قبيل الانتخابات التركية الوشيكة تتزاحم غيوم السياسة فوق أنقرة وتتراكم تساؤلات المستقبل فى الإقليم بأسره.
قبيل الانتخابات التركية الوشيكة تتزاحم غيوم السياسة فوق أنقرة وتتراكم تساؤلات المستقبل فى الإقليم بأسره.
على الرغم من الآثار المدمرة للزلزال التركي السوري، فإن ما تم الاتفاق عليه في الاجتماع الثلاثي، الذي تم في طهران، بعد اجتماع رؤساء روسيا وإيران وتركيا، في 19 تموز/يوليو الماضي، ما زال مستمراً بفعالياته المتسارعة، نحو تشكيل كتلة رباعية، لا يمكن أن تتحقق وتنجز ما اتفق عليه إلا بإنجاح المصالحة السورية- التركية الكاملة.
كمال كيليتشدار أوغلو. الثاني دائماً في مسيرته الحزبية والسياسية، لكنه اليوم أمام مفترق خطير. صحيح أنه قد يُثبّته في هذه المرتبة إلى الأبد، كعلامة نحس أزلية، لكن ربما تضرب حظوظه برغم الوقت الضيق أمام منافسه رجب طيب إردوغان الذي يقاتل في معركة هي الأهم مقارنة بما سبق أن واجه من معارك.
لم يكن مفاجئاً قدوم البرلمانيين العرب من بغداد إلى دمشق، ثم ما تلاه من وصول وزير الخارجية المصري سامح شكري، فكل المؤشرات التي سبقت وصولهم، تؤكد وجود خطوات إقليمية ودولية مفتوحة نحو سوريا، وخاصةً بعد الزلزال الذي وفّر الذريعة المناسبة لتسريع القرار المتخذ بالعنوان الإنساني، مما أدى إلى تشكّل بواعث أمل لدى من تبقّى من السوريين في الداخل، الذين اختنقوا بحجم الضغوط الاقتصادية الهائلة.
لم يسبق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن أبدى أيّ رغبة أو حماسة للقاء الرئيس السوري بشار الأسد، منذ بداية الانفجار الكبير في سوريا. على العكس من ذلك تماماً، وقف في مقدّمة "محاربي" الدولة السورية، وكان الساعد السياسي والتسليحي السبّاق في بناء ما سُمِّيَ بالمعارضة الداخلية في سوريا، متعاوناً إلى أقصى الحدود مع الإدارة الأميركية في أجندتها القاضية بإسقاط نظام الحكم في دمشق.
توحدت أسماؤهم وباتوا جميعا "ضحايا الزلزال". لم تكن حيواتهم متشابهة.. لكن قدرهم كان واحداً، كما ليلهم.. الذي لم يشبه أي ليل.
في الساعات الأولى من يوم 6 شباط/فبراير، وبينما كان الناس نياماً، وقع أحد أكبر الزلازل منذ القرن الماضي في نقطة قريبة من الحدود التركية - السورية. كانت قوة هذا الزلزال على خط صدع البحر الميت 7.8 درجات. بعد تسع ساعات، وقع زلزالٌ ثانٍ بقوة 7.7 درجات، ولكن هذه المرة على خط صدع شرق الأناضول.
أكدت التفسيرات العلمية للحدث الزلزالي الأخير، بالقرب من الحدود السورية، تعرض صفيحة الأناضول المستمر منذ بدء تشكل الأرض، لضغط الصفيحة العربية من الجنوب، التي هي على تماس مع الصفيحة الأفريقية، أو ما يسمّى الفالق العربي الأفريقي، الممتد عبر البحر الأحمر، قاطعاً الأردن وسوريا في اتجاه الشمال، بالإضافة إلى تعرضها للضغط المستمر من الصفيحة الأوراسية، ما أدى إلى تلاقي القوتين الضاغطتين، والدفع نحو انفجار طاقة هذه القوى بزلزال أرضي، تسير ارتداداته على خطوط الفوالق، في منحى لعودة الاستقرار في هضبة الأناضول ومحيطها.
الأنظمة السياسيّة البرلمانيّة ليست خيراً مطلقاً، كما ليست الأنظمة الرئاسيّة شرّاً مطلقاً. في الأنظمة البرلمانيّة يُمكِن لأقليّة حصلت على مقاعد انتخابيّة أن تُعَطِّل السلطة التنفيذيّة أو أن تدفعها لخيارات متطرّفة، خاصّةً إن كان التمثيل البرلمانيّ ينتُج عن تمويل أو هيمنة قوى سلطة فئويّة داخليّة أو عن تدخّلات خارجيّة لدولٍ نافذة. في حين أنّ النظام الذي يقود فيه رئيسٌ (أو ملِكٌ) السلطة التنفيذيّة يُمكِن له، بسهولةٍ أكبر في أغلب الأحيان، أن يقوم بإصلاحات جوهريّة ضروريّة لأخذ البلاد إلى نهجٍ أفضل.
حلّت تركيا في الموقع الحادي والعشرين على مستوى العالم حول ترتيب الدول الأكثر عنصرية هذه السنة، فيما إحتلت الهند المرتبة الأولى يليها لبنان!