يقول رئيس الجمهورية إن الهروب من تحمل المسؤولية الدستورية والقانونية والشعبية ليس هو الحل، معتبراً أن تحريك مفتاح الحلول “يكون بالاقلاع عن تحويل الوطن والمواطنين رهينة لدى أيّ كان من المسؤولين”، ويشدّد على أن من لا يستطيع صياغة توافق داخلي حول الاستحقاقات المطروحة “فلن تنفعه محاولات البحث عن تأييد خارجي، لان الخارج عوّدنا ان يقبل بما يجمع عليه اللبنانيون”.
كثيرة هي الملاحظات لدى رئيس الجمهورية وفريق عمله، “وعلى الرغم من الصد غير المسبوق الذي تعرّض له العهد عند طرحه أي ملف اصلاحي لا سيما التدقيق الجنائي، الا ان ذلك لن يمنع من تسليط الضوء على حقيقة من يقبض على انفاس اللبنانيين ويحوّلهم الى ارقام يتصرف بها كيفما يشاء”.
منذ بداية عهده، سعى العماد عون الى محاولة تصحيح مسار العلاقة مع دول الخليج ومن البوابة السعودية تحديداً فكان أن زار المملكة مرتين، ونجح في ارساء علاقة ثقة وتعاون، لكن الأمور “تعوكرت” عندما وقف رئيس الجمهورية إلى جانب رئيس الحكومة سعد الحريري في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017 (لحظة إعتقال الأخير في المملكة) وهو دائما عندما يعرّج على هذه الحادثة لا يقاربها من زاوية الندم، “انما للاشارة إلى معنى قول الحريري له بعد تكليفه “انا تغيّرت” ليتبين ان هذا التغيير جلب التعطيل والخروج عن النصوص والاصول الدستورية في انجاز الاستحقاقات ومنها تأليف الحكومة”.
“المسؤولية السياسية ومسؤولية الحكم لا تكون مبارزة بين القيادات ولا على أساس أنه عندما تحزّ المحزوزية يكون في الهريبة كالغزال” كما يردد أحد المقربين من رئيس الجمهورية، تماماً كما حصل في 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2019 عندما قال عون للحريري “لا تخف”. الدعوة الرئاسية إلى عدم الخوف كانت إستناداً إلى تقارير الاجهزة الأمنية المعنية، وقال عون للحريري إن الأزمة يمكن أن تتحول إلى فرصة لكي نسير سريعاً بالاصلاحات، ولكن وبرغم ابلاغه اكثر من طرف انه لن يستقيل، فجأة اعلن الحريري استقالته التي تبلغها رئيس الجمهورية عبر الشاشة الصغيرة، “ولا ندري حتى الآن أي اشارة داخلية او خارجية جاءته حتى يُقدم على خطوته هذه”، يقول رئيس الجمهورية.
عون: حزب الله يقف الى جانب بري لاسباب تخص “الثنائي”، وقيادة حزب الله تبذل جهداً كبيراً حتى لا ينفجر الوضع. لذلك نجد ان حزب الله يتخذ موقف النأي بالنفس في مسألة علاقة رئيس الجمهورية برئيس مجلس النواب
و”كما سعد كما حسان”. حصل انفجار مرفأ بيروت في 4 آب/ أغسطس 2020. فجأة قرر دياب الإستقالة من دون العودة الى رئيس الجمهورية، وما بين الاستقالات والاستشارات والتكليف والتأليف ضاعت سنتان من قرابة خمس سنوات من عمر العهد ونحن ندور حول الحكومات واستعصاء تأليفها، “وحتى الآن لا يزال رئيس مجلس النواب نبيه بري مصراً على سعد الحريري في رئاسة الحكومة ونحن لا نمانع ذلك” يقول المقربون من عون.
يطرح رئيس الجمهورية أمام زواره السؤال الآتي: “هل يريد سعد الحريري تأليف الحكومة والى متى الانتظار؟. عندما زار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بعبدا وتحدث عن ضرورة التسوية مع رئيس الجمهورية زعل الحريري. كما ان حزب الله يقف الى جانب بري لاسباب تخص “الثنائي”، وقيادة حزب الله تبذل جهداً كبيراً حتى لا ينفجر الوضع. لذلك نجد ان حزب الله يتخذ موقف النأي بالنفس في مسألة علاقة رئيس الجمهورية برئيس مجلس النواب”.
يحسم رئيس الجمهورية امام زواره “حتمية اجراء الانتخابات النيابية في موعدها في ربيع العام 2022، ويسأل “لماذا لا تحصل؟. ستحصل. لقد تعودوا على التمديد، واذا لم تحصل الانتخابات النيابية فهذا يعني الخراب ووضع مصير لبنان في المجهول وكأن هناك من يريد جعل لبنان دولة ناشفة. نعم لقد نشّفوا الدولة”.
“انا مع المقاومة من دون تربيح جميلة” كما ينقل زوار عون عنه، ويقول: “في ايام عدوان تموز 2006، زارني وفد من حزب الله فقلت لهم اهتموا بالجبهة العسكرية والباقي سياسة واحتضانا واعلاما انا اتولاه.. ونتيجة ذلك كانت مودة ومحبة وصولا الى الشفاعة، كما اعلن في نهاية الحرب السيد حسن نصرالله. ولكن ما يقيّد حزب الله هو الموضوع الداخلي، وعلاقتي مع السيد نصرالله ثنائية وخاصة جدا”.
يختم زوار رئيس الجمهورية بالقول “الظروف الإقليمية والدولية تتغير بسرعة والانتظار ليس لصالح لبنان لانه قاتل اقتصادياً ومالياً ومعيشياً (…) وعلينا تثبيت قواعد الاستقرار على كل المستويات من خلال انتظام عمل المؤسسات، ولنعلم جميعاً انه ما حك جلدك مثل ظفرك”.