لبنان يعيش حالة فوضى سياسية وإقتصادية ومالية وقضائية عارمة. لبنان على أبواب فوضى إجتماعية ستتحول إلى قلاقل متنقلة وحراك عنفي لا يشبه أبداً ما حصل في 2015 و2019. لكأن هناك من يريد حرق المراحل والدفع بسرعة نحو الإنفجار الكبير.
لبنان يعيش حالة فوضى سياسية وإقتصادية ومالية وقضائية عارمة. لبنان على أبواب فوضى إجتماعية ستتحول إلى قلاقل متنقلة وحراك عنفي لا يشبه أبداً ما حصل في 2015 و2019. لكأن هناك من يريد حرق المراحل والدفع بسرعة نحو الإنفجار الكبير.
أوحت زيارة الرئيس المكلف سعد الحريري إلى القصر الجمهوري، اليوم (الإثنين) بتحريك المياه الراكدة في بركة تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة. هذا الإنطباع تبدده وقائع المشاورات التي سبقت الزيارة.
عندما إنعقد "التحالف الرباعي" في ربيع العام 2005، كانت ظروف لبنان والإقليم وربما العالم مختلفة عن يومنا هذا. ذلك الإتفاق لم يكن مجرد تفاهم محلي، بل حظي برعاية دولية ـ إقليمية (فرنسية ـ سعودية وإيرانية). لا ظروف لبنان ولا المنطقة تشي اليوم بمثل هكذا "تحالف"، ولو بمسميات جديدة.
رمى الرئيس اللبناني ميشال عون كرة التدقيق المحاسبي الجنائي في حسابات مصرف لبنان المركزي في ملعب مجلس النواب، بدعوته، إلى تحديد موقفه من هذه القضية، في ضوء قرار شركة "الفاريز أند مرسال" بالإنسحاب من مهمتها. وقد سارع رئيس البرلمان نبيه بري إلى تلقف الرسالة بدعوة الهيئة العامة لمجلس النواب للإنعقاد يوم غدٍ الجمعة لتلاوة رسالة رئيس الجمهورية ومناقشة مضمونها.
مجدداً، إنها لعبة كسب الوقت. يلجأ إليها معظم أهل السياسة في لبنان. ما هي مناسبة هذا الكلام في يوم الإستقلال تحديداً؟
ما أن غادر الموفد الفرنسي باتريك دوريل العاصمة اللبنانية عائداً إلى بلاده، حتى إنسحبت برودة الطقس على برودة السياسة، فهل يمكن القول إن المهمة الفرنسية في بيروت باءت بالفشل؟
بدت صورة ميشال عون محيّرة جداً اليوم. هل كان يتحدث من باريس في زمن النفي بصفته رئيساً للتيار العوني أم من الرابية في زمن المعارضة أم من القصر الجمهوري في زمن "الرئيس القوي" أم من مستقبل إفتراضي في زمن الإستقالة الآتية من الحكم؟
في خضم أزمة إقتصادية ومالية غير مسبوقة، يترتب على معالجتها أو تركها تتفاقم، مسؤولية أخلاقية تاريخية، تتزاحم المواعيد السياسية. الحكومة عالقة في عنق تفاهمات رئاسية مبددة وكيمياء مفقودة ومخالفات دستورية. لم يعد يفصلنا عن الإنتخابات النيابية سوى سنة وبضعة أشهر وعن الرئاسية حوالي السنتين. هل يمكن فصل هذه المواعيد ـ الإستحقاقات عن بعضها البعض؟
ندر أن تجد حزباً لبنانياً شارك في الحرب الأهلية ولم يرتكب. لذلك، لا يمكن للذاكرة أن تكون إنتقائية. أي أن تختار حزباً بعينه وتصوب سهام الإنتقاد على ماضيه وحده، لكن إذا كان قائد الحزب نفسه لا يريد مغادرة ماضيه، لا بل يريد إسقاط صفحاته السوداء وسجله الدموي، ماضياً، على "عدو" جديد، حاضراً أو مستقبلاً، هل يجوز التجاهل أو التساهل؟ إليكم سمير جعجع نموذجاً.
سياسياً، إنتهت مهمة مصطفى أديب. لم يعد من خيار أمام رئيس الحكومة المكلف، سوى أن يتوجه غداً (الأربعاء) أو الخميس إلى القصر الجمهوري، ويقدم كتاب إعتذاره رسمياً إلى الرئيس اللبناني ميشال عون، إلا إذا طرأ أمر إستثنائي، وتحديدا من الخارج، يمكن أن يعدل هذا المسار.