثة.
على الرغم من مرور اثنين وخمسين عاما على وفاة الرئيس المصري جمال عبد الناصر، يستمر الجدال حول سيرته وسياسته منذ منعطف الثالث والعشرين من تموز/يوليو 1952 تاريخ إسقاط النظام الملكي في مصر، وانتهاء برحيله المفاجىء في الثامن والعشرين من أيلول/سبتمبر 1970، فيما الأسئلة اللبنانية المفتوحة على الحالة الناصرية تبقى على استفهاماتها: كيف كان ينظر عبد الناصر إلى لبنان؟