في إطلالته التلفزيونية الأخيرة، أعطى جبران باسيل إشارة واضحة إلى أن لا حكومة جديدة في المدى المنظور. تطرق إلى قضايا عديدة، لا بأس بتشريحها لأهمية الخطاب ومضامينه. البداية من الحدود البحرية.
في إطلالته التلفزيونية الأخيرة، أعطى جبران باسيل إشارة واضحة إلى أن لا حكومة جديدة في المدى المنظور. تطرق إلى قضايا عديدة، لا بأس بتشريحها لأهمية الخطاب ومضامينه. البداية من الحدود البحرية.
المواسم اللبنانية كثيرة ولكن حصادها قليلٌ جداً. بين زيارة ديفيد هيل إلى بيروت وزيارة سعد الحريري إلى موسكو، حلّق الفراغ الحكومي وطار تعديل مرسوم الحدود البحرية وأعيد تعويم رياض سلامة وتقدمت أسئلة دور الجيش اللبناني ما بعد "الإرتطام الكبير"!
فتح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كوة في جدار الأزمة السياسية. تحدث عن جهود جادة وجماعية ومن جهات متعددة، في الساعات الأخيرة، لتذليل العقبات أمام ولادة الحكومة الجديدة بعدما إستنفد البلد وقته وروحه. فماذا في التفاصيل؟
ما هي جدية نوايا فرنسا حيال "تغيير نهج" تعاملها مع الأزمة اللبنانية و"تبديل أسلوب" تعاطيها مع السياسيين اللبنانيين؟ وكيف ستلجأ باريس الى "زيادة وسائل الضغط" على معرقلي ولادة حكومة لبنانية جديدة تكون مدخلاً للبحث في كيفية وضع حد لحال الانهيار في لبنان؟
غالباً، ما تستحضر الذاكرة الأدبية والفلسفية كتابين خالدين، غامرت نصوصهما في رحلات ملؤها العجائب إلى "العالم الآخر"، ساعية إلى بناء مخيلة عن المحجوب والمرغوب، وأول الكتابين "رسالة الغفران" لأبي العلاء المعري، وثانيهما "الكوميديا الإلهية" للإيطالي دانتي (Dante Alighieri).
جرت العادة عندما تشتد الأزمات السياسية في لبنان، أن يعوّل البعض لبنانياً على تدخل عربي أو دولي، من أجل إيجاد قواسم مشتركة بين اللبنانيين. هذه المرة، لا أحد يبدو مؤهلاً في الداخل للعب دور توفيقي ولا أحد يسأل عن لبنان في الخارج.. وهو في طريقه إلى "جهنم" الموعودة!
نحن أمام ثمانٍ وأربعين ساعة، لن تفضي، على الأرجح، إلى ولادة حكومة جديدة. كيف سيتطور الموقف الدولي والأوروبي في الساعات المقبلة إذا لم تولد الحكومة وما هو المضمون الفعلي لحركة وليد جنبلاط السياسية؟
نُقِل عن الرئيس ميشال عون قوله أثناء الإجتماع الأمني العسكري المالي، في بعبدا، الأسبوع الماضي، وهو يقطِّب جبينه (كما يمكن تخيُّله): "أنا ميشال عون. لا أحد يجرِّبْني. بالـ 1990 رفضت التنازل تحت ضغط المدفع. والآن لن أتنازل تحت ضغط الدولار". مَن هو المنادى؟
من يقرأ هذا التقرير سيقول إن السياسيين في وادٍ والناس في وادٍ آخر. هذا الأمر صحيح. الدليل هو إنشداد الطبقة السياسية إلى جداول أعمال لا تأخذ في الحسبان صرخة الناس ووجعهم وإنهيار قيمة رواتبهم وسرقة ودائعهم ومدخراتهم.
أما وقد بلغ الدولار الأميركي سقف العشرة آلاف ليرة لبنانية، وهو رقم قابل للإرتفاع أكثر، في ظل الإنسداد السياسي ـ الإقتصادي ـ المالي، فإن المشهد اللبناني لن يكون إلا أكثر قتامةً وسواداً في الأسابيع والأشهر المقبلة، لأسباب محلية وخارجية. لماذا؟