ماذا بعد الدونباس؟ هل تنفتح أبواب التسوية أم تستمر الحرب؟ ما مدى طاقة كييف على تحمل المزيد من الخسائر البشرية والمادية؟ ألم يحن الوقت للولايات المتحدة كي تقتنع بأن الطريق إلى هزيمة روسيا، تنطوي على ثمن أكبر من أن يتحمله الغرب.. ومعه العالم؟
ماذا بعد الدونباس؟ هل تنفتح أبواب التسوية أم تستمر الحرب؟ ما مدى طاقة كييف على تحمل المزيد من الخسائر البشرية والمادية؟ ألم يحن الوقت للولايات المتحدة كي تقتنع بأن الطريق إلى هزيمة روسيا، تنطوي على ثمن أكبر من أن يتحمله الغرب.. ومعه العالم؟
إن أزمة الطاقة الناجمة عن الحرب في أوكرانيا يمكن أن تصبح الأسوأ منذ نصف قرن. لكن الاضطرابات الحاصلة في أسواق الوقود اليوم ليست سوى معاينة للحقبة المضطربة المقبلة. و"الأسوأ لم يأتِ بعد"، بحسب تقرير جديد لـ"الفورين أفيرز".
خلال العقدين الماضيين، وبسبب هجمات 11 سبتمبر/أيلول التى نفذها 19 إرهابيا منهم 15 سعوديا، خلصت النخبة الأمريكية السياسية (من الحزبين الجمهوري والديموقراطي) إلى الاستياء من العلاقة الوثيقة تاريخيا بين واشنطن والرياض.. وقبل ثلاث سنوات جددت حادثة مقتل الكاتب والمعارض السعودى جمال خاشقجى بطريقة وحشية قناعات النخبة الأمريكية التى تفاءلت نسبة كبيرة منها بأجندة ولى العهد محمد بن سلمان السعودية الانفتاحية.
فى أوضاع قلقة يتقوّض فيها النظام الدولى دون أن تستبين حقائق القوة الجديدة، التى قد تتبدى بعد انقضاء الحرب الأوكرانية، نشأت مخاوف واسعة من انفجارين آخرين محتملين، أحدهما ــ بالقرب من الصين حول مصير «تايوان»، وثانيهما ــ هنا فى الشرق الأوسط بذريعة بناء تحالف عسكرى إقليمى تقوده رمزيا الولايات المتحدة وتقوده فعليا إسرائيل لمواجهة ما يطلق عليه «العدو الإيرانى» المشترك.
ثمة تراجع كبير في شعبية الرئيس الأميركي جو بايدن بعد مرور أكثر من أربعمائة يوم على توليه سدة الرئاسة الأميركية، لا بل يمكن القول إن هذا التراجع غير مسبوق بالمقارنة مع أسلافه من الرؤساء الديموقراطيين خلال العقدين الأخيرين على الأقل.
كل الطرق إلى إحياء الإتفاق النووي في فيينا بين إيران والقوى الكبرى، تبدو مقفلة حتى هذه اللحظة. إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تشعر أنها إستنفدت ما في جعبتها من تنازلات، في حين أن إيران لم تعد واقعة تحت إلحاح الحاجة إلى رفع العقوبات الإقتصادية، بفضل التعاون الإستراتيجي مع الصين وروسيا.
منذ ثمانية عشر شهراً تتزاحم التقديرات حول المدة التي تفصل إيران عن العتبة النووية. دائماً ما طُرح السؤال: ما هي العتبة النووية؟ تقنيًا، هي مرحلة يتوفر فيها، لدى جهة ما، كمية من اليورانيوم المخصب بنسب تترواح بين 20% و60%، ليعاد تخصيبها على مستوى 90%، وهي النسبة التي تجعل اليورانيوم جاهزا لتحويله إلى رأس حربي نووي.
على مرمى حجر من نهر النيل العظيم، التقينا مجموعة أصدقاء من أجيال مختلفة. الدبلوماسي المصري السابق الذي لم يغادر يوماً متعة الكتابة الدقيقة المتماسكة؛ الصحافي اللبناني جامع المتناقضات والأصدقاء، وثلة من رجال الأعمال من جنسيات عديدة، بينهم المثقف و"الثائر الجديد" و"الساداتي"، إضافة الى ناصري تقليدي جعل لنفسه مسافة من طاولة الحيرة والقلق. لم تستمر القطيعة الطوعية له حتى أقحمه أحدنا على انفراد في الحوار. بادره سائلاً ما إذا كان قد تغيّر جريان نهر النيل؟ فأجاب "النيل لم ولن يتغير.. العالم العربي يتغير".
بعد طول تردد، تبدو أمريكا الآن واثقة بما تفعل وبما تريد منا ومن غيرنا. تبدو واثقة بمعنى أن سياساتها الخارجية صارت تحظى بما يشبه إجماع الداخل.
دخلت الحرب الروسية ـ الأوكرانية الشهر الرابع على التوالي، بصورةٍ تُظهر بوضوح، حالة الاشتباك الدولي المعقد، الذي يؤكد أن أمد الحرب مفتوحٌ، وأن تشديد الخناق السياسي والاقتصادي، الأمريكي والأوروبي، على روسيا، يشكل سياقاً والتزاماً استراتيجياً، وأن الولايات المتحدة ماضيةٌ في البحث عن تحالفاتٍ دولية صلبة ومتينة، وسياسات تمويل متماسكة، ونظم تسليح وتدريب متكاملة، ودعم لوجستي، تكنولوجي واستخباراتي غير محدود، ضد روسيا، ما يدفع لطرح السؤال الآتي: لماذا كل هذا الاستشراس الأمريكي، والتصلب في الموقف الأوروبي في استهداف روسيا؟