
"أهلاً وسهلاً إلى عهد جديد في الشرق الأوسط: عهد الغموض النووي الإيراني"، بهذه العبارة يختم الباحث في "مركز الدراسات الإستراتيجية في جامعة تل أبيب" شموئيل مائير مقالته في صحيفة "هآرتس".
"أهلاً وسهلاً إلى عهد جديد في الشرق الأوسط: عهد الغموض النووي الإيراني"، بهذه العبارة يختم الباحث في "مركز الدراسات الإستراتيجية في جامعة تل أبيب" شموئيل مائير مقالته في صحيفة "هآرتس".
يسود صمت دبلوماسي تام بين طهران وواشنطن ولا رسائل تنتقل عبر وسطاء. يبدو أنّ هناك نوعاً من "إرهاق المفاوضات" بين جميع الأطراف. تقول إيران إنّ الكرة في ملعب الولايات المتحدة، والأخيرة تقول عكس ذلك.
أثار التعامل الإيراني مع الرد الأميركي على المقترح الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي المُوقّع عام 2015 أو تجديده، الكثير من التساؤلات حول موقف طهران الذي بدا للمراقبين أنّها تطلب المُستحيل من واشنطن في شأن الضمانات والتنازلات مع إدراكها المُسبق أنه يتعذّر الحصول عليها!
برغم التقدم الكبير في مسار المفاوضات النووية خلال الأسابيع الأخيرة والتفاهم على حلحلة غالبية الأمور التقنية، ما جعل أطراف الإتفاق تبدو مفعمة بالأمل وأقرب إلى التوصل لتسوية، إلا أن الإحتمالات تبقى قائمة في ظل عقبات ثانوية قد تحول دون إحياء الاتفاق النووي أو تستلزم العودة مجدداً إلى فيينا لتذليلها.
من المقرر أن يتفقد وفد الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال الساعات القليلة المقبلة محطة زابوريجيا النووية على نهر دنيبرو في جنوب وسط أوكرانيا تمهيداً لتقديم تقرير حول الأضرار التي أصابت المحطة الأكبر في أوروبا وظروف العاملين فيها وأنظمة السلامة والأمن فيها.
ما زالت إيران في مرحلة درس الأجوبة الأميركية رداً على أجوبتها على المسودة الأوروبية الأخيرة، إلا أن المواقف التي أطلقها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في مؤتمره الصحافي أمس (الإثنين) بيّنت أن إغلاق قضية المواقع النووية المشتبه بها من قبل الوكالة الدولية للطاقة بات حجر زاوية أي إتفاق نووي محتمل.
قبل أن يهل هلال اليوم العاشر، قدّم الأميركيون إلى الإتحاد الأوروبي ردّهم على مسودة الأجوبة الإيرانية التي تم تقديمها في الخامس عشر من آب/أغسطس إلى الوسيط الأوروبي أنريكي مورا رداً على مسودة إتفاق تقدم بها المفوض الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل.
تصيغ واشنطن ردها على الملاحظات الإيرانية بلا ضجيج. المطلوب التوصل لاتفاق نووي متوازن، يحفظ ماء وجه الجميع، هنا المعضلة الكبرى لأن التفاصيل بيتٌ للشياطين، وهذا ما قد يعقد الحل المنتظر ويمدد التفاوض ردحا أخر من الزمن حتى حل المسائل العالقة.
قدّمت طهران أجوبتها على مسودة الخطة الأوروبية لإعادة إحياء الإتفاق النووي وذلك قبيل حلول منتصف ليل الإثنين ـ الثلاثاء الماضي، في خطوة أعطاها الإعلام الإيراني طابعاً إيجابياً من حيث التوقيت والمضمون، في إنتظار ما سيصدر عن كل من الإتحاد الأوروبي الذي تسلم الرد وواشنطن التي لطالما كررت أن عامل الوقت يشارف على النفاد!
عندما عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو في العام 2018 ملفات الأرشيف النووي الإيراني، شكّك الكثيرون في حقيقة وقوع هكذا عملية في بلد مشهور بالقبضة الأمنية ولا يجامل في الشبهات إلى درجة الارتياب.