
لا جولة جديدة من المفاوضات النووية في فيينا إلا في حال تحقيق تقدم في المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في الدوحة.
لا جولة جديدة من المفاوضات النووية في فيينا إلا في حال تحقيق تقدم في المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن في الدوحة.
يبدو أن العودة إلى الإتفاق النووي هو الحل الأسهل الذي تعوّل عليه كل الأطراف خصوصاً واشنطن التي تراه أفضل وسيلة لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي. "كلما طال أمد الجمود قلَّت الفرص وتضاءلت الفوائد. بالمقابل، إنهيار المفاوضات يعني أن المجتمع الدولي قد يواجه إيران نووية في المستقبل المنظور"، بحسب تقرير إيريك بروير(*).
"في اليوم الذي ستفشل فيه محادثات فيينا النووية: كيف ستواجه إسرائيل إيران من دون اتفاق"؟ سؤال يطرحه الرئيس السابق للإستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان) والمدير الحالي لمعهد دراسات الأمن القومي الجنرال المتقاعد تمير هايمن في مقالة نشرها له موقع "N12" العبري وترجمتها مؤسسة الدراسات الفلسطينية (*).
تشهد منطقة الشرق الأوسط تطورات تشي بأننا مقبلون علی صيف حار شديد السخونة. هذه التطورات متصلة بشكل أساسي بالملفين الإيراني والإسرائيلي اللذين يسيران بسرعة قياسية كأنهما علی موعد مع أحداث وتقلبات وممرات لا بد منها.
كل الطرق إلى إحياء الإتفاق النووي في فيينا بين إيران والقوى الكبرى، تبدو مقفلة حتى هذه اللحظة. إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تشعر أنها إستنفدت ما في جعبتها من تنازلات، في حين أن إيران لم تعد واقعة تحت إلحاح الحاجة إلى رفع العقوبات الإقتصادية، بفضل التعاون الإستراتيجي مع الصين وروسيا.
منذ ثمانية عشر شهراً تتزاحم التقديرات حول المدة التي تفصل إيران عن العتبة النووية. دائماً ما طُرح السؤال: ما هي العتبة النووية؟ تقنيًا، هي مرحلة يتوفر فيها، لدى جهة ما، كمية من اليورانيوم المخصب بنسب تترواح بين 20% و60%، ليعاد تخصيبها على مستوى 90%، وهي النسبة التي تجعل اليورانيوم جاهزا لتحويله إلى رأس حربي نووي.
يلتئم مجلس محافظي وكالة الطاقة الدولية من اليوم (الإثنين) وحتى يوم الجمعة المقبل، وعلی جدول اعماله مشروع قرار تقدمت به الولايات المتحدة وبريطانيا والمانيا وفرنسا لادانة ايران بسبب عدم تقيدها ببنود الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في العام 2018.
مع نهاية هذا الأسبوع يجب أن يكون هناك قرار واضح بخصوص مستقبل الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى. الأطراف المشاركة في المحادثات حسمت قراراها في ظل تأزم يشهده العالم منذ اشتعال الحرب الروسية في أوكرانيا ومع ازدياد الأسباب التي تجعل الغرب بالتحديد يرغب في إقفال ملف شائك كهذا.
إذا لم تقع أحداث درامية وغير متوقعة في الأيام المقبلة، من المحتمل أن تشهد مفاوضات فيينا النووية تطوراً إيجابياً يكسر المناخات السلبية التي سادت المفاوضات قبيل نهاية العام الماضي.
لا تقتصر حسابات الفشل والنجاح في مفاوضات فيينا النووية على ما يمكن أن تُوفره هذه الصيغة أو تلك للطرفين الأميركي والإيراني أو لباقي دول "4+1" فقط. هناك دول مثل إسرائيل لا تشارك لكنها تواكب مجريات التفاوض بأدق تفاصيله، وما زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إلى تل أبيب، عشية جولة فيينا الثامنة، المقررة الإثنين المقبل، إلا إشارة جديدة في هذا الإتجاه.