دخل كوكب الأرض عصراً جديداً في اللحظة التي عبرت فيها الدبابات الروسية حدودها مع أوكرانيا. تماماً كمقولة رائد الفضاء نيل أرمسترونغ حين وطأ سطح القمر "خطوة صغيرة للإنسان وقفزة كبيرة للإنسانية".
دخل كوكب الأرض عصراً جديداً في اللحظة التي عبرت فيها الدبابات الروسية حدودها مع أوكرانيا. تماماً كمقولة رائد الفضاء نيل أرمسترونغ حين وطأ سطح القمر "خطوة صغيرة للإنسان وقفزة كبيرة للإنسانية".
تجاورت أنصاف الحقائق على نحو غير مسبوق فى الأزمات الدولية حتى كادت سلامة النظر أن تغيب خلف سحب الدعايات الكثيفة.
أفقدت ضربة روسيا لأوكرانيا الغرب توازنه. ثبت بالدليل القاطع، أن لا الهياكل الأمنية الأوروبية التي أنشئت منذ 30 عاماً، ولا إستفاقة حلف شمال الأطلسي من "موته السريري"، بقادرتين على منع روسيا من شن حرب واسعة النطاق، وتالياً وضع أميركا وأوروبا والعالم أمام سؤال مركزي: ماذا بعد أوكرانيا؟
تعودتُ أن أمرَّ مرور الكرامِ على البيانات الرسمية التي عادةً ما تصدر عُقبَ أو قبيلَ اجتماعات رؤساء الدول وغيرهم من كبار السياسيين. أتوقع أن تتغير علاقتي بهذه البيانات.
يشهد النظام السياسي الدولي تحولات مستمرة تؤثر على مجمل العلاقات الدولية، حيث تُرسم معالم هذه العلاقات من قِبل الفاعلين الدوليين؛ لا بل إن حقائق ومعالم النظام الدولي نفسه تتبدل، حيث دخل طوراً جديداً - عقب انهيار جدار برلين والتحول نحو نظام القطب الواحد - لنشهد نظاماً متعدّد الأقطاب.
بعيداً عن تفاصيل الجغرافيا، عشت بعض عمري أتصور أو أعتقد أن أوكرانيا مقاطعة روسية. كان لأوكرانيا صوتٌ في الأمم المتحدة باعتبارها كياناً مستقلاً. الكيان في الشكل مستقل والصوت في الواقع العملي غير مستقل. هذه المفارقة ظلت قائمة بشكل ما بعد الحرب الباردة وانفراط الإتحاد السوفييتي حتى نشبت في عام 2014 "ثورة الميدان" في أوكرانيا، وهي الثورة التي أطاحت برئيس جمهورية شديد الولاء لروسيا.
أجاب الكرملين مؤخراً على سؤال ظل يُلّح طيلة سنوات غير قليلة. السؤال يتعلق أساساً بكلمات قليلة سجّلتها أقلام عديد المؤرخين وتعديلات غير طفيفة أدخلها علماء السياسة على خرائط توزيع القوة والنفوذ في القارة الأوروبية.
تساءلنا يوم سقطت الشيوعية وانفرط الاتحاد السوفييتي وحلّت روسيا محله إن كان النظام الدولي سوف يحتفظ بصفاته وخصائصه التي صاغتها الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية، علماً بأن أمريكا قبل عقدين من الانفراط السوفييتي كانت قد سمحت ضمنياً ثم رسمياً لحكومة الصين الشعبية بالحلول في مقعد الصين في مجلس الأمن وغيره من أجهزة الأمم المتحدة محل حكومة الصين الوطنية.
الوضع الراهن في الحرب الدائرة بين معظم دول العالم، من ناحية، وفيروس الكورونا، من ناحية ثانية، لا يشجع على التفاؤل.
رفضت الاستجابة إلى التماس تقدّم به بعض الأهل والخلان. التمسوا منى البحث عن عذر أتعلل به يمنعنى من قضاء أمسية قاهرية مع شلة ضمت أصدقاء وصديقات وصلت للتو من لبنان. خافوا أن يأتى الزوار ومعهم فيروس كورونا اللعين فينتقل ليمسك بى واثقا من أن الأيام الطويلة التى قضيتها مؤخرا فى أحضان إنفلونزا متوحشة لا شك أضعفت مناعتى وتركتنى فريسة سهلة وجاهزة ليفترسها فيروس صينى متعطش لمزيد من دماء شرق أوسطية. لم يدرك هذا النفر من الأهل والخلان أنه لا فيروس كورونا ولا أى كائن آخر مفترس مثله كان يمكن أن يحرمنى من فرصة الاستماع إلى بعض المطروح من أفكار على موائد الحوارات البيروتية فى هذه الأيام العصيبة. أو يحرمنى من فرصة اختبار بعض أفكارى وظنونى حول جملة قضايا مثارة فى الشرق الأوسط وحوله، أكثرها صار يهدد بالفعل استقرار، وربما بقاء، دول فى المنطقة وبعضها نابع مباشرة من أزمة شديدة التعقيد تلف النظام الدولى منذ ثلاثة عقود.