جبهة النصرة Archives - Page 2 of 3 - 180Post

Screenshot_2020-06-24-b2848afe-a8a3-448f-b02a-20c51a7f8b1d_16x9_1200x676-jpg-WEBP-Image-1200-×-674-pixels.png

ملفّان أساسيّان يشغلان بال أبي محمد الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام في الشمال السوري: تكريس زعامته ودوره، وترتيب العلاقة مع أنقرة. ورغم ما تشي به الأجواء من إمكانية تجدد القتال مع الجيش السوري في أيّ وقتٍ، فإن ثقة الجولاني بالخطوط الحمر المرسومة إقليمياً ودولياً جعلته ينتهز فرصة الهدوء المفروض بموجب اتفاق موسكو، للانشغال في تنظيف بيته الداخلي وترتيب أوراقه وتسويق تحولاته العقائدية والتنظيمية ولو اضطره ذلك إلى تغليب الاعتبارات الأمنية الصارمة على أي اعتبارات أخرى.

Screenshot_2020-06-20-idlib_2020-webp-WEBP-Image-4056-×-2866-pixels-Scaled-33-1280x881.jpg

للمرة الثانية على التوالي تفشل تركيا في تنفيذ التزاماتها وفق اتفاقية سوتشي الموقعة مع تركيا العام 2018 حول إدلب، والبروتوكول الإضافي الذي تم توقيعه في شهر آذار/مارس الماضي، والقاضي بفتح طريق M4 (حلب - اللاذقية)، الأمر الذي يرسم بمجمله صورة عامة لعملية عسكرية منتظرة يستعد الجيش السوري لإطلاقها من أجل تأمين الطريق بالقوة.

181018_TNT-1280x853.jpg

بالرغم من أن فصيل "أنصار التوحيد" يعتبر من الفصائل الصغرى في إدلب وليست لديه الإرادة ولا القدرة على التأثير في المشهد بشكل جذري، إلا أن مسارعته إلى إعلان براءته من أية بيعات خارجية أو سرية، وخروجه من تحالفاته العسكرية السابقة، يمكن اعتبارهما بمثابة مؤشر مبدئي على تسارع الخطى الحثيثة التي تبذلها بعض الجهات لإيجاد مخرج من حالة الاستعصاء التي يرزح المشهد الإدلبي تحت وطأتها منذ اتفاق الخامس من آذار/مارس آذار بين موسكو وأنقرة.

Idlib_05-1280x852.jpg

حسم أبو محمد الجولاني زعيم "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) قراره في ما يخصّ رؤيته لمصير منطقة خفض التصعيد في إدلب من جهة، ولطبيعة العلاقة التي تجمعه مع الجانب التركي وإمكان تدحرجها في اتجاهات مختلفة، من جهة ثانية.

000_1pw6z0-1280x852.jpg

يبدو أن ثمّة حملة منظمة تستهدف شيطنة "حراس الدين" تمهيداً لوضعه على قائمة التنظيمات المراد مواجهتها واستئصالها. ولم يشفع للأخير إصداره بياناً ينفي فيه علاقته بقتل الجنديين التركيين على طريق M4، فالماكينة الإعلامية واصلت تسليط الضوء على أدوراه المخربة للاتفاقات الاقليمية ونبش تاريخ جرائمه. فهل يكون كبش الفداء لتنفيذ اتفاق موسكو؟

WYPPpylsVG7ucS0RnisE.jpg

باعتصامٍ متواضع على طريق M4الرئيسي الواصل بين محافظتي اللاذقية وحلب، أجهض أبو محمد الجولاني زعيم "جبهة النصرة" الموعد الأول لانطلاق الدوريات الروسية-التركية المشتركة تنفيذاً لاتفاق موسكو. هذه الخطوة التي كشفت مدى هشاشة الاتفاق الثنائي بين الدولتين وافتقاره لآليات التنفيذ الحاسمة، حملت في طياتها أيضاً رسالة ابتزاز واضحة للجانب التركي وسط أنباء عن مساعي أنقرة لإقناع الفصائل المسلحة بإعادة هيكلة نفسها.

1058494954_0-161-3229-1977_1200x0_80_0_1_59acf846a6d0d3f663226ba405c15439.jpg

من الانعكاسات غير المحسوبة للهدنة الجديدة التي أعلنها الرئيسان الروسي والتركي في الشمال السوري، بدء تراجع أزمة المحروقات التي كانت تعيشها مناطق سيطرة الجولاني منذ عدة أشهر، فمع توقف العمليات القتالية، سرعان ما انتعش قطاع النفط الذي تحتكره شركة "وتد للبتروليوم" جراء وصول شحنات من المازوت والبنزين والغاز من مناطق شرق الفرات التي تهيمن الولايات المتحدة على حقول النفط فيها. فهل تبيع واشنطن النفط إلى تنظيم ارهابي؟

Syria-1280x854.jpg

حطّ وفدٌ أميركي رفيع المستوى في معبر باب الهوى الحدوديّ بين سوريا وتركيا في خطوة لم تتكرر منذ عام 2011. توقيت الزيارة لم يخلُ من دلالات ورسائل موجهة بمعظمها إلى اللاعبين الرئيسيين - موسكو وطهران ودمشق وأنقرة، غير أن بعض هذه الدلالات والرسائل قد يتسرّب إلى أقنية "جبهة النصرة" المصنّفة على قائمة الارهاب العالميّة والتي يُعتبر معبر باب الهوى بمثابة العمق الاقتصادي وشريان الحياة لإمارتها الاسلامية.

al-nusra-front-fighters-1.jpg

نجت "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) من تهديد هيئة الأركان الروسيّة بأن يكون عام 2018 هو عام القضاء على هذا الفصيل الإرهابي. سنتان تعزز خلالهما وضع هذا التنظيم،  خلافاً لتنظيم داعش، وتعززت معه سيطرة مكانيّة لافتة الإنتباه، لا تحجب حقيقة أن أبا محمد الجولاني زعيم "هيئة تحرير الشام" سيواجه في العام 2020 سلسلة تحدّيات داخلية وعسكرية وأمنية وسياسية.

RTS30606-1280x720.jpg

في وقت يواصل الجيش السوريّ معركة التحرير الواسعة التي يقودها في إدلب، ثمة معركة "عضّ أصابع" غير معلنة تجري أحداثها بين الصديقين اللدودين - تركيا و"جبهة النصرة".  يدرك كلا الطرفين أن خرائط السيطرة ستستقر عند خطوط معلومة مسبقاً رسمتها اتفاقات أستانا وسوتشي، ولذلك يدور الصراع بينهما على "ما بعد هذه المرحلة" وكيفية إدارة ما سيتبقى من منطقة خفض التصعيد. هل ستنجح أنقرة في فرض منطقة آمنة خالية من الارهاب أم أن براغماتية الجولاني ستجرّ السياسة التركية إلى صفّه؟