
تراجعت غزة في اهتمامات الديبلوماسية الأميركية في الآونة الأخيرة. تقدّمت عليها أوكرانيا في سلم أولويات إدارة الرئيس جو بايدن التي أرسلت وزير الخارجية أنطوني بلينكن إلى لندن ليصطحب معه نظيره البريطاني ديفيد لامي إلى كييف.
تراجعت غزة في اهتمامات الديبلوماسية الأميركية في الآونة الأخيرة. تقدّمت عليها أوكرانيا في سلم أولويات إدارة الرئيس جو بايدن التي أرسلت وزير الخارجية أنطوني بلينكن إلى لندن ليصطحب معه نظيره البريطاني ديفيد لامي إلى كييف.
كانت إيران، من منظور دمشق، البلد الوحيد تقريباً الذي أمكنها الركون إليه، في أكثر لحظات الحدث السوري صعوبة و"لا يقينية". لكن تطورات الأزمة في سوريا والتفاعلات ذات الصلة في الإقليم والعالم كشفت عن تحديات في الموقف لم تكن ظاهرة بالشكل الذي تبدو عليه، بعد مضي ما يقارب العقد ونصف على الحدث السوري.
يُظهِر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، منذ فترة، وَلَعاً بالخرائط لدعم وجهات نظره حول محور فيلادلفيا، الذي ذهب بعيداً في رفع مستوى أهميته إلى درجة "الضرورة الوجودية" التي لا تضاهيها ضرورة أخرى، حتى ولو ارتبط الأمر مثلاً بمصير ما تبقى من أسرى إسرائيليين لدى حركة "حماس".
لا مفاوضات الدوحة والقاهرة ولا المحاولة الأمريكية الحالية يُمكن أن تفضي إلى وقف نار في قطاع غزة، وفي الوقت نفسه، فإن فرص نشوب حرب شاملة في منطقة الشرق الأوسط تراجعت أكثر من أي وقت مضى، برغم انتقام حزب الله من الإستهداف الإسرائيلي للضاحية الجنوبية ولأحد قيادييه (السيد فؤاد شكر)، واستمرار تلويح إيران بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في قلب العاصمة الإيرانية طهران.
في مقالة سابقة ذكرنا أنّه لا يوجد على مستوى العالم إلا اليمين الليبرالي واليسار الليبرالي، أي أن جميع البلدان باتت تتبع طريق الليبرالية الاقتصادية، وبالتالي اندمجت تحت سماء العولمة الليبرالية كل مفاهيم وتجارب اليمين واليسار.
في إشارة واضحة إلى طبيعة المرحلة المقبلة في كلمة الرئيس السوري بشار الأسد أمام مجلس الشعب الجديد، كان التشديد على استمرار التموضع الجيو- سياسي الذي اختارته سوريا بعد الاستقلال عام 1946 وتبلور في خمسينيات القرن الماضي نسبياً.
ما أن انتهى خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، مساء يوم الأحد الماضي، حتى تبدّدت حالة من القلق أعقبت اغتيال القائد العسكري الكبير في حزب الله السيد فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت قبل ثلاثة أسابيع ونيف.
عندما تحدثت كامالا هاريس، بوصفها المرشحة الرسمية للحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستجري في 5 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، في مواجهة المرشح الجمهوري دونالد ترامب، عن دعمها لـ"حق تقرير المصير" للشعب الفلسطيني أمام المؤتمر الوطني للحزب الديموقراطي في شيكاغو، أعادت إلى الأذهان وعداً مماثلاً أطلقه الرئيس الديموقراطي سابقاً جيمي كارتر في النصف الثاني من السبعينيات الماضية.
قد يكون أسهل الخيارات في تفسير ما حدث ويحدث وسيحدث، وخصوصاً عند الجمهور المخاصم لإيران، هو الحديث عن عدم قدرتها على الدخول في مواجهة شاملة مع كيان يقف خلفه الغرب برمته، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، لكن نظرة متأنية قد تفتح أبواب تحليل أخرى!
انتهت اجتماعات الدوحة التفاوضية اليوم (الجمعة) ببيان للوسطاء الثلاثة الأميركي والمصري والقطري وصف نتائج جولة "الفرصة الأخيرة" بأنها "كانت جادة وبناءة وأُجريت في أجواء إيجابية".