بورصة أسماء المرشحين لرئاسة الحكومة، بعد مضي أسبوع واحد على إعتذار سعد الحريري، تكاد تستقر على إسم نجيب ميقاتي بوصفه الأوفر حظاً حتى الآن، لكن التدقيق بالمعطيات السياسية، الداخلية والخارجية، يشي بأن التسمية لن تكون كافية هذه المرة.
بورصة أسماء المرشحين لرئاسة الحكومة، بعد مضي أسبوع واحد على إعتذار سعد الحريري، تكاد تستقر على إسم نجيب ميقاتي بوصفه الأوفر حظاً حتى الآن، لكن التدقيق بالمعطيات السياسية، الداخلية والخارجية، يشي بأن التسمية لن تكون كافية هذه المرة.
كان يمكن لإعتذار سعد الحريري أن يترك صدى أكبر بكثير. هو من قرر التوقيت وهو من قرر الإخراج.. وأيضاً الإطلالة مع الزميلة مريم البسام عبر قناة "الجديد"، في مقابلة إرتدّ حاصلها السياسي على زعيم "المستقبل" بصورة بالغة الدراماتيكية!
إقتراح جدي: قيام هيئات المجتمع المدني على أنواعها بطرح استبيان على كل المواطنين اللبنانيين حول السؤال التالي: "هل تعتقد أن معظم القادة السياسيين اللبنانيين أصحاء سايكولوجياً، بما يؤهلهم لانقاذ البلاد او حتى ممارسة السلطة؟. واذا ما كان الجواب بالنفي، هل تؤيد مطالبة المجتمع الدولي بتشكيل هيئة من كبار علماء النفس البارزين لتقرير ما اذا كان هؤلاء القادة أصحاء نفسيين ويمكن وضع مصير شعب بأكمله بين أيديهم؟
قبل أن يُطل سعد الحريري عبر "تلفزيون الجديد"، مساء غدٍ (الخميس) مع الزميلة مريم البسام، سيكون أمام خيار من إثنين: إما حكومة برئاسته تصدر مراسيمها في الساعات المقبلة.. أو الإعتذار عن التكليف.
"أيام حاسمة يمكن أن ترسم صورة المشهد الحكومي اللبناني بشكل واضح". عبارة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تأتي غداة عودة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إلى بيروت.
ثمة نافذة صغيرة جداً بأن تؤول المشاورات السياسية المكثفة في الداخل اللبناني خلال الـ 72 ساعة المقبلة، إلى مخرج ما لإنسداد الأزمة السياسية والحكومية، لكن أغلبية "الطبّاخين" يُقدرون أن طبخة الحكومة غير ناضجة كلياً.. والمشهد الآتي سيكون أكثر تعقيداً من الذي نعيشه اليوم!
أن يُعلن سعد الحريري "التكامل" مع نبيه بري ويقول "سعد الحريري يعني نبيه بري ونبيه بري يعني سعد الحريري" فهذا يشتق وجهة جديدة في الصراع السياسي اللبناني: إصطفاف إسلامي يرأب الصدع السُني ـ الشيعي الذي استطال زمناً، مقابل إصطفاف مسيحي يُنعشه ويغذيه جبران باسيل بدعوى "حقوق المسيحيين"!
لو إفترضنا أن مراسيم تأليف الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة سعد الحريري، ستذاع هذه الليلة، هل يشي مناخ التأليف، بكل تفاصيله وأفخاخه بوجود نوايا إيجابية تضع البلد على سكة التعافي الإقتصادي والمالي والتحضير للإنتخابات النيابية المقبلة؟
برغم الأجواء الإيجابية التي أشاعتها عودة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري إلى بيروت وزاد من منسوبها اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس النواب نبيه بري، إلا أن وقائع الساعات الأخيرة تشي بأن الأمور لا تتعدى "طبخة بحص"، على حد تعبير أحد "الطبّاخين"!
عندما بارك وليد جنبلاط لصديقه الأميركي جيفري فيلتمان مهمته الأفريقية الجديدة، أجابه الأخير برسالة مقتضبة: mission impossible. ما يسري على تلك المهمة، ينطبق أيضاً على الحكومة اللبنانية الموعودة. إستسلام "وطني" للفراغ، حتى الخارج نفسه، صار شريكاً في هذا التسليم ـ الإستسلام. الكل أطفأ محركاته وبالفعل صار تأليف الحكومة "مهمة مستحيلة"!