بعد اجتياز «حاجز» التكليف مع الرئيس نجيب ميقاتى سيصل قطار تشكيل الحكومة اللبنانية الذى انطلق من جديد بعد اعتذار الرئيس سعد الحريرى، إلى «حاجز» التأليف.
بعد اجتياز «حاجز» التكليف مع الرئيس نجيب ميقاتى سيصل قطار تشكيل الحكومة اللبنانية الذى انطلق من جديد بعد اعتذار الرئيس سعد الحريرى، إلى «حاجز» التأليف.
في الشكل، بدا رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل كأنه يفتح الأبواب بإستعانته بالأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بوصفه "صديقا"، وصولاً للقول له "أقبل بما تقبل به أنت لنفسك. هذا آخر كلام لي بالحكومة"، لكن أبعد من الشكل، ماذا يمكن أن يحتمل هذا الكلام في طياته؟
"ما من شر يدوم وما من خير ينتهي"، لسان حال الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، الذي يردّد هذا القول أمام زواره في معرض توصيفه للمشهدية اللبنانية التي تعاني استعصاءً في كل الملفات، وسط لا مبالاة بمآل الأمور على كل المستويات.
من يُقارن بين وضعية سعد الحريري السياسية ـ النفسية، قبل جلسة مجلس النواب المخصصة لمناقشة رسالة رئيس الجمهورية وبعدها، يستنتج أن حياة سياسية جديدة كُتبت لرئيس كتلة المستقبل النيابية بإدارة نبيه بري ونتيجة عناد ميشال عون ومن خلفه جبران باسيل، لكن في المحصلة لا حكومة في المدى القريب.
في الشكل، إشتباك سياسي مفتوح بين رئيس للجمهورية وتياره الوطني الحر وبين رئيس حكومة مكلف. في المضمون، يمكن الذهاب أبعد من ذلك، بالتحليل وأيضاً بالمعطيات.
أما وقد بلغ الدولار الأميركي سقف العشرة آلاف ليرة لبنانية، وهو رقم قابل للإرتفاع أكثر، في ظل الإنسداد السياسي ـ الإقتصادي ـ المالي، فإن المشهد اللبناني لن يكون إلا أكثر قتامةً وسواداً في الأسابيع والأشهر المقبلة، لأسباب محلية وخارجية. لماذا؟
النظام اللبنانى، مثل الولد القاصر، بحاجة دائماً للرعاية الخارجية والإمساك بيده لإخراجه أو إنقاذه من كل أزمة وطنية كبرى يواجهها وتعرّض البلد (دولةً ومجتمعاً) للخطر.
كثر الحديث عن مبادرات، محلية وخارجية، لكسر الجمود السياسي الذي يمنع تأليف حكومة لبنانية جديدة برئاسة سعد الحريري، برغم مرور ما يزيد على مائة يوم على تكليفه، فما هي حقيقة هذه المبادرات وماذا تمخض عنها من نتائج حتى الآن؟
منذ ثلاثة أشهر، يشهد لبنان نقاشاً سياسياً ودستورياً حول الصلاحيات الدستورية لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، في ضوء حالة الإنسداد السياسي التي تحول دون تشكيل حكومة لبنانية جديدة.
كلما لاح أملٌ قتله الساسة في لبنان. لم تمض 24 ساعة على تبشير الرئيس المكلّف سعد الحريري باحتمال الخروج بـ"صيغة حكومية قبل الميلاد"، حتى خرج هو نفسه اليوم (الأربعاء) بعد لقاء هو الرابع عشر بينه وبين رئيس الجمهورية ميشال عون، بوجه عابس يعكس تشاؤم وتعقيدات التفاوض، ويرجىء الأمل الى ما بعد رأس السنة!